المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف فلسفة

عن حياة لدفيغ فتجنشتين (مقتطفات)

صورة
ويروي رسل عنه هذه الرواية التي تعبر عن عدم استقراره في إحدى فترات حياته فيقول إن فتجنشتين جاءه بعد نهاية الفترة الدراسية الأولى التي قضاها في كمبردج وسأله "أرجو ان تخبرني إن كنت غبيًا" فأجبته: "إنني لا أعرف لماذا تسألني"، فقال: "لأنني إذا كنت غبيًا فسأصبح ملاحًا جويًا، وإذا لم أكن غبيًا فسأصبح فيلسوفًا" حينئذ طلبت إليه أن يكتب لي شيئًا أثناء العطلة حول أي موضوع فلسفي وسوف أخبره عندئذ ما إذا كان غبيًا أم لا، ومع بداية الفترة الدراسية التالية أحضر لي ما طلبته منه، وبعد أن قرأت جملة واحدة منه قلت له: "لا، يجب عليك ألا تصبح ملاحًا جويًا". *** ***  *** ويعبر فون رايت عن هذا المعنى أيضًا بقوله: "إن فتجنشتين كان رجلًا غير عادي، فهو بلا شك كان يقف متميزًا عن كل من حوله. وقد يكون قولنا بأنه كان يعيش على حافة المرض العقلي، أقرب إلي الصدق – ولقد ظل الخوف من الوصول إلى حافة المرض ملازمًا له طوال حياته". وهو في هذا قريب الشبه بالفيلسوف الألماني نيتشه الذي ظل خوفه من الجنون ملازمًا له حتى أصيب به بالفعل في أواخر سني حياته. إلا أن

العلاقة بين الرواية والفلسفة من وجهة نظر ألبير كامي (اقتباس)

صورة
غلاف كتاب: ألبير كامي لديفيد شيرمان بالرغم من تمرس كامي في الفلسفة فإن أروع أعماله هي رواياته، دون شك. ولكن المحك الأساسي في رأي كامي، أنه لا توجد تباينات ثابتة جامدة بين الفلسفة والأدب الجيد. ففي كتاب أسطورة سيزيف وهو أحد عمليه الفلسفيين (العمل الآخر هو المتمرد) يعلن كامي أن "الروائييين العظماء فلاسفة عظماء"، وفي عرضه لرواية جان بول سارتر الفلسفية "الغثيان" يضع كامي أساس التمييز بين الروايات الفلسفية: "ما الرواية إلا فلسفة تمت صياغتها في صورة خيالية. وفي الرواية الجيدة تختفي الفلسفة في ثنايا الصور الخيالية. ولكن ما أن تنسكب الفلسفة متدفقة من الشخصيات والأحداث حتى تبرز ناتئة مثل السبابة الملتهبة وتفقد الحبكة مصداقيتها والرواية حياتها."     

الفيلموسوفي - مقتبسات

صورة
غلاف الكتاب تأليف دانييل فرامبتون ترجمة : أحمد يوسف في صيف عام 1896 حضر ماكسيم جوركي عرضًا لسينماتوغراف لوميير في مدينة نيجي نوفجورود في روسيا، وسجل ملاحظته الشهيرة عن تجربته في مشاهدة العرض الصامت بالأبيض والأسود، ونشرت هذه الملاحظة في صحيفة محلية: “في الليلة الماضية كنت في مملكة الظلال، آه لو كنت تعلم كم كان غريبًا أن تكون هناك. إنه عالم بلا صوت، بلا لون، كل شيء هناك – الأرض، والأشجار، والناس، والماء، والهواء – مصبوغ بلون واحد هو اللون الرمادي. إن الأشعة الرمادية تسقط من الشمس عبر السماء الرمادية، لتصبح العيون رمادية والوجوه رمادية، والأوراق والأشجار بلون رمادي شاحب. إنها ليست الحياة وإنما ظلها، إنها ليست الحركة وإنما طيفها الذي لا صوت له. “ وبعد مائة عام، وعلى قرص دي في دي لفيلم "اتصال"، عبَّرت جودي فوستر عن تعليقها الخاص على صنع الفيلم وتحدثت في إحدى النقاط عن مشهد محادثة بسيطة بين الشخصية التي قامت بأدائها وحبيبها الذي لعب دوره ماتيو ماكوني، لقد أشارت جودي فوستر، بقدر غير قليل من الصدمة، إلى حقيقة أن المخرج روبرت زيميكس قد أعاد عن طريق التقنية ال

الحرية والثقافة لجون ديوي ..3

صورة
غلاف الأًصل الإنجليزي في إحدى طبعاته اقرأ أولا:  الحرية والثقافة لجون ديوي ..1   الحرية والثقافة لجون ديوي ..2            دراما من ثلاثة فصول في الفصل الثاني من الكتاب يميز المؤلف بين نوعين أو فهمين للحرية، يتبنى الأول مفهوم الحرية الفردية كما عرفته أمريكا منذ كتابة الدستور، بينما يعرف الفهم الثاني الحرية لا بشكلها الفردي بل يراها كحرية جماعية؛ يتبنى الأول الحريات كمصدر أساسي للدستور، بينما يتبنى الثاني العقل كأساس للقانون والحريات معًا، وبالتالي فالأحرار وفقًا لهذا المفهوم الثاني هم من يوجهون سلوكهم تبعًا للعقل وحده، وبالتالي فمن يتبعون أهواءهم ليسوا أحرارًا وفقًا لهذا الفهم. ويلقي الكتاب الضوء في هذا السياق على تبني دول الاستبداد الجماعي للفهم الثاني وتسخيرها كل مواردها للسخرية والحط من الحريات الفردية. وفي الفصل الخامس يرى الكتاب أن "قصة هذا التطور التاريخي من القانون الطبيعي إلى الحقوق الطبيعية في القرن الثامن عشر فصل من أهم فصول الإنسان، العقلي منه والأخلاقي"  (ص 105).

الحرية والثقافة لجون ديوي ..2

صورة
اقرأ أولا: الحرية والثقافة لجون ديوي ..1 الأحوال الاقتصادية الفيلسوف الأمريكي جون ديوي ينقل الكتاب عن المؤرخين أن ما حدا بزعماء الثورة قبل مائة وخمسين سنة من كتابة هذا الكتاب إلى الخروج على بريطانيا العظمى لم يكن غير تلك القيود التي فرضها الإنجليز على التجارة والصناعة، وما فرضوه من ضرائب كثيرة ومرهقة، وما كان من الأمر أن الزعماء قد عمموا أمر هذه القيود الخاصة التي أرهقتهم، إلى أفكارٍ ومطالب عامة، لم يكن العامة ليحفلوا لولاها بالنضال من أجل الثورة، وتم المناداة بأن أي نظام لم يفرضه الناس على أنفسهم نظامٌ أجنبي عن الطبيعة البشرية. ولم يكن هذا التصريح يعني أن المؤرخين يعتقدون أن القوة الاقتصادية هي القوة الوحيدة المؤثرة، ولم يكن يعني أن خداعًا ما تم على الناس، ولكنهم بوصفهم مؤرخين بينوا ما للعوامل الاقتصادية من أثرٍ على إحداث الثورة.

الحرية والثقافة لجون ديوي ..1

صورة
  هذا المقال هو عرضٌ لكتاب: "الحرية والثقافة" لجون ديوي والذي نشر في طبعته الإنجليزية عام  1939؛ ترجمة: أمين مرسي قنديل، طبعة 2010 مكتبة الأسرة جون ديوي –كاتب هذا الكتاب- هو أحد أبرز أعلام الفلسفة الأمريكية، يذكر اسمه مرتبطًا بالفلسفة البراجماتية مع وليم جيمس وآخرين رغم أنه فضل استخدام مصطلح instrumentalism (يترجم إلى الذرائعية أو الأداتية وفضل الكتاب هنا في مقدمته القصيرة استخدام مصطلح الوسلية) معلنًا تحفظه على بعض جوانب الفلسفة البراجماتية. تأثر جون ديوي بهيجل في بدايته واستمر إعجابه به طوال حياته. زار الاتحاد السوفيتي في عام 1929م، حيث أعجب ببعض الجوانب فيه رغم تحفظاته الكثيرة الذي سيبديها في هذا الكتاب على جوانب أخرى في الدول الشمولية. واهتم كثيرًا بالجوانب التربوية والأخلاقية، وسيذكر على الدوام كأحد أهم فلاسفة التربية بما له من آراء مهمة ورائدة فيه، ومن أقواله في هذا الإطار أن التربية هي العملية التي تعين الجماعات على استمرار وجودها. مشكلة الحرية اعتنق الأمريكيون منذ إعلان الاستقلال رأيًا يعتبرُ أن محبةَ الحرية هي  صفة أصيلة في الإنسان ويرى أن

الشاعر الأمريكي المسلم: كذات وكآخر

استمعت اليوم في موقع  poetry foundation   إلى ندوة كانت قد عقدت في بداية هذا العام في جامعة نورث ويسترن north western   لخمسة من الشعراء الأمريكيين المسلمين، وكلهم بالمناسبة يكتبون الشعر بالإنجليزية، وهم:

مصباحي وورقتي البيضاء

(مقطع من خاتمة كتاب جاستون باشلار: لهب شمعة - ترجمة مي عبدا الكريم محمود) تزداد العزلة لو انتشرت على الطاولة المضيئة بالمصباح، عزلة الصفحة البيضاء، الصفحة البيضاء! هذه الصحرء الشاسعة التي عليك اجتيازها، فتبقى عصية على الاجتياز أبدًا.

لهب شمعة / غاستون باشلار

صورة
لهب الشمعة / غاستون باشلار ترجمة د. مي عبد الكريم محمود الناشر : دار أزمنة (عمان – الأردن) غاستون باشلار (Gaston Bachelard): هو فيلسوف فرنسي معروف ولد في 27 يونيو 1884 وتوفي في 16 أكتوبر 1962م في مدينة باريس، حصل على ليسانس الرياضيات في عام 1912م، وعلى ليسانس الفلسفة في عام 1920م وعمره 36 سنة، وعلى الدكتوراه في عام 1927م وعمره 43 سنة