شهادة


في العدد الحالي من مجلة شعر (ع 137 ربيع 2010) ملفٌ عن شعراء الجماعات الأدبية، لي فيه مجموعة من القصائد المنشورة، بالإضافة إلى شهادة كانت المجلة قد طلبتها من الشعراء المشاركين، الشهادة المنشورة اختصرت بشكل لائق ومحترم من قبل المجلة لاعتبارات المساحة والتحرير، فقط للتوثيق أنشر هنا الشهادة الكاملة التي لا تضيف كثيرًا عن المنشورة، والتي كنت قد كتبتها على عجل لاعتبارات الوقت.



شهادة




في عصرنا هذا الشعر قادرٌ على تغيير العالم لأنه يساعد على فهم الكائن الإنساني.
في عصرنا هذا الشعر غير قادر على تغيير العالم لأنه يُهمش بشكل متزايد.

 يخرج الشعر من مزيج ملتبس من قبول / عدم قبول العالم؛ فالشعر بشكلٍ ما هو محاولة جمالية للدخول إلى العالم، قبوله والحياة فيه وفهمه، وهو أيضًا محاولة للانعزال عن العالم، والخروج من ابتذاله ولا إنسانيته.
الشعر الحقيقي هو وعيٌ أعلى، لا تكفيه الموهبة لكي يأتي للشاعر؛ فهو يفتقر إلى رؤية مختلفة تتكون من توسيع الشاعر لاهتماماته الجمالية والفكرية والحياتية؛ لتتجاوز القراءات الأدبية إلى الاهتمام ب / متابعة / فهم: الفنون التشكيلية، والفلسفة، والموسيقى، والعلم أحيانًا.

بالنسبة لي فقد اخترت العامية أو اختارت هي أن تكتمل أولا فظهر ديواني الأول  "إقفل عليك الحلم"، وهو ديوان حاولت فيه خلق مستوى لغوي خاص بي، انحزت فيه للصورة الشعرية، وحاولتُ الدخول إلى مناطق مهجورة من النفس البشرية، أو حتى الكتابة بطريقة مختلفة عن مناطق مسكونة بالشعراء.
قصائدي بشكل عام تميل إلى الاختصار والتكثيف الذي يعتبره البعض زائدًا عن المقبول.
الديوان به قصائد اعتبرها منعطفات ساعدتني على توسيع دائرتي الشعرية، مثل قصيدة برد، التي أقول في مطلعها:
 "ف برد الظلم بنشوفه
بيتكلفت ف توب خوفه
ويحني القهر في قامته
فيتعكز على صمته."

وقصيدة النوة، أقول في مطلعها:

"الحزن ليه دابحك .
سكينة مجنونة بتحز في جرحك
باليأس مسنونة"

وقصيدة زنزانة

"النور جلاد
واقف لعيونك بالمرصاد
تجلد عينك
بخيوط الدم
وبجدران السجن
...
"
وقصيدة كإن الحلم بيخبط على بابك، أقول فيها

"كإن الحلم بيخبط على بابك
مخالف كل أعراف الحياة
مخالف للقيود اللابدة جوا الآه
وعارف إن كل الحسن قدامك
فخايف ليه تمد اليد تتلقاه؟!"

الآن أنا على وشك إكمال ديواني الثاني وهو ديوان مكتوب بالعربية الفصحى، وفيه أحاول توسيع سياقي اللغوي والشعري في محاولة لتجاوز المنطقة التي ارتدتها في ديواني الأول.

في الشعر أتمنى بشكلٍ شخصي أن أتمكن يومًا من كتابة قصيدة تشعرُ/ وتفكر/ وترسم في الآن نفسه.
قصيدة تقف في منطقة وسطى بين سوداوية النظرة، والتفاؤل الساذج.
قصيدة تحبسُ أنفاس قارئها،
قصيدةٌ كالنبوءة.

في إطار تجربتي الأدبية أفادني بشكل كبير التواجد مع جماعة مغامير الأدبية، حيث أن التفاعل مع الأعمال المكتوبة كان في أغلب الأحيان سريعًا، وواعيًا ، وغير هدّامٍ أو مجامل.
أظن أن الجماعات الأدبية بشكلٍ عام والمغامير كتحيزٍ شخصي تساهم في عمل حراكٍ أدبيٍ كان مفتقدًا بشكلٍ كبير، قد يدفع الحالة الإبداعية إلى الأمام، على الرغم من أن بعض الانتقادات توجه إلينا، وترى أننا لم نقدمُ جديدًا، لكني أقول اقرؤونا أولا.



أحمد الحضري
24 فبراير 2010


تعليقات

  1. جميييل
    حارمنا من تعليقاتك
    - المكتوبة - ليه؟
    ط

    ردحذف
  2. عبقرية فكرة

    قصيدة كالنبؤة

    دي شعر

    تسلم ايدك

    ردحذف

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوافذ

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات