المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف عن الكتابة

وصفُ الغيوم: العالم كمرآة - الذات كعالم

صورة
بقلم: أحمد ع. الحضري (١) يقدِّم «دافنشي» في كتابه «نظرية التصوير» نصائح مهمة وثاقبة للفنانين، يستلهمها من خبرته العملية الطويلة، ومن موهبته الكبيرة. استوقفتني منها نصيحة وَصَفَها بأنها «نصيحة ذات نفع كبير للفنان؛ إذ تساعد على تفتيح مَلَكَاته، وإِطْلَاعه على عديد من الابتكارات، رغم أنها تبدو قليلة القيمة، بل ومثيرة للسخرية.» ونصيحته كما ترجمها «عادل السيوي» ضمن كتاب دافنشي المسمى ﺑ «نظرية التصوير» هي أن «تتأمل أيها المصوِّر الجدرانَ الملطخة، والأحجار المختلطة، فإذا كنتَ تبحث عن تصوُّرٍ لموقعٍ ما، يمكنك أن ترى فيها صورًا وأشكالًا لبلدانٍ متنوعة، تزيِّنها الجبال، وتجري فيها الأنهار، وسترى الأحجار، والأشجار، والسهول الواسعة، والتلال على اختلاف أشكالها، كما يمكنكَ أيضًا أن ترى معارك مختلفة، وأفعالًا سريعةً تقوم بها مخلوقات غريبة الأشكال، وستشاهد العديد من الوجوه والملابس وأشياءَ أخرى كثيرة لا يمكن حصرُها هنا. ويمكنكَ أن تختصر هذه الأشكال في بناء متكامل، وأشكال قيِّمة. ومن يتعامل مع تلك الجدران والأحجار، يشبه من يُنصت إلى أصوات الأجراس، فيسمع في دقَّاتها كل اسم أو حرف أو كلمة يمك

الكتابة: موهبة الاحتيال على الصمت

صورة
بقلم: أحمد ع. الحضري (١) أعرف أصدقاء لا أشكُّ في امتلاكهم موهبة الكتابة والقدرة على الإبداع فيها، لكنهم لا يكتبون ولا يَعُدُّون أنفسهم كتَّابًا. وأعرف من بدأ خطواتٍ قليلةً في رحلة الكتابة، ثم توقف بعدها دون أسبابٍ واضحة. وأعرف من تقلُّ حماسته للبدء مع مرور الوقت؛ لأنه يرى أنه تأخر. ولأني أعرفهم، أفكر أن أسباب عدم إنجازهم في هذا المجال لا تتعلق بنقصٍ في الموهبة على الإطلاق، لكنَّ الأسباب تكمن في مناطق أخرى؛ ربما تتعلق بعادات الكتابة لديهم، أو أفكارهم عنها. وحين أفكر فيهم أتأكد أن الموهبةَ أو القدرة على الكتابة وحدها ليست كافية للإنجاز فيها؛ الأمر يتطلب أيضًا طريقة تفكير خاصة، وعادات عملية تسهِّل الإنجاز، وتحمِّس الكاتب. اللوحة لبيكاسو

السير في الزمن

صورة
بقلم: أحمد ع. الحضري (١) رجلٌ عجوزٌ أو شابٌّ صغير، يبدأ حكايته: «كان يا ما كان»، ثم ينتقل بالأحداث على حريته؛ يبطئ حينًا عند مشهدٍ ما ويُسهِب في وصفه، ويسارع في مشاهد أخرى فيجعلها متتابعةً تخطف الأنفاس، قد ينتقل من الزمن الحاضر إلى الماضي: «وكان قبلها قد حدث أنه …»، أو يقفز إلى المستقبل دون تمهيد: «ثم/بعد عشر سنوات/في النهاية …»، أو ربما يخلط بين الأزمان بشكلٍ غير منتظم: ماضٍ حاضر ماضٍ ماضٍ … وهو في هذا كله كحَكَّاءٍ بارع يراعي التشويق، يعرف أن الحدث (الحدوتة) لا يكفي، وأن الطريقة التي يقول بها قصته قد تكون أَهَمَّ من القصة. لكن المسألة ليست فقط في التشويق، الفكرة هي أن شكل الزمن الخطي الذي نعرفه لا يُعَبِّرُ دائمًا عن أفكار الإنسان ومشاعره بشكل كافٍ، الإنسان يكون في لحظته الحاضرة مرتبطًا بلحظات بعينها في ماضٍ قريب أو بعيد، يستعيدها حنينًا، أو ندمًا، أو تأمُّلًا، يستعيدها لصلتها بحاضره، أو لأنها أبعد ما تكون عن حاضره. الإنسان يتطلع أيضًا للمستقبل، يتشبث به كمَهْرَبٍ، أو يخاف منه كخطر، أو يتساءل بخصوصه بحَيْرةٍ. لحظة أو فكرة وُلِدَتْ منذ عشرين عامًا أو أكثر، قد تساعد على فَه

ليديا ديفيس عند نهاية العالم (ج2)

صورة
حول تعلم النرويجية، والكتابة عن جمال عالم يحتضر بقلم: آن فارثيز            . ترجمة: أحمد ع. الحضري     اقرأ أولًا: ليديا ديفيس عند نهاية العالم (ج1)       الهرطقة والتاريخ     تقودنا ديفيس إلى مكان يقدم طعامًا منزليًا، مع تصميم داخلي يلائم هذا الغرض: مناديلُ المائدة مصطفة فوق الطاولات الخشبية المتينة، بعض الأقوال المأثورة المطرزة تزين الحوائط. طاقم العاملين المرحب المكون بالكامل من نساء في الستينيات، يقدمن فطائر محلاه (بانكيك)، وهاش براونز ( hash browns )، وبيض مع شرائح لحم الخنزير المقدد ( bacon ) على الخبز المحمص ( toast )، وإمدادات لا نهائية من القهوة السوداء القوية. أمر يكاد يكون مؤسفًا أننا لسنا هنا لنتحدث عن الحُفَر الموجودة في الطرق المحلية. "ما الذي وجدته مثيرًا للاهتمام في رواية تليمارك؟ "     "أنا مهتمة للغاية بالتاريخ، والمادة جذبتني. أيضًا تعاطفت بالكامل مع الإصرار الذي وجدته في مشروع سولستاد، كونه لا يكتب ليمتع أناسًا آخرين. افعل بالضبط ما تريد، هذه هي فكرتي. بعضهم سيحبها وبعضهم سيكرهها، ولا مشكلة في هذا. لقد شاهد

ليديا ديفيس عند نهاية العالم (ج1)

صورة
حول تعلم النرويجية، والكتابة عن جمال عالم يحتضر بقلم: آن فارثيز (Ane Farsethas) ترجمة: أحمد ع. الحضري  ظهر هذا البروفايل أصلًا في أكبر مجلة نرويجية ( Morgenbladet )، وتمت ترجمته [إلى الإنجليزية] لصالح ليترالي هاب  (المحور الأدبي) بواسطة المؤلف، الصور ليوهانس ورشي بيرج ( Johannes Worsøe Berg )        "لا، أنا لا أستخدم قواميس قط. إن فعلت هذا لن يكون هناك أي تحدٍ. أي تحدٍ فكريٍ على الإطلاق.!" ليديا ديفيس كانت قد أرتني لتوها ملاحظاتها المدونة بخطها في هوامش رواية تم وصفها من قبل نقاد البلد التي نشرت فيه، بأنها لا يمكن قراءتها " unreadable "، وبأنها "مملة مثل دليل الهاتف. بخط ديفيس المنمق، انسكبت في أرجاء صفحات الرواية، وعلى حزمة من الورق توصيفات منهجية للمفردات، والأسلوب، وقواعد اللغة. الكتيب الملفق -مصنوع من أفراخ ورق مطوية من المنتصف- يضم شروحًا كثيفة مدونة على الوجهين، لقواعد اللغة، لا يقتصر المحتوى على قواعد اللغة في الرواية نفسها، ولكن للغة التي كتبت فيها الرواية بشكل عام، قواعد مكتوبة بالكامل بواسطة ديفيس ذاتها. الفائزة بج

كلام عن الكلام

صورة
by Igor Morski لو وضعت أي شيء في مركز اهتماماك فستبدأ في رؤيته في العديد من الأشياء الأخرى: صلات، تشابهات، تضادات، أعم، أضيق... لو أنك شغوف بالعمارة فستشاهد البنايات والشوارع والنباتات والحيوانات والبشر والطبيعة والكون كمعمار وستكون قادرًا على التعلم منها والاستفادة منها كمصدر للإلهام. حالة الشغف هذه قد تكون من أهم ما يفصل بين المبدع في مجال ما والصانع الجيد. في الشعر الأمر مشابه، هناك كتاب يضعون الشعر في مركز اهتماماتهم، وهناك كتاب يضعونه على الهامش، التفريق بين الفريقين لا يتم عن طريق الكم بل يتم عن طريق مقدار الإبداع.  

أن ترى ما لا ترى

صورة
بقلم: أحمد ع. الحضري (1) " هل من الممكن أن ترى شيئًا دون أن تعلم أنك تراه؟ " هذا السؤال ليس لي، إنه الجملة الأولى التي بدأ بها محرر مجلة العلوم الأمريكية مقال بعنوان " نظر الأعمى : أن ترى دون أن تعلم “ ( Blindsight: Seeing without knowing it ). يتساءل المقال : “ لكن ماذا عن أن ترى شيئًا وأنت تظنُ أنك أعمى بالكامل؟ ماذا عن التفافك حول عقبات لا تراها ولا تتوقعها حتى؟ ". بصراحة بالنسبة لحالة علمية فهي محملة بعمق أدبي ما، محملة حتى بالرموز والدلالات واحتمالات التأويل . المقال قديم من 2010 وتذكرته الآن وأنا أقرأ عن تجربة أخرى مشابهة قليلا في كتاب " تنينات عدن - تأملات عن تطور ذكاء الإنسان لكارل ساجان " ، المقال عن رجل فقد القدرة على استخدام منطقة في عقله تسمى " اللحاء البصري الأولي” (primary visual cortex) المسؤولة عن معالجة الصور التي تأتي من العينين نتيجة لجلطات . بعد هذه الجلطات اختفى البصر بالكامل، لم يكن قادرًا حتى على رؤية الأشياء الكبيرة التي تتحرك مباشرة أمام عينيه السليمتين . لكن العلماء انتبهوا إلى أنه قد يكون لديه ما يسمى ب &q

مقاطع من كتاب "الكاتب وعالمه" لـ تشارلس مورجان

صورة
مقاطع من كتاب: "الكاتب وعالمه" لـ تشارلس مورجان ترجمة: شكري محمد عياد        كتب جورج مور هذه الكلمات إلى شابة صغيرة كانت تحاول ممارسة فنه: "إذا خرجت لتتسلي عندما تعجزين عن الكتابة، فسوف ينتهي فنك إلى لا شيء. إن حياة الفنان هي في هذه كحياة البهلوان؛ يجب أن يمارس صنعته كل يوم، حين يسعفه الإلهام، وحين ينأى عنه. إنه يجب ألا ينتظر الإلهام، بل يظل يناديه ويستنزله دائمًا، وسيجيبه أخيرًا، ... إذا أردت أن تسمعي صوت آلهة الوحي، فيجب أن تعدي لها ساعات صمت ولا تيأسي إذا أخلفت موعدها معك، ولتستقبلي آلهة الوحي كما ينبغي استقبالها، يجب أن يكون لك مسكن، وأن تتناولي عشاءك فيه وحدك في معظم الأحيان"

سحر بلا نهاية: في مديح روايات بلا نهايات أنيقة

صورة
     رأيتُ أن هذا المقال لا يحتاج مقدمة خاصة، فهو واضح، كنت أنوي الكتابة عنه فوجدتني أترجمه، على العموم هو مقال خفيف وممتع أرجو أن تستمتعوا به، وهو مترجم من جريدة الجارديان. ويمكن الدخول إلى المقال الأصلي من هنا . سحر بلا نهاية: في مديح روايات بلا نهايات أنيقة بقلم: لي روركي ( Lee Rourke ) ترجمة: أحمد ع. الحضري relativity/ By M. C. Escher      قرأت تدوينة مورجان راسل وليامز ( mogen Russell Williams' ) الأخيرة المعنونة ( الوصول إلى نهايات سيئة: القصص التي ترفض التوقف ) بقدر كبير من الاهتمام، وأعلم أنها لا تقول بأي حال أن الروايات التي تفتقر إلى نهايات جيدة ومناسبة هي بأي شكل أقل من الرواية التي تمتلك مثل هذه النهاية، لكن شيئًا ما أزعجني بشدة في رغبة وليامز (والجمهور العام حسبما أدعي) لسردنا أن يصل إلى نهاية مغلقة .  

