من الذي يمارس العنف؟ ملاحظات تهدف للسيطرة على السرد ...1
جورج لاكي (George Lakey) مؤلف هذا المقال هو أستاذ جامعي زائر في كلية سوارثمور (Swarthmore College) وكاتب وناشط سياسي. سنلمح في هذا المقال وفي مقالاته الأخرى التي ترجمتُ أحدها سابقًا قدرته الكبيرة على الاستفادة من السياقات المخالفة تاريخيا أوجغرافيا لتوضيح أفكاره وجعلها أكثر إقناعًا وإفادة وثراءً. (المقال الأصلي موجود هنا).
من الذي يمارس العنف؟ ملاحظات تهدف للسيطرة
على السرد
بقلم: جورج لاكي
ترجمة: أحمد ع. الحضري
حركة احتلوا وول ستريت مشابهة للعديد من الحركات في كون أعدائها – في حالة حركة احتلوا، هم الواحد بالمائة – يحافظون على نظام يمارس العنف بشكل نظامي، وهيكلي بدرجة تفوق كثيرًا أي عنف تمارسه الحركة نفسها. على سبيل المثال ستصرح الحركات أن القهر الطبقي، أو التمييز بناء على الجنس، أو العنصرية تؤذي الناس في المسار اليومي للحياة، مع الإشارة إلى إحصاءات كالإحصاء الذي يوضح أن الزيادة في النسب المئوية للبطالة يؤدي إلى زيادة معدلات الانتحار، والقتل، والعنف الأسري. مع ذلك – وخصوصًا عندما تكون الحركة ناشئة وتخطو خطواتها الأولى من أجل إبراز رسالتها- فإن القوى التي تسيطر على السياسة والإعلام ستنجح في العادة في صرف النظر عن هذه الاتهامات وإلقاء اللوم في أي ظهور للعنف على دعاة الإصلاح. عكس هذه السردية في إدراك الجمهور العام يغدو بشكل متزايد واحدًا من أكثر التحديات التي تواجهها الحركة أهمية.
على
سبيل المثال - ولمدة عام تقريبًا – ترسل الحكومة السورية الدبابات لقتل المتظاهرين
بينما تصرح أن السبب الأساسي للعنف يرجع بشكل أساسي للقوى الداعية للديموقراطية.
بشكل علني توافقها على هذا الحكومة الروسية. سبب المبالغة في اتهام الناشطين
بالعنف من قبل المدافعين عن الظلم في العالم – حتى لو اضطروا إلى اختلاق هذا العنف
– هو أنه اتهام قوي مؤثر. لا يريد الطاغي أن يتم لصق صفة العنف على الجانب الذي
ينتمي له. فقد يجعل هذا من لم يقرروا أو السلبيين يتحركون للانضمام لدعاة الإصلاح
لأنهم لا يريدون دعم "العنف".
في بعض الأحوال - وليس كلها – يعتمد تحديد الفائز في المعركة على من نجح بشكل أكثر قابلية للتصديق على التأكيد على عنف الطرف الآخر. حصلت حركة احتلوا وول ستريت على دفعة هائلة في أيامها الأولى في الوقت الذي كان التيار الرئيسي للإعلام يتجاهلها بشكل كبير، بفضل العنف الصارخ الذي مورس من قبل قوات الشرطة في نيويورك. العديد من الأشخاص المؤثرين وغير المنتمين [لتيار سياسي] انتقلوا فورًا إلى جانب حركة احتلوا وأعطوها زخمًا غير عادي.
الأشخاص في السلطة مع ذلك لديهم ميزة في هذا الصراع مع دعاة الإصلاح؛ فهم عادة يتحكمون أو يؤثرون بشكل ضخم في التغطية الإعلامية. هم يبدأون من بعض الشرعية التي يكتسبونها عن طريق الانتخابات أو التي تعززها مؤسسات ثقافية تدعم الاستبداد – في الغالب تكون دينية. في قاعدة البيانات العالمية للنشاط اللاعنفي نسرد عددًا من الحالات استمرت فيها الأنظمة القمعية في مواجهة تحدي الناشطين لسنوات – وأحيانًا لعقود- قبل أن تثبت عليها أخيرًا اتهامات الناشطين لها بالعنف ليحدث عندها تغير واسع في مواقف قطاعات وسطى مؤثرة.
في بعض الأحوال - وليس كلها – يعتمد تحديد الفائز في المعركة على من نجح بشكل أكثر قابلية للتصديق على التأكيد على عنف الطرف الآخر. حصلت حركة احتلوا وول ستريت على دفعة هائلة في أيامها الأولى في الوقت الذي كان التيار الرئيسي للإعلام يتجاهلها بشكل كبير، بفضل العنف الصارخ الذي مورس من قبل قوات الشرطة في نيويورك. العديد من الأشخاص المؤثرين وغير المنتمين [لتيار سياسي] انتقلوا فورًا إلى جانب حركة احتلوا وأعطوها زخمًا غير عادي.
الأشخاص في السلطة مع ذلك لديهم ميزة في هذا الصراع مع دعاة الإصلاح؛ فهم عادة يتحكمون أو يؤثرون بشكل ضخم في التغطية الإعلامية. هم يبدأون من بعض الشرعية التي يكتسبونها عن طريق الانتخابات أو التي تعززها مؤسسات ثقافية تدعم الاستبداد – في الغالب تكون دينية. في قاعدة البيانات العالمية للنشاط اللاعنفي نسرد عددًا من الحالات استمرت فيها الأنظمة القمعية في مواجهة تحدي الناشطين لسنوات – وأحيانًا لعقود- قبل أن تثبت عليها أخيرًا اتهامات الناشطين لها بالعنف ليحدث عندها تغير واسع في مواقف قطاعات وسطى مؤثرة.
______
اقرأ أيضًا:
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء