المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف إبراهيم الكوني

من كتاب صحرائي الكبرى لإبراهيم الكوني (مقتطفات)

صورة
غلاف الكتاب "قال المكابر أن الميلاد الأول حدث بفعل تصادم الأضداد (إمبيدوقليس) فلماذا لا يتمخض المنفى ليلد أرض الميعاد؟ ولماذا لا يجود التيه بنقيضه الفردوس؟ فإذا سلمنا بأن ما لم يكن أبدًا هو الكائن الذي يستحق الخلود، هو الكائن الذي سيكون إلى الأبد (شيللر)، فكيف لا يصير عراء العدم جنة للعالمين؟ إذا سلمنا بأن الوجود ألم، والموت عدم (ثيوفراست) فلماذا لا يجد صيغة وسطى، صيغة مُثلى، توفق النقيضين؟ أليست الصحراء حدَّا أدنى من الوجود؟ ألا تقع الصحراء في مسافة أقرب إلى مملكة العدم؟ أليست العزلة أول شروطها ؟ أولم يقل القدماء أن العزلة هي قبر الكائن الحي؟ أليست الصحراء برزخًا يقوم بين الوجع الناتج عن الوجود، والسلام الناجم عن النهاية؟ ألا تعطى الصحراء الحرية بلا حدود، وفي نفس الوقت، تضع العابر، تضع المريد، في حافة الخطر؟ أليست مملكة الصحراء، من خلال هذه الأضداد، رديفًا صارمًا لأعجوبة الحياة؟ ألم نختر العبور طلبًا لأرض الميعاد؟ ألم نتخل نحن أهل العزلة، عن الحياة طمعًا في حياة أخرى وراء الحياة؟ " (صحرائي وطن، صحرائي استعارة) *** *** *** "فك

مقتطفات من الكوني

صورة
إبراهيم الكوني - يجب على الإنسان أن يستمتع بكل شيء .. سعل وأضاف: - حتى تدخين السجائر. علق مصباح بروح ساخرة: - نعم. على الإنسان أن يستمتع بكل شيء .. افتعل السعال وأضاف مقلدًا لهجة الملازم: - حتى ارتكاب الجريمة! ارتجفت شفة الملازم السفلى وهو يلتفت بحدة نحو رفيقه. تساءل في دهشه: - ماذا؟ ماذا تقصد؟ - لاشيء.. عاد يدوس على البنزين فيما انتصب بينهما صمت أخرس (مقطع من قصة: ذرات الرمل التي تقرع الطبول/ إبراهيم الكوني ) ***

مجموعة القفص لإبراهيم الكوني

صورة
  الروائي الليبي: إبراهيم الكوني        قرأت لإبراهيم الكوني روايتين: الأولى هي رواية "تبر"، والأخرى هي رواية "فرسان الأحلام القتيلة". لكن مجموعته القصصية المعنونة "القفص" والتي كتبت كل قصصها في عام 1989م هي أفضل ما قرأته له حتى الآن. ففيها بالإضافة إلى بروز خبرة الكاتب المتمكن في بناء الأحداث، والجمل والشخصيات، برع في خلق عوالم مميزة جاذبة للقراءة. استخدم مفردات عالم الصحراء، ومزجها مع مفردات من التاريخ، والج غرافيا ، والواقع والأساطير، ليكون عالمًا عجائبيًا ممتعًا، لا يخلو من العمق، وإمكانات التأويل. المجموعة تضم سبع قصص هي: مولد الترفاس، ونذر البتول، وطائر النحس الذهبي، والسيل، والنبوء، والسلطان، والقفص.

مقطع من قصة: نذر البتول لإبراهيم الكوني

صورة
غلاف مجموعة القفص للقاص والروائي إبراهيم الكوني مقطع من قصة: نذر البتول لإبراهيم الكوني من مجموعة القفص (1991)      بدأت تتعثر. سقطت ونهضت. تكرر ذلك مرات قبل أن تتوغل في غزو الشمس ويبدأ جلاد الكائنات في الهجوم المضاد. أطلق في وجهها غيمة لحجب الرؤية. ولم يمض وقت طويل حتى أعقبها بغيمة أخرى على العقل. هنا ركعت على ركبتيها وانتزعت التعاويذ الملفوفة على جيدها في عقد من المثلثات الجلدية باحثة عن الإبرة. الحرز مكون من ثلاث قطع علقتها الجدة في رقبتها قبل أن تعرف الطفلة معنى الحياة والمستقبل والموت. قالت لها أنها اشترتها من عراف الواحة بثلاث معزات، الأولى تساعد في ترويض الجن، والثانية خاصة بإحباط مكائد الإنس. أما الثالثة فهي لحماية العقل من الخبل، وهو مرض شائع في الصحراء، عانت منه القبائل المجاورة وهدد أنبل الرجال وأجمل النساء بأن يتحولوا إلى دراويش.