الشعر الأمريكي في القرن الجديد- ترجمة أسبق

بعد أن كنت قد ترجمت جزءًا من المقال بالفعل وأرسلته في رسالة سابقة، اكتشفت اليوم أثناء بحثي على الشبكة ترجمة سابقة لنفس المقال تصفحتها سريعًا فوجدتها تتميز بالجودة، وفي الحقيقة لا أرى أن ترجمتي تتميز أو تختلف عنها كثيرًا، لهم فضل السبق، ولذلك فلن  أكمل ترجمة المقال بالطبع، لكني أحيلكم هنا للترجمة التي وجدتها، وهي ترجمة كاملة، تشمل بقية المقال الذي كنت قد أوردت ثلثه الأول فقط: http://alghawoon.com/mag/art.php?id=376

الشعر الأمريكي في القرن الجديد ...1

صورة
John Barr بقلم: جون بار ( John Barr ) ترجمة: أحمد ع. الحضري المصدر : مجلة   poetry شعر عدد سبتمبر 2006 الشعر في هذا البلد مستعدٌ لشيء جديد. نحن في بداية قرن، وهذا، في الماضي، قد ميّز البدايات الجديدة للفن. باوند ( Pound ) وإليوت ( Eliot ) أطلقوا الحداثة في السنوات الأولى من القرن العشرين، على صفحات هذه المجلة. وفي السنوات الافتتاحية للقرن التاسع عشر، وتحديدا في عام 1802، أطلق وردزورث Wordsworth حقبة الشعر الرومانسي مع الطبعة الثانية لديوان قصائد غنائية ( Lyrical Ballads ). (لن يعود التقويم المئوي لأكثر من ذلك؛ فالسنوات الأولى للقرنين السابع عشر والثامن عشر لم تشهد نقلات جديدة للشعر الإنجليزي. أما الشعر الأمريكي فقد وجد بداياته الحقيقية مع ويتمان ( Whitman ) وديكنسون ( Dickinson ) والذين كتبوا إنتاجهم الشعري في منتصف القرن التاسع عشر وليس في أحد طرفيه).

عن الخيال

صورة
قد تخاطب الكتابة مشاعر الحزن أو الفرح أو الأمل أو اللذة أو الغضب ... لكنها في كل هذه الحالات لا تكون كتابة ناجحة إلا بالخيال: الخيال بمعناه الواسع، والذي لا يُعْنَي بالإتيان بالصور الغريبة المجلوبة لذاتها، بقدر ما يهتم بأن تكون هذه الصور ناتجة عن حرية مشاعر وأفكار تستطيع أن ترى الأمور بشكل مختلف.

طرق الكتابة الجانبية

     1- باختصار كنت أسير في شوارع وسط البلد كعادتي، كانت فكرة ما تعبث في رأسي فانفتحت طريقًا مشيتُ به بعض خطوات إلى أن فرضت فكرة أخرى نفسها على عقلي، دعتها إحدى كلمات الدرب الأول للحضور، انفتحت هذه الكلمة إذن كوصلة تشعبية على طريقٍ جانبي. 

أليس مونرو: أديبة بدوام كامل

صورة
غلاف كتاب العاشق المسافر  للكاتبة أليس مونرو        التفاصيل الثرية المتنوعة التي تنثرها ببراعة وحرفية في قصصها ستأخذك معها كما كانت تأخذك الحكايات التي كنت تسمعها وأنت صغير؛ لكن الحكايات هذه المرة ليست عن جنيات أو أميرات لكنها عن نساء ورجال يوميين مليئيين بالعيوب، والمخاوف، والهنات، والمشاعر المتضاربة.

الشاعر الأمريكي المسلم: كذات وكآخر

استمعت اليوم في موقع  poetry foundation   إلى ندوة كانت قد عقدت في بداية هذا العام في جامعة نورث ويسترن north western   لخمسة من الشعراء الأمريكيين المسلمين، وكلهم بالمناسبة يكتبون الشعر بالإنجليزية، وهم:

شهادة

في العدد الحالي من مجلة شعر (ع 137 ربيع 2010) ملفٌ عن شعراء الجماعات الأدبية، لي فيه مجموعة من القصائد المنشورة، بالإضافة إلى شهادة كانت المجلة قد طلبتها من الشعراء المشاركين، الشهادة المنشورة اختصرت بشكل لائق ومحترم من قبل المجلة لاعتبارات المساحة والتحرير، فقط للتوثيق أنشر هنا الشهادة الكاملة التي لا تضيف كثيرًا عن المنشورة، والتي كنت قد كتبتها على عجل لاعتبارات الوقت. شهادة

لأننا لا نملك هذا الترف

أكوام الكتب مبعثرة في غرفتي كيف لي أن أقرأ كل هذه الكتب؟

لماذا نكتب؟

صورة
Attempting the Impossible, 1928 -magritte [1] لماذا نكتب؟ سؤالٌ ملتبس.. لعل جزءًا من هذا الالتباس ينبع من أداة الاستفهام ذاتها، لماذا؟ لماذا نكتب؟