علي بك خنفس!
مقطع من شهادة الزعيم أحمد عرابي التي طلبها منه المؤلف " ولفرد سكاوين بلنت" مؤلف كتاب التاريخ السري للاحتلال البريطاني، ترجمها سلامة موسى وأنقلها عن كتابه كتاب الثورات
والآن سأخبرك كيف خسرنا معركة التل الكبير. فإنه لما كان الإنجليز يتقدمون دبرنا هجومًا نقوم به في القصاصين، وكان هذا التدبير يقتضي أن يتقدم محمود سامي إلى ميمنتهم من الصالحية، ونتقدم نحن إلى الأمام، وفي الوقت نفسه تكون قد دارت قوة من جنوبي الوادي لكي تضربهم من المؤخرة. وجربنا الحملة وبدأنا تنفيذها، ولكننا فشلنا لأن علي بك خنفس خاننا وأفشى التدبير، وأرسل إلى لورد ولسلي الرسم الكروكي الذي كنت رسمته أنا وأرسلته إليه. وكان أبو سلطان (سلطان باشا) بالنيابة عن الخديوي قد أفسد على يوسف وضباطًا آخرين في الجيش بالرشوة. ولما كنت في السجن في القاهرة جاءني سير تشارلز ولسون، ومعه رسمي الكروكي ، وسألني هل هذا من رسم يدك؟ فقلت نعم، فأخبرني كيف وقع في يده، وقال: إنه تدبير محكم وربما كنتم هزمتمونا لو لم نقع عليه.
فكانت هذه أولى نكباتنا، وفي التل الكبير فوجئنا وكانت الخيانة هي السبب أيضًا، في هذه المفاجأة. فإن قواد الخيالة كان قد أغراهم أبو سلطان (سلطان باشا) وأملهم آمالا كبيرة فكان مكان الخيالة في مقدمة الجيش، وكان عليهم أن ينذرونا عن تقدم الإنجليز، ولكنهم نحوا إلى الجانب ولم ينذرونا، وكان الخائن علي بك يوسف خنفس في الخنادق فوضع مصابيح لكي يهتدي بها الإنجليز ثم انسحب برجاله فترك ممرًا عريضًا لمرور الإنجليز.
اللهم احفظ مصر وأهلها من كل الشرور والفتن
ردحذفمشكوووور
ردحذفهزيمتنا دائما عن طريق
ردحذفالخونة أولاد الحرام