قصائد من لوركا
قصائد: لوركا
ترجمة: خليفة محمد التليسي
[أغنية شرقية (1)]
الرمانة المعطرة
سماءٌ بلورية
(كل حبة نجمة
وكلُ غشاءٍ غروب)
سماءٌ جافة
كبستها أظافر السنين
والرمانة مثلُ نهدٍ قديمٍ
من الرق
خلقت حلمته بشكل نجمة
لكي تضيء الحقل
هي قفيرُ نحلٍ صغير
بعسلٍ دامٍ
صاغها النحل
من ثغورِ النساء
ولهذا فهي حين تنفلقُ
تضحكُ بأرجوانِ آلاف الشفاه
.
الرمانة قلب
يخفقُ فوق الأشياء المزروعة
قلبٌ مترفعٌ
لا تنقره الطيور
قلبٌ
من خارجها قاسٍ كقلب الإنسان
ولكنها تمنحُ لمن يشقها
عطر مايو ودمه
الرمانةُ
هي كنزِ عراف المرعى العجوز
ذاك الذي تحدثَ إلى الوردة الصغيرة
في الغابِ المنعزل
صاحبُ اللحية البيضاء
والثوبُ الأحمر
الكنز الذي ما تزال تحتفظُ به
الأوراق القديمة للشجرة
أقواسُ الأحجار الثمينة
في جوف الذهبِ الغامض
السنبلةُ هي الخبز
وهي المسيح المتجسدُ حيا وميتًا
والزيتونُ خلاصُ
القوة والعمل
والتفاحُ هو فاكهة الشهوة
وغموضُ الخطيئة
وجرعة الأحقاب التي تحفظ العلاقة
مع الشيطان
والبرتقال هو حزن
الزهد المدنس
وهكذا يصبحُ نارًا وذهبًا
ما كان من قبلُ صفاءً وبياضًا
والنبيذُ هو الفسقُ
الذي يتخثرُ في الصيف
وتستخرج منه الكنيسة
الشراب المقدس الذي تباركه
والقسطل من الأزمان العتيقة
تشقق الأخشابَ القديمة
والحجاج التائهون
والبلوطة هي شعر العصور الماضية الهادئ
والسفرجل من الذهب الضعيف
هو نظافةُ الصحة
ولكن الرمانة هي الدم،
دمُ السماء المقدس
دمُ الأرضِ المسفوكِ بإبرةِ السيل
دمُ الريحِ التي تأتي مخدشة
من الجبال الوعرة
دمُ البحرِ الهادئ
دمُ البحيرةِ النائمة
الرمانة هي تاريخ ما قبل التاريخ
الدمِ الذي نحمله في
فكرة الدم المغلق في كريات قاسية
وحامضةٌ لها شكلٌ غامض
يشبهُ القلبَ والجمجمة
أيتها الرمانة المتفتحة
أنت لهيبُ فوق الشجرة
شقيقة فينوس من لحمٍ ودم
ضحكةُ الحقلِ الذي تتجاذبه الرياض
تحيط بك الفراشات
وهي تظنك شمسًا ثابتةً
وتهربُ منكِ الديدان
مخافة الاحتراق
ولأنك نورُ الحياة
وأنثى الفواكه
ونجمة الغابِ الساطعة
والجدول العاشق
فقد تمنيتُ أن أكونَ مثلك
أيتها الفاكهة
شغفا هائمًا فوق مجالي الريف
(1920)
***
[تقديم]
يخفقُ فوق الأشياء المزروعة
قلبٌ مترفعٌ
لا تنقره الطيور
قلبٌ
من خارجها قاسٍ كقلب الإنسان
ولكنها تمنحُ لمن يشقها
عطر مايو ودمه
الرمانةُ
هي كنزِ عراف المرعى العجوز
ذاك الذي تحدثَ إلى الوردة الصغيرة
في الغابِ المنعزل
صاحبُ اللحية البيضاء
والثوبُ الأحمر
الكنز الذي ما تزال تحتفظُ به
الأوراق القديمة للشجرة
أقواسُ الأحجار الثمينة
في جوف الذهبِ الغامض
السنبلةُ هي الخبز
وهي المسيح المتجسدُ حيا وميتًا
والزيتونُ خلاصُ
القوة والعمل
والتفاحُ هو فاكهة الشهوة
وغموضُ الخطيئة
وجرعة الأحقاب التي تحفظ العلاقة
مع الشيطان
والبرتقال هو حزن
الزهد المدنس
وهكذا يصبحُ نارًا وذهبًا
ما كان من قبلُ صفاءً وبياضًا
والنبيذُ هو الفسقُ
الذي يتخثرُ في الصيف
وتستخرج منه الكنيسة
الشراب المقدس الذي تباركه
والقسطل من الأزمان العتيقة
تشقق الأخشابَ القديمة
والحجاج التائهون
والبلوطة هي شعر العصور الماضية الهادئ
والسفرجل من الذهب الضعيف
هو نظافةُ الصحة
ولكن الرمانة هي الدم،
دمُ السماء المقدس
دمُ الأرضِ المسفوكِ بإبرةِ السيل
دمُ الريحِ التي تأتي مخدشة
من الجبال الوعرة
دمُ البحرِ الهادئ
دمُ البحيرةِ النائمة
الرمانة هي تاريخ ما قبل التاريخ
الدمِ الذي نحمله في
فكرة الدم المغلق في كريات قاسية
وحامضةٌ لها شكلٌ غامض
يشبهُ القلبَ والجمجمة
أيتها الرمانة المتفتحة
أنت لهيبُ فوق الشجرة
شقيقة فينوس من لحمٍ ودم
ضحكةُ الحقلِ الذي تتجاذبه الرياض
تحيط بك الفراشات
وهي تظنك شمسًا ثابتةً
وتهربُ منكِ الديدان
مخافة الاحتراق
ولأنك نورُ الحياة
وأنثى الفواكه
ونجمة الغابِ الساطعة
والجدول العاشق
فقد تمنيتُ أن أكونَ مثلك
أيتها الفاكهة
شغفا هائمًا فوق مجالي الريف
(1920)
***
[تقديم]
ديوان الشعر
هو خريفٌ ميت.
وأبياته هي الأوراق السوداء
المتساقطة فوق أرضٍ بيضاء
وصوتُ قارئه
هو هبوب الريح
التي تعمقها في القلوب
-مسافاتٌ حميمة-
الشاعر شجرة
ثمارها الحزن
وأوراقها جافة.
لكي يبكي الأشياء الحبيبة إلى نفسه
الشاعر
هو وسيط الطبيعة
الذي يظهر عظمتها
بالكلمات.
الشاعر يفهم
كل ما لا يفهم.
ويسمي الأشياء البغيضة
بأسماء صديقة حبيبة.
إنه يعلم أن الدروب كلها
مستحيلة
ولهذا يمضي الليل في هدوء
في دواوين الشعر
وبين الورود الدموية
تعبر القوافل
الحزينة الخالدة
التي تدع الشاعر
محاطًا بأشباحه.
حين يبكي المساء
الشعر مرارة
عسل سمواي
يتدفق من وعاء غير منظور
تصنعه القلوب.
الشعر هو تحويل المستحيل
إلى ممكن
والقيثار
إلى قلوب ونيران
بدلا من الأوتار.
(مقطع من قصيدة قدم بها الشاعر ديوانه "قصائد أولى")
***
[مقطع من قصيدة أغنية ربيعية]
أتجوَّلُ في درب المساءِ
بين أزهارِ الحقل
تاركًا فوق الطريق
مياة حزني.
وفوق الجبل الوحيد
مقبرة البلد
تبدو كأنها حقلٌ مزروعٌ
ببذورِ الجماجم.
وقد ازدهرت أشجار الشربين
مثل رؤوس عملاقة تتأمل الأفق
في تفكير وألم
داخل المدارات الفارغة.
وغدائر خضراء.
يا أبريل المقدس
الذي يأتي مليئًا بالشمس والعطر
املأ بالأعشاش الذهبية
الجماجم المزدهرة.
بين أزهارِ الحقل
تاركًا فوق الطريق
مياة حزني.
وفوق الجبل الوحيد
مقبرة البلد
تبدو كأنها حقلٌ مزروعٌ
ببذورِ الجماجم.
وقد ازدهرت أشجار الشربين
مثل رؤوس عملاقة تتأمل الأفق
في تفكير وألم
داخل المدارات الفارغة.
وغدائر خضراء.
يا أبريل المقدس
الذي يأتي مليئًا بالشمس والعطر
املأ بالأعشاش الذهبية
الجماجم المزدهرة.
***
|
[مقطع من قصيدة غزلية]
قبلتي
كانت رمانة
عميقة ومفتوحة
وثغرك
كان وردة من ورق.
عمق المشهد حقل من الثلج
__________
اقرأ أيضًا: قصائد من لوركا (2)
فيديريكو غارثيا لوركا كان لوركا يتدفق بشحنة من الرقة الكهربائية والفتنة، ويلف مستمعيه بجو أخاذ من السحر، فيأسرهم حين يتحدث أو ينشد الشعر أو يرتجل مشهداً مسرحياً أو يغني أو يعزف على البيانو.
ردحذففيديريكو غارثيا لوركا
وحتى الشاعر بيدرو ساليناس الذي يسبقه بسبع سنوات، يقول فيه:
فيديريكو غارثيا لوركا لقد كان العيد والبهجة، يشع علينا وليس لنا إلا أن نتبعه.
https://www.facebook.com/pages/%D9%81%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%88-%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%83%D8%A7/510243819046557?ref=tn_tnmn هذا رابط لصفحة اله بالفيس لكن موبتذئه ومحتاجه دعم (الملاك الضائع) https://www.facebook.com/profile.php?id=100006066489297&ref=tn_tnmn
حذفيذبحني حريرك لوركا على نصال من الوله
حذفمن المدهش كيف تستطيع مثل هذه القصائد تجاوز حواجز الزمن واللغة، لتثير إعجابنا بهذه الطريقة
حذف