المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الرواية

عن موت القصة والرواية

صورة
غلاف إحدى طبعات الكتااب الإنجليزية لقد قيل لنا أن الرواية ماتت. وأنا على يقين أن بعضهم قد قال نفس الكلام بالنسبة للقصة القصيرة. وأخشى أن هذا القول غير ناضج. وأنا أكثر استعدادًا لقبول القول بأن الشعر والمسرح قد ماتا. ويجب ألا أكون شديد التحمس حتى فيما يتصل بهذا، ولكن ينبغي أن أكون مستعدًا للتسليم بأنهم لما كانا فنين بدائيين فإن قضيتهما محتاجة إلى دفاع. غير أن الرواية والقصة القصيرة تطوير جذري لقالب فني بدائي ليتفق مع الحياة الحديثة، ليتفق مع الطباعة والعلم والديانات الخاصة. ولا أدري أية إمكانية أو سبب لحلول شيء محلهما، إلا إذا حدث تحول عام في الثقافة، وحلت محلها حضارة الدهماء. وأفترض أنه لو حدث هذا فسنضطر جميعًا إلى الذهاب إلى الأديرة، أو إذا لم تسمح حضارة الدهماء فإلى سراديب الموتى وإلى الكهوف. ولدي إحساس بأنه حتى هناك سيرى أكثر من عابد قابضًا على نسخة بالية من رواية "كبرياء وتحامل"، أو على "القصص القصيرة لأنطون تشيخوف".  مقطع من:  الصوت المنفرد: مقالات في القصة القصيرة فرانك أوكونور ترجمة: محمود الربيعي القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993

منذ اختراع السجون (مقتطفات)

صورة
غلاف رواية نصف الرجل امرأة منذ اختراع السجون، لم تولد فكرة أكثر ذكاءً من استخدام السجناء لحراسة سجناء آخرين.  *** *** *** في إحدى المرات كان تسنى لزمرة العمال مشاهدة فيلم "لينين في أكتوبر" ومن المشاهد التي انطبعت في ذاكرتهم ذلك الذي يصور فاسيلي وهو يطبع على فم زوجته قبله الوداع: "إذًا فعليك أن تمسك الوجه بهذه الطريقة وتمضغ!"  "هل سبق لك أن مضغت زوجتك. ها. ها! هل مضغتها. أخبرنا هيا. أخبرنا وسنكون متساهلين معك".  كان السجناء يذكرون جيدًا مصطلحات عملية الاستجواب وكانت هذه المصطلحات تخرج تلقائيًا من أفواههم.  "ماذا، أمضغ ذلك الوجه المقيت؟ ما إن ودعتها حتى وليت هاربًا نحو الجهة الغربية من النهر ..." كانوا يرفضون تقبيل وجه مقيت لكن أجزاء الجسد الأخرى ألم تكن قذرة بنظرهم؟ إن الحب تعبير عن الثقافة. في مكان مجرد من الثقافة وفي إنسان يفتقدها يزول كل صفاء الحب الرقيق ولا يبقى سوى ذلك التوق الجسدي البدائي.  *** *** *** الحب الطاهر، الخوف وارتعاشة الحب الأول، الشذا والعبير، توهمات الغرام، أين أضحت كلها اليوم؟ ل

العلاقة بين الرواية والفلسفة من وجهة نظر ألبير كامي (اقتباس)

صورة
غلاف كتاب: ألبير كامي لديفيد شيرمان بالرغم من تمرس كامي في الفلسفة فإن أروع أعماله هي رواياته، دون شك. ولكن المحك الأساسي في رأي كامي، أنه لا توجد تباينات ثابتة جامدة بين الفلسفة والأدب الجيد. ففي كتاب أسطورة سيزيف وهو أحد عمليه الفلسفيين (العمل الآخر هو المتمرد) يعلن كامي أن "الروائييين العظماء فلاسفة عظماء"، وفي عرضه لرواية جان بول سارتر الفلسفية "الغثيان" يضع كامي أساس التمييز بين الروايات الفلسفية: "ما الرواية إلا فلسفة تمت صياغتها في صورة خيالية. وفي الرواية الجيدة تختفي الفلسفة في ثنايا الصور الخيالية. ولكن ما أن تنسكب الفلسفة متدفقة من الشخصيات والأحداث حتى تبرز ناتئة مثل السبابة الملتهبة وتفقد الحبكة مصداقيتها والرواية حياتها."     

