كيف تتابع الأخبار؟




بقلم: أحمد ع. الحضري

كنت قد تحدثت في المقال السابق عن عدم مناسبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي لمعرفة الأخبار؛ لكن الواقع أن عددًا كبير من الأشخاص يستخدمون فيسبوك وتويتر كمصادر رئيسة للحصول على الأخبار. وهو أمر يسبب تشويشًا وإضاعة كبيرة للوقت