المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف كتاباتي النثرية

تعليمات مقترحة لغارق في متاهة

صورة
By: banksy بقلم: أحمد ع. الحضري [1]      لنتخيل أول جدار يبنيه إنسان. بجواره شخصٌ ما يشعر بالراحة أو بالفخر. ربما كان يبحث عن الأمان، أو عن الدفء. لعل الأمر استمر كذلك فترة طويلة قبل أن يكتشف البشر وظيفة أخرى للجدران، أو على الأقل فهم آخر لوظيفة قديمة هي الأمان. الآن لم يكن من يختبئ داخل الجدران هو الخائف بالضرروة، فقد يكون أيضًا مصدر الخوف، الآن لم يكن الجدار مجرد بيت، بل صار سجنًا أحيانًا. في الحقيقة تحول الأمر بمرور الوقت إلى أن صار كل جدار يمارس بشكل ما الوظيفتين معًا، بنسب مختلفة.

مونولوج 4

صورة
Rembrandt-drawing at a window بقلم: أحمد ع. الحضري      تقفُ أعلى حافة صخرية عالية، يمرون من جوارك ليقفزوا من فوقها للماء، تقف خائفًا، رغم أنهم يصلون بأمان للأسفل، فكرة العلو نفسها مخيفة. نقول أننا نحب الطيران، لكن في الحقيقة لو امتلكنا القدرة على الطيران سنلتصق بالأرض، بعضنا يفضل الخوف والأمان، والثبات، بعضنا يقف مشلولا بينما تمر الحياة بجواره. المسألة ليست في حافة صخرية ترفض أنت القفز من فوقها بحجج بليغة، المسألة أنك خائف: عليك أن تعترف بهذا.

مونولوج 3

صورة
By: Jonathan Wolstenholme بقلم: أحمد ع. الحضري        الضمير: كم نخبئ تحت اسمه من مخاوف وخرافات، نشعر بالأسى لشيء فعلناه فنقول الضمير، ونحن نقصد الناس، نخاف من فعل شيء فنقول الضمير ونحن نخاف المجتمع. نخاف أن نكون أنفسنا فنحتمي بلمعته الرنانة الكاذبة.

مونولوج 2

صورة
On Going on a Journey/ BY Jonathan Wolstenholme بقلم: أحمد ع. الحضري        البين بين لم يعد لك، البين بين بضاعة خاسرة، كيف تفوز دون أن تكون في مكان ما، الخوف: صمتك المقدس، الابتسام: مرسوم بالطباشير على وجهك ووجوههم، يبس قلبك وهو يحاول البقاء بينهم، فارحل.   

مونولوج 1

صورة
By:Jonathan Wolstenholme بقلم: أحمد ع. الحضري      هل هناك ما هو أسوأ من البقاء ساكنًا في منتصف الطريق بين نهايتين جيدة وسيئة، هل هناك ما هو أسوأ من هذه الحالة الرخوة التي تظل فيها دون يقين حقيقي مما يحدث أو سيحدث؟  

نظرية التطور!

صورة
Rembrandt _anatomy lecture      في بداية ٍ ما، كان الناس خائفين. كانوا مع كل قتيلٍ جديد يبكون بحرقة. حين كانت تمر جنازة جديدة تحت بيتٍ كان النوم يغيب عن سكانه في تلك الليلة، كان الحزن يظهر على الوجوه صادقًا دون تصنع ولا تمثيل. ولهذا ربما صاروا يغلقون النوافذ؛ فجأة صار من العادي أن تسير في شارعٍ شبه خاو كل نوافذه مغلقة، كان الناس يخافون من الموتى، يخافون من الحزن الذي سيدخل البيت إن لمح أحد سكان البيت الجنازة. في مرحلةٍ ما اكتشف ال بعض أن الناس بدأوا يكرهون الموتى أكثر مما يكرهون الموت.

مصادرة

صورة
By: Alfred Gockel      لتبلَ حكايتي الخرافية إذن، لم أعد أريدها: ال "كان يا ما كان" و ال" توتة توتة" وال "وبعدين"، الخيالات والكائنات الأسطورية القديمة؛ كلها لم تعد تصلح بالفعل، عندكم كل الحق في هذا. لكن لماذا تتوقعون مني أن أكون الوحيد العاري بينكم، بينما تواصلون بكل أريحية ارتداء أكاذيبكم المزخرفة.

وطن

صورة
ancient sound  \    By  P aul klee   بقلم: أحمد ع. الحضري اختبأنا في قصيدته ولكنَّ المسافة بين سطورها كانت صغيرة للغاية فلم نتمكن من الاختباء هناك كثيرًا

حشرجة

صورة
by: Paul Klee بقلم: أحمد ع. الحضري  ما زالت بقيةٌ  من مطرٍ  قديمٍ في حلقي ما زال صوتي يغوص في الوحل كل مرة يكون فيها مضطرًا للخروج

امتنان

صورة
Photo by: Erik Johansson بقلم: أحمد ع. الحضري نمتنُ لكل ما هو ضيق في هذه الحياة إذ يمنع عنا اختيارات الرحابة نمتنُ: للوجباتِ السريعة خدمةِ التوصيلِ للمنازل أبائنا

فراشة؟

صورة
landscape with Butterflies\ by Salvador Dali بقل م : أحم د ع . الحضري      فراشة تبدو وكأنها معلقة بخيط يربطها إلى السقف، لا تتحرك كفراشة، تتحرك كجثة فراشة معلقة في خيط عنكبوت غير مرئي، تتأرجح كأن الهواء هو ما يحركها، لا حياة فيها لا جمال، لا تهور، لا التفاتات مفاجئة، الفراشة التي لا تشبه الفراشة، كانت هناك، مزعجة للغاية، ومؤذية لعيني .

خمِّنْ

صورة
Eduardo Paolozzi- Head بقلم: أحمد ع. الحضري •    يمنحُكَ حقلَ نعاسٍ بلا مقابل؟ -    ممم ... الكوابيسْ؟

بووووم

صورة
i was falling high- by Martin Stranka بقلم: أحمد ع. الحضري الانزلاق في الزمن:

غرفتان

صورة
Unexpected Answer (1933) by Rene Magritte. بقلم: أحمد ع. الحضري      أقولُ لبابه اصمت، فيستمر في الصرير، صريره مزعج حقًا، يشبه الذكريات، يشبه السقوط من أعلى. نوافذي على العكس، صامتة، ربما لأني لا أفتحها. البعثرة معلم من معالمه، كل شيء في كل مكان. في ركن ما ترقدُ تواريخٌ قديمة. في ركنٍ آخر كومةُ مؤلفين. في ركن ثالث مكان مخصص للحلم، بينما تتناثر الأحلام نفسها في الأرجاء.

مَنْقَد

صورة
لوحة لمحمد الناصر بقلم: أحمد ع. الحضري  [0]      الآن تقفُ أمام هذا المفترق، بين دربين لا يمكنك أن تختارَ أحدهما وأن تبقى أنت أنت في نفس الوقت.  [1]      الغريب أن أذكر هذه الأيام بكل تفاصيلها الصغيرة، دون أن أذكر بعض أيامي الأقرب، أو التفاصيل الأكثر أهمية في يومي، ألعاب الذاكرة غريبة حقًا، جاءني خاطرٌ وأنا أتكلم الآن أننا ربما نحتفظ بذكرياتنا الساخنة ونبقيها بكل تفاصيلها الفرعية أو غير المهمة بينما ننسى البرودة، نختزلها في أحداث عامة، أو نعيد تشكيلها. لهذه الأيام حلاوة الصفاء، وغياب الهم والمسؤولية والأسئلة، حلاوة الانطلاق الحر في طرقات القرية والدنيا. 

مجرد تفاصيل

صورة
andrew Atroshenko- music بقلم: أحمد ع. الحضري     جسدك: رشيقٌ، لينٌ، ومغرٍ. في الجسد وجه جميل، في الوجه شفتان شهيتان، وعينان شقيتان، ونشوة. في الجسد تفاحتا نضجٍ، وغصن شهوةٍ، وساقا أنثى، وإغواء عروسِ بحرٍ، تردد طفلة، وخبث امرأةٍ شرقية. في الجسد نهرٌ ينبع من أرض مسحورة، يشربُ الظمآن من مائه العذب فلا يكتفي، يغوصُ فيه فيغرق ينتشي لا يموتُ، يأكل من خيره فلا يجوعُ ولا يمتلئُ. أنت جسدُ الأضداد، أترددُ بينك وبينك، فأختار كلاكما. لا أراكِ وأنا واحدٌ، أراكِ وأنا كثيرٌ، وأنت كثيرٌ، قبيلتان أنا وأنت، لا يقدرُ فردٌ على أن يحيط بك مرة واحدة، إلاي. 

مجلس

صورة
Jacques-Louis David, Death of Socrates. Oil on canvas, 1787. بقلم: أحمد ع. الحضري (1) الصوت الأوبرالي يتصاعد في جو الجلسة مُضفيًا نغمًا ملحميًا على السكون المُخيِّم، لا شئ يحدث في الحقيقة، لكن المُتابِع من الخارج، قد يلمح ضجيجًا يوحي بصراع، وحبكة، وبداية، ونهاية.

تكوين

صورة
Composition VII by kandinsky بقلم: أحمد ع. الحضري      في حلم ما أنت عارية أمامي وأنا أرشُّ عليك ألوانًا كثيرة:

خداع

صورة
لوحة للفنانة جاذبية سري بقلم: أحمد ع. الحضري تسألني هي لماذا؟ لأن البشر ليسوا ملائكة، لأنهم دائما بهذا الفقر، وبهذا الجوع، لأنهم بهذا الغباء، دائمًا ما يرغبون في شيء واحدٍ آخر. خطوةُ أخرى ويكتمل الطريق، هكذا يرددون. لماذا؟ فكري في الأمر كحفلة تنكرية تركنا ذواتنا في بيوتنا قبل أن نأتيها.

ثقوبٌ سوداء

     بالقلم الرصاصِ أو بالفحم يعيدُ رسم الصورة كما مرت على خياله عدة مرات له وهو مسجى على أرض زنزانته ميتًا، مات كأن لم يكن، ودون تهمة يعرفها، سوى أنه لسبب ما كان مخيفًا للبعض.