خطايا صغيرة
أذكر أنني قرأت منذ سنين قصة من أكثر قصص تشيكوف تميزًا، قصة لا أستطيع أن أجدها الآن، ولكنها لا بد أن تكون قصة مبكرة [...] في أحد الليالي المطيرة ذهب شاب لزيارة عشيقته. وهي امرأة متزوجة غالبًا ما يتغيب زوجها، وبعد أن جعل التاكسي ينصرف يفتح له الزوج، مما يرعبه، ويقدم بعض الاعتذارات، ويقف في الخارج بائسًا تحت المطر ممسكًا بباقة الزهور التي أحضرها. وأخيرًا، ولكي يحتمي من المطر، تقدم إلى الباب مرة أخرى متظاهرًا بأنه رسول من تاجر الزهور وفي تلك اللحظة تخرج الزوجة من حجرة النوم، وتصيح قائلة أنها كانت في انتظاره. وبعد أن يقوم بزيارته يخرج من جديد مارًا بالزوج، وهو في حالة تزيد عن حرجة في أي وقت آخر. لكأننا بالنسبة إلى ثلاثة أرباع القصة نقرأ بوكاشو أو موباسان، وننتظر بسرور بالغ الخدعة التي سيتغلب بها العاشق أو العشيقة على الزوج المخدوع الغيور. ولكن كأنما ألقى تشيكوف فجأة بيده فيها ورفض أن يستمر في اللعب. لا، إن الزوج ليس غيورًا، والزوجة ليست محرجة. إن العاشق هو الذي ينصرف ببرغوث في أذنه لأنه رجل عادي وساذج، حقًا إنه لم ينظر أبدًا إلى الخيانة الزوجية بهذه الطريقة. إن تشيكوف لم يهاجم ال