الرواية والمدينة (مقتبسات)

صورة
غلاف كتاب "الرواية والمدينة"   لحسين حمودة يطمح هذا الكتاب إلى تعرف أبعاد مجموعة من الفروض التي تحيط بعلاقة "الرواية/ المدينة"، أو – على الأقل- يحاول طرح عدد من التساؤلات حول تأثر أو تأثير ممكنين، بين عالم المدينة وتقنيات الفن الروائي. تتصل هذه الفروض/ التساؤلات من – من جانب- بإمكان ملاحظة شكل من أشكال الموازاة بين بنية المدينة وبنية الرواية؛ إذ وَسَم كلا منهما – خلال تاريخ طويل- طابعٌ من المركزية واضحٌ، ثم – خلال زمن قصير نسبيًا- تفتت هذه البنية المركزية للمدينة والرواية معًا، بظهور نموذج "النويات المتعددة" أو نموذج البنية اللامركزية، في تكوين المدينة، وتبلور شكل الرواية "متعدد الأصوات" التي جاوزت السرد الموحد، والراوي العليم، والخطاب المتجانس ... إلخ.  وترتبط هذه الفروض/ التساؤلات – من جانب ثانٍ- بسمات مثل " التنوع" و"المرونة" و"الانفتاح" و"الحراك" التي نهض عليها تكوين كلٍ من الرواية والمدينة ، وبمعانٍ مثل "التحرر" و"الفردية" أو "تمزق الأوصار الجمعية" التي كانت، إلى

التواجد والتعاقب: مقاطع من كتاب: "الزمن والرواية"

صورة
مواجهة = encounter By: m. c. escher وقد عبر وايتهد عن ذلك بقوله: "في الماضي كانت الفترة الزمنية التي يستغرقها أي تغيير مهم أطول كثيرًا من عمر الكائن البشري، ولذلك ربت الإنسانية نفسها على التكيف لأوضاع ثابتة. أما اليوم فإن هذه الفترة الزمنية أصبحت أقصر كثيرًا من عمر الفرد، فأصبح لزامًا علينا أن نعد الأفراد لمواجهة أوضاع متجددة." هذه الشهية التي لا تقنع أبدًا هي التي تكسب الزمن ألقه بالنسبة لنا على مستوى الحياة اليومية،  فكلما حصلنا أو استطعنا أن نحصِّل أردنا المزيد، وكلما زادت سرعة تحصيلنا لما نريد زاد وعينا بالتغير وحركة الزمن (هذا ليس مرادفًا بالضرورة للتحسن أو التقدم) إن محور الوجود في هذا العصر هو السرعة، وهي العلاقة بين المسافة والزمن. ومن الجدير بالملاحظة أن كلمة " Speed "  التي تعني السرعة كانت تعني في الأصل النجاح. والحضارة الغربية تقيس النجاح اليوم بالزيادة في معدل الحركة للوصول إلى نقطة مكانية ما أو هدف ما نضعه نصب أعيننا. ويقدر الإنجاز بمدلولات الزمن الذي استغرقناه للوصول إلى غاياتنا، لأن الوقت له ثمنه، ونحن ليس لدينا وقت للانتظار في عالم

كافكا على الشاطئ (مقتبسات)

صورة
   غلاف رواية كافكا على الشاطيء لهاروكي موراكامي أتجه إلى قاعة القراءة، إلى ألف ليلة وليلة. وكما يحدث على دومًا، ما إن أبدأ في تقليب الصفحات، حتى لا أعود قادرًا على التوقف. تضم ترجمة بورتون جميع القصص التي قرأتها طفلا، لكنها أطول، وأكثر ثراء بالأحداث والحبكات، وأشد جاذبية بكثير، حتى ليصعب أن تصدق أنها القصص نفسها. حافلة بالفجور، والعنف، والجنس، قصص ماجنة بالأساس.. قصة ذلك الجني المحبوس في القمقم مثلا تنطوي على ذلك الحس الطازج باللعب، وبالحرية التي لا يستطيع المنطق العام تقييدها. لا أستطيع أن أتركها من فرط حبي لها، ومقارنة بقطعان البشر متشابهي الملامح الذين يهرولون في محطة القطار، فإن هذه القصص المجنونة، على الأقل بالنسبة إلي، حقيقية أكثر منهم بكثير. كيف هذا؟ لا أعرف، أمر غريب حقًا.     *** *** ***

مقاطع من رواية "المثقفون" لسيمون دو بوفوار (3)

صورة
سيمون دي بوفوار   أجمل شلال رأيناه حتى الآن . قالت آن وهي تضحك : الأثير عندك هو ما تراه عيناك . قال دوبري : أسود وأبيض بكليته، وهنا يكمن جماله . بحثت عن ألوان أخرى ولم أجد أثرًا . وللمرة الأولى، أرى بأم عيني أن الأسود والأبيض متشابهان تمامًا . ثم قال لهنري : " عليك الخوض في الماء لبلوغ تلك الصخرة الضخمة هناك وسترى سواد البياض وبياض السواد ". قال هنري : أصدق ما تقوله . يمكن لنزهة على الرصيف أن تصير بالنسبة لدوبري مشروعًا يتطلب جرأة أكثر من استكشاف القطب الشمالي . وكان هنري وآن يضحكان معًا وفي أغلب الأحيان من تصرفات دوبروري . ذلك أنه لا يقيم أي فرق بين الإدراك والاستكشاف . ما من عين قبله تأملت شلالا . ما من إنسان قبله عرف الماء أو الأسود والأبيض . بالطبع لو تُرك هنري على سجيته، لما استطاع أن يلاحظ لعبة البخار والزبد بكل تفاصيلها، تحولاتها وتلاشياتها ودواماتها المنمنمة التي كان دوبروري يتفحصها وكأنه يريد أن يعرف مصير كل قطرة ماء . فكر هنري وهو ينظر إليه بحنان : " بإمكاننا فعلا أن نغضب منه لكن

مقاطع من رواية "المثقفون" لسيمون دو بوفوار (2)

صورة
سيمون دو بوفوار  Simone de Beauvoir Simone de Beauvoir Simone de Beauvoir كان يخال نفسه ذكوريًا  حين يملي على الآخرين نزواته . لكن الآخرين يطيعونه كمن يتجنب إثارة امرأة عصبية المزاج . كان يفترض به أن يرتاب في أمر هذه الطاعة أو ربما كان ارتاب بأمرها ... *** *** ***   على التمادي بدأت تزعجه حفلة الإطراءات هذه التي تظهر قشور الكتاب وتغفل لبه . انتهى الأمر بهنري إلى الاعتقاد أنه يدين بنجاحه إلى سوء فهم متكرر . ذلك أن لامبير اعتبر أن هنري أراد  عبر العمل الجماعي أن يمجد الفردية . وخلافًا له، اعتقد لاشوم أنه يدعو للتضحية بالفرد من أجل الجماعة . وأظهر الجميع الطابع التعليمي للرواية . ومع ذلك كانت كتابة هذه القصة في فترة انطلاق المقاومة مجرد صدفة . هدفه كان أن يصور بطلا في لحظة تاريخية محددة ويتطرق إلى العلاقة بين ماضيه والأزمة التي يجتازها . كذلك عني بأمور كثيرة لم يشر إليها أي من النقاد . هل كانت تلك غلطته أم غلطة القراء؟ أعجب الجمهور بكتاب مختلف تمامًا عن الرواية التي كان يعتقد هنري أنه وضعها في متناوله .  

مقاطع من رواية "المثقفون" لسيمون دو بوفوار (1)

صورة
غلاف الترجمة العربية للرواية لا شك أنني أفرطت في الشرب . لست أنا من خلق السماء والأرض . لا يطالبني أحد بشيء، ثم لماذا يكون الاهتمام بالآخرين شغلي الشاغل؟ يحسن بي أن أهتم بنفسي ولو قليلا . أسند خدي إلى الوسادة، أنا هنا، هذا أنا . أشعر بالسأم لأنني لا أجد ما أقوله عن نفسي، آه ... إذا سألني أحد من أنا أستطيع إبراز الملف المتعلق بشخصيتي . فلكي أبرع في مجال التحليل النفسي، عليَّ تحليل نفسي بالذات . وجدوا لديَّ بوضوح عقدة أوديب تعلل زواجي برجل يكبرني بعشرين سنة، وعدوانية جلية حيال أمي، وبعض الميول المثلية التي تخطيتها بالشكل الملائم . أدين لتربيتي الكاثوليكية بأنا مثالية طاغية للغاية : وهنا يكمن سبب طهرانيتي وضمور النرجسية لديَّ . أما التباس مشاعري حيال ابنتي فمصدره كراهيتي لأمي ولا مبالاتي بنفسي . قصتي من أكثر القصص كلاسيكية، ويسهل ضمن الأطر المعهودة . في نظر الكاثوليكيين، حالتي تافهة للغاية : توقفت عن الإيمان بالله عندما اكتشفت إغراءات الشهوة . وزاد زواجي بملحد في هلاكي . اجتماعيًا أنا وروبير من مثقفي اليسار . في وجهات النظر هذه شيء من الصحة . ها أنذا مصنفة إذا وقانعة بذلك

حكاية للكائن الزمني: A Tale for The Time Being

صورة
بقلم: أحمد ع. الحضري A Tale for The Time Being  - Ruth Ozeki      ما هو الزمن؟ الإجابة ليست سهلة. لكن الزمن في الحس العام يتلخص في: ماضٍ وحاضر ومستقبل؛ تتابع واضح خطي ثابت مستقر. الزمن الروائي في المقابل لا يتقيد بهذا التتابع فللروائي أن يرتب الأحداث كما يرى، قد يذكر المستقبل أولا ثم الماضي ثم الحاضر. وهناك زمن آخر يرتبط بالكتابة وهو زمن القراءة، القارئ في غرفته أو في مكتبه يجلس ليقرأ الرواية، ويستشعر الزمن بطريقة مختلفة. في البوذية لا يفهمون الزمن كخط يفهمونه كدائرة، وبالتالي فمفاهيم المستقبل والماضي ليست بالضرورة متنافرة لهذه الدرجة. أما في العلم الحديث متمثلا في النسبية والكوانتم فقد ابتعد أيضًا عن مفهوم الزمن في الحس العام. لماذا أذكر كل هذه المفاهيم في إطار الحديث عن رواية. لأنها جميعًا موجودة في هذه الرواية. هل هي رواية عن الزمن؟ ربما.  

بندول فوكو لأمبرتو إيكو (عرض)

صورة
بقلم: أحمد ع. الحضري (1) بندول فوكو(Foucault's Pendulum) هو عنوان الرواية التي كتبها أمبرتو إيكو بالإيطالية في عام 1988، وترجمت مؤخرًا إلى العربية لأول مرة (ترجمة: أماني فوزي حبشي؛ مراجعة حسين محمود.- القاهرة: المشروع القومي للترجمة، 2011). والعنوان يشير إلى البندول الذي صممه ليون فوكو ( Léon Foucault ) في القرن التاسع عشر (1850) لإثبات حقيقة دوران الأرض حول محورها. والعنوان معبر بالفعل عن ال محتوى ، فللبندول دور رمزي مهم في أحداث الرواية المختلفة فمن ناحية هو تجربة علمية مهمة، ويعتبر ممثلا لنمط المعرفة العلمية، ولكن تظهر له في أحداث الرواية دلالة مختلفة تنمو مع الوقت من وجهة نظر الأبطال الثلاثة من ناحية (كازاوبون، وبيبلو، وتيوداليفي) ومجموعة من المهووسيين بأفكار عبدة الشيطان والقابلاة من ناحية أخرى.     

مقتطفات من رواية المزحة لميلان كونديرا

صورة
غلاف رواية المزحة لميلان كونديرا ترجمة أنطون حمصي كان طفلا معجزة لكنه كان رجلا متوسطًا بكل بساطة               كيف أبين له أني في حاجة إلى كراهيته؟

