هوية؟
بقلم: أحمد ع. الحضري من وحي اللحظة الراهنة في مصر، لي أن أركز على لحظتين من لحظات تطور الحضارة الغربية الحديثة. اللحظة الأولى هي لحظة الميلاد: لحظة الخروج من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، واللحظة الثانية، هي لحظة ما بعد الحربين العالميتين. اللحظة الأولى هي لحظة مراجعة وتحويل مسار، لحظة اتسمت بنقد الحاضر ومحاولة البحث عن حل بديل وكان هذا الحل هو العقل. اللحظة الثانية هي لحظة الصدمة التي سببتها مآسي الحروب العالمية، وتأثير هذا في ظهور تيارات فكرية، وفنية، وأدبية تعكس هذا وتوضح جوانب القصور التي كشفتها هذه الحروب والمشاكل الأخرى. يجمع هاتين اللحظتين رغم اختلاف الاتجاه فيهما فكرة أساسية هي نقد الذات، يجمعهما في رأيي أنهما أبناء للزمان والمكان والظروف، الأولى كانت توجهًا لا مفر منه في ظل غلبة مناخ معادٍ للعقل. والثانية نقد ضروري لحضارة وصلت لمرحلة معينة من تطورها واكتشفت الحاجة إلى تعديل ما في المسار. ولكن كلتا اللحظتين هي في نفس الوقت أكثر من مجرد الزمان والمكان التي ولدتا فيه. بمعنى أن أي محاولة لقصرها داخل هذه الظروف هي محاولة تعاني من ضعف في الرؤية.