عن موت القصة والرواية

غلاف إحدى طبعات الكتااب الإنجليزية



لقد قيل لنا أن الرواية ماتت. وأنا على يقين أن بعضهم قد قال نفس الكلام بالنسبة للقصة القصيرة. وأخشى أن هذا القول غير ناضج. وأنا أكثر استعدادًا لقبول القول بأن الشعر والمسرح قد ماتا. ويجب ألا أكون شديد التحمس حتى فيما يتصل بهذا، ولكن ينبغي أن أكون مستعدًا للتسليم بأنهم لما كانا فنين بدائيين فإن قضيتهما محتاجة إلى دفاع. غير أن الرواية والقصة القصيرة تطوير جذري لقالب فني بدائي ليتفق مع الحياة الحديثة، ليتفق مع الطباعة والعلم والديانات الخاصة. ولا أدري أية إمكانية أو سبب لحلول شيء محلهما، إلا إذا حدث تحول عام في الثقافة، وحلت محلها حضارة الدهماء. وأفترض أنه لو حدث هذا فسنضطر جميعًا إلى الذهاب إلى الأديرة، أو إذا لم تسمح حضارة الدهماء فإلى سراديب الموتى وإلى الكهوف. ولدي إحساس بأنه حتى هناك سيرى أكثر من عابد قابضًا على نسخة بالية من رواية "كبرياء وتحامل"، أو على "القصص القصيرة لأنطون تشيخوف". 

مقطع من: 
الصوت المنفرد: مقالات في القصة القصيرة
فرانك أوكونور
ترجمة: محمود الربيعي
القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

ألبرت أينشتاين وميليفا ماريتش: قصة حب (اقتباس)

قصائد من الشعر الأفريقي المعاصر