رواية المزحة لميلان كونديرا

صورة
 بقلم: أحمد ع. الحضري غلاف رواية المزحة لميلان كونديرا؛ ترجمة  أنطون حمصي     في لحظة ما خلال مناورات المراهق لودفيك من أجل التأثير في ماركيتا الفتاة التي ت ثير إ عجابه، يشعر بالغيظ منها فيرسل لها ردًا غرضه إثارة غضبها، والسخرية منها؛ فيقول: "التفاؤل هو أفيون الجنس البشري! الروح المعافاة تفوح بنتن الغباء. عاش تروتسكي! لودفيك". العبارات التي كتبها دون حتى أن يؤمن بها تقلب حياته رأسا على عقب حين يعرف بها زملاؤه في الحزب وفي اتحاد الطلاب، واعتبرت أنها عدائية للشيوعية. وفي سياق مزايدات، وخطاب عام إقصائي مشوش سيطر على العصر في التشي ك في ذل ك الوقت ، تتعقد الأمور. يحاول لودفيك الدفاع بأن هذه العبارات مجرد مزحة كتبها بسرعة دون أن يفكر، لكن زملاءه لا يصدقونه ولا يتعاطفون مع التبرير، بل ويقول أحدهم له : " من المحتمل أنك لم تكن لتكتب هذا لو فكرت أكثر من ذلك. بهذه الطريقة كتبت دون قناع. بهذه الطريقة نعرف على الأقل من أنت. نعرف أن لك وجوه ًا: واحدًا للحزب وثانيًا للآخرين."      هذه الحادثة التي يسترجعها لودفيك الرجل ذو السبعة والثلاثين عامًا، صارت بالنسبة له نقطة تحول أساس

نرسيس وغولدموند لهرمان هسة

صورة
غلاف الترجمة العربية الصادرة عن دار حوران بترجمة أسامة منزلجي      دائما يكتب هسة رحلة حياة، يكون فيها ما يشبه رحلته الخاصة ، دائمًا يهتم بالأحداث التي تجري داخل عقول أبطاله أكثر مما يهتم بما يجري خارجها، يصف كرسام أو كنحات. هو مغرم بالفنون : كل الفنون: الكتابة، الموسيقى، الرسم، النحت. مغرم بالحياة. فلسفته الخاصة تظهر دائمًا في كل قصصه، ورواياته التي يقول البعض عنها محقًا أنها قد تكون مجرد محاولات عديدة لكتابة نفس القصة، لكن هذا لا يقلل من متعتها ولا من تنوعها في نظري، دائمًا أحب صحبة أبطاله. سمى روايته هذه نرسيس وجولدمند -وهما بطلا الرواية الر ئيسيان- وتكلم في أغلبها عن جولدم و ند وهو طبيعي فهو البطل الذي مر بكل الأحداث، اختار نرسيس الذكي العقلاني البارع في التجريد وإعمال الفكر حياة التقشف التي تناسب مواهبه، ودل صديقه الذي فكر في البداية أن يتبعه في دربه إلى طريقه الخاص، في الاتجاه المضاد. ومن خلال حركة جولدموند، وتشرده، الحائر والحر، رأي العالم -ربما كما رآه هرمان هسه- مليئًا بالغباء والخوف ، والغضب، والمرض. لكنه لا يخلو كذلك من الجمال، والمتعة. 

سحر بلا نهاية: في مديح روايات بلا نهايات أنيقة

صورة
     رأيتُ أن هذا المقال لا يحتاج مقدمة خاصة، فهو واضح، كنت أنوي الكتابة عنه فوجدتني أترجمه، على العموم هو مقال خفيف وممتع أرجو أن تستمتعوا به، وهو مترجم من جريدة الجارديان. ويمكن الدخول إلى المقال الأصلي من هنا . سحر بلا نهاية: في مديح روايات بلا نهايات أنيقة بقلم: لي روركي ( Lee Rourke ) ترجمة: أحمد ع. الحضري relativity/ By M. C. Escher      قرأت تدوينة مورجان راسل وليامز ( mogen Russell Williams' ) الأخيرة المعنونة ( الوصول إلى نهايات سيئة: القصص التي ترفض التوقف ) بقدر كبير من الاهتمام، وأعلم أنها لا تقول بأي حال أن الروايات التي تفتقر إلى نهايات جيدة ومناسبة هي بأي شكل أقل من الرواية التي تمتلك مثل هذه النهاية، لكن شيئًا ما أزعجني بشدة في رغبة وليامز (والجمهور العام حسبما أدعي) لسردنا أن يصل إلى نهاية مغلقة .  

الانتحار

صورة
مقطع من رواية: الشياطين لدوستويفسكي ترجمة: سامي الدروبي  (نشرت لأول مرة بالروسية في عامي 1871-1872) لكنه قد أساء الفهم على أي حال، أما أنا فإنني أبحث فقط في الأسباب التي تجعل الناس لا يجرؤون أن يقتلوا أنفسهم، وليس لهذا من قيمة . لا يجرؤون ؟ ما هذا الذي تقول؟ هل الانتحارات قليلة إلى هذا الحد من القلة؟ نعم قليلة جدًا . أهذا رأيك؟ لم يجب بل نهض وأخذ يتمشى في الغرفة طولا وعرضًا، شارد الذهن . سألته : وما الذي يمنع الناس من قتل أنفسهم في رأيك؟

كيف يرى نجيب محفوظ رواياته على الشاشة؟ : حوار قديم

صورة
عبد الرحمن أبو عوف الحوار منقول عن مجلة الدوحة في إصدارها القديم عدد نوفمبر 1977 لستُ محتاجًا أن أعيدَ تقرير مدى التشوهات والتسطيح الذي تعرضت له روايات نجيب محفوظ في السينما إخراجًا وسيناريو. لقد كانت إسهامات نجيب محفوظ في الرواية المصرية العربية لها تفردها، لأنها تتبعت وقدمت بالصورة والرمز بانوراما الحياة المصرية. ولقد سمح إغراء الموضوعات المتعددة للسينما المصرية أن تقدمها بشغف غير أن المأساه تكمن في أن تلك الروايات قدمت بوجهات نظر تجارية!

مقطع عن الرواية والسينما

صورة
مشهد من فيلم السكرية بقلم: ماريو بارجاس يوسا   ترجمة: بسمة محمد عبد الرحمن  نقلا عن كتاب "الكاتب وواقعه" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة      بالطبع ما يمكنه أن ينجح في شكل ما لا ينجح دائمًا في شكلٍ آخر. لقد عولجت روايتي "بانتاليون والزائرات" في فيلم بشع. أعتقد أنه لا يمكنك أن تؤسس معيارًا ما للربط بين الكتب الجيدة والأفلام. بعض الكتب حولت إلى أفلام رائعة، وبعضها دمرته الأفلام. 

الرواية والزمن

صورة
بقلم: ماريو بارجاس يوسا   ترجمة: بسمة محمد عبد الرحمن  مقطع منقول عن كتاب "الكاتب وواقعه" الصادر عن المشروع القومي للترجمة بمصر. ماريو بارغاس يوسا      الزمن جانب أساسي في الخيال الأدبي، يمنحه هويةً منفصلة وشخصية مختلفة عن الواقع الحقيقي. ولأسباب واضحة فإن الزمن في الرواية لا يكون مثله في الحياة الواقعية. ينطبق ذلك حتى على أكثر الروايات واقعية، الرواية التي تنجح في محاكاة الحياة. الزمن في الرواية له بداية ونهاية لا ينساب أبدًا كما هو الحال في الحياة الواقعية. ولأنك يجب أن تروي في الرواية كيف تتصرف أوتتحرك أو تفكر شخصيات مختلفة تصبح مضطرًا إلى التوقف حتى تفرق بين الشخصيات والأفعال والأحداث. لذا فإنت مجبر على كسر الحركة  التي تميز الزمن في الواقع، وعليه فأنت تقدم في الرواية زمنًا مصطنعًا. هذا الوقت المصطنع يحدث دائمًا في الرواية الحديثة التي يعي مؤلفوها وعيًا ذاتيًا ما يفعلونه في ابتداع البنية الزمنية أكثر بكثير من الروايات الكلاسيكية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حيث لم يهتم الروائيون في الحقيقة بهذه المشاكل بشكل نظري. لم يفكروا في إبداع بنى مختلفة للواقع. ر

العسكري الأسود

صورة
إعادة قراءة يوسف إدريس هذه الأيام كانت مصادفة مفيدة للغاية لي، فيوسف إدريس كأديب اهتم وحلل الواقع السياسي والاجتماعي بحس عميق وممتع في مجمل أعماله حتى أني وجدت أن الحديث عن بعض روايته التي قرأتها له في الأسبوع الماضي أمرًا مهما. يسير السرد في هذه الرواية في خط رئيسي واحد –لا نجد فيه التنوع والتشابك في الشخصيات الموجودة في كثير من روايات محفوظ مثلا- لكنه يرسم الشخصية ببراعة ويحملها برؤية عميقة وواضحة للمجتمع يمكن الخروج منها بعد قراءة الرواية.