مفارقة الاختيار
بقلم: باري شوارتز (Barry Schwartz)
ترجمة: أحمد ع. الحضري
ترجمة: أحمد ع. الحضري
عدم وجود خيارات هو أمر لا يحتمل، ومع تزايد عدد الاختيارات المتاحة -كما هو الحال في ثقافتنا الاستهلاكية- فما ينتج عن ذلك من استقلال، وتحكم، وحرية، هو أمر قوي وإيجابي، ولكن مع استمرار عدد الخيارات في التزايد تبدأ في الظهور جوانب سلبية لوجود عدد وفير من الخيارات. ومع نمو عدد الخيارات بشكل أكبر تتزايد السلبيات حتى نغدو مثقلين. في هذه النقطة، الاختيار لا يحرر بل يضعف. ويمكن حتى أن نقول أنه يستبد.
يستبد؟
هذا ادعاءٌ درامي ، خصوصًا إذا تلا مثالًا حول شراء بنطلون جينز، لكن موضوعنا لا يقتصر بأي حال على كيفية تعاملنا عند اختيار بضائع استهلاكية.
هذا الكتاب عن الخيارات التي يواجهها الأمريكيون تقريبًا في كل مناحي الحياة: التعليم، الوظيفة، الصداقة، الجنس، الحب، تربية الأولاد، الشعائر الدينية. لا ننكر أن الاختيار يحسن جودة حيواتنا. يمكننا من التحكم في مصائرنا، والاقتراب من الحصول على ما نريده تحديدًا في أي موقف. الاختيار أساسي للاستقلال، والذي يعد بدوره جوهريًا للرفاهية. يرغب الأناس الأصحاء في توجيه حيواتهم.
يستبد؟
هذا ادعاءٌ درامي ، خصوصًا إذا تلا مثالًا حول شراء بنطلون جينز، لكن موضوعنا لا يقتصر بأي حال على كيفية تعاملنا عند اختيار بضائع استهلاكية.
هذا الكتاب عن الخيارات التي يواجهها الأمريكيون تقريبًا في كل مناحي الحياة: التعليم، الوظيفة، الصداقة، الجنس، الحب، تربية الأولاد، الشعائر الدينية. لا ننكر أن الاختيار يحسن جودة حيواتنا. يمكننا من التحكم في مصائرنا، والاقتراب من الحصول على ما نريده تحديدًا في أي موقف. الاختيار أساسي للاستقلال، والذي يعد بدوره جوهريًا للرفاهية. يرغب الأناس الأصحاء في توجيه حيواتهم.
على الجانب الآخر، حقيقة أن بعض الاختيارات جيدة، لا تعني بالضرورة أن المزيد من الاختيارات هو أمر أفضل. كما سأوضح، هناك كلفة لتحميلنا بخيارات أكثر من اللازم. كثقافة، نحن متيمبن بالحرية، وتقرير المصير، والتنوع، ونحن مترددين في التخلي عن أي خيارات. لكن التشبث بعناد بكل هذه الخيارات المتاحة لنا يؤدي إلى قرارات سيئة، وقلق، وإجهاد، وعدم الرضا – وحتى اكتئاب.
منذ عدة سنوات، قام الفيلسوف السياسي البارز أيزاي برلين بعمل تفرقة مهمة بين "الحرية السلبية" و"الحرية الإيجابية". "الحرية السلبية" هي " التحرر من" - الانعتاق من القيود، الانعتاق من أن يتم توجيه أفعالنا من قبل آخرين. "الحرية الإيجابية" هي " التحرر إلى" – متاحية أن تكون أنت مؤلف حياتك، وأن تجعلها ذات معنى، ومعبرة. عادة سيسير النوعان جنبًا إلى جنب. لو أن الموانع التي يريد الناس "التحرر منها" قاسية، فلن يكونوا قادرين على تحقيق " التحرر إلى". لكن هذين النوعين لا يتلازمان بالضرورة.
درس الاقتصادي والفيلسوف أمارتيا سن الحائز على جائزة نوبل كذلك طبيعة وأهمية الحرية والاستقلال والظروف التي تنميها. في كتابه "التنمية حرية" (Development as Freedom) يميز بين أهمية الاختيار، في حد ذاته، وبين الدور الوظيفي الذي يمارسه في حيواتنا. وهو يقترح أنه بدلا من أن نكون مهووسيين (fetishistic) فيما يخص حرية الاختيار، لابد أن نسأل أنفسنا إذا ما كان [هذا الاختيار] يغذينا أو يفقرنا، ما إذا كان يحركنا أو يطوقنا، ما إذا كان يحسن احترام الذات أو ينقصه، وما إذا كان يمكننا من المشاركة في مجتمعاتنا أو يمنعنا من ذلك. الحرية أساسية لاحترام الذات، وكذلك المشاركة العامة، والازدهار، لكن ليست كل الخيارات تعزز الحرية. بشكل خاص، تزايد الخيارات في ما يخص البضائع والخدمات قد يساهم بشكل قليل أو معدوم في نوع الحرية الذي يهم. وقد يضعف الحرية فعلا بأخذه وقتًا وطاقة كان من الأفضل تكريسها لأمور أخرى.
(مقطع من مقدمة كتاب The Paradox of Choice: Why More Is Less
Barry Schwartz)
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء