مجموعة القفص لإبراهيم الكوني

 
الروائي الليبي: إبراهيم الكوني

 
     قرأت لإبراهيم الكوني روايتين: الأولى هي رواية "تبر"، والأخرى هي رواية "فرسان الأحلام القتيلة". لكن مجموعته القصصية المعنونة "القفص" والتي كتبت كل قصصها في عام 1989م هي أفضل ما قرأته له حتى الآن. ففيها بالإضافة إلى بروز خبرة الكاتب المتمكن في بناء الأحداث، والجمل والشخصيات، برع في خلق عوالم مميزة جاذبة للقراءة. استخدم مفردات عالم الصحراء، ومزجها مع مفردات من التاريخ، والجغرافيا، والواقع والأساطير، ليكون عالمًا عجائبيًا ممتعًا، لا يخلو من العمق، وإمكانات التأويل. المجموعة تضم سبع قصص هي: مولد الترفاس، ونذر البتول، وطائر النحس الذهبي، والسيل، والنبوء، والسلطان، والقفص.

مقتطفات

     من قصة طائر النحس الذهبي:
"ما إن حط على شجيرة برية شاحبة حتى انتصب أمام الخباء، ورأت الطفل المسكين يحدق في ريشه الخرافي البراق، فقفزت كالملدوغة وألقت بنفسها على الولد، طوقته بذراعيها، وأنهمرت الدموع من مقلتيها، وناحت باكية:
- لا، لا، لا تنظر إليه هكذا. إنه وهم. إنه خديعة. إنه يسرق الأطفال من أمهاتهم.
ولكن الطفل استطاع أن ينزع نفسه من أحضانها بمرونة أفعى ويتابع طائره الملون العجيب ذا الأجنحة الذهبية التي لم ير لها مثيلا من قبل. سار نحوه مأخوذًا"

     من قصة السلطان:
"- الإمام مسكين. الإمام أحمق. لا يدري أن الدنيا كلها لعب. بل اللعب في الحياة أكبر شأنا من الجد. الأحمق فقط يرى الأشياء على أنها أشياء. يرى الظل على أنه ظل ويرى الضوء على أنه ضوء في حين أن العقل يقتضيأن تقلب الآية كي تصل إلى الحقيقة. الحقيقة في الظل. السحر في "كانو" مبني كله على هذا القانون"
_______________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

مقتطفات عن أينشتاين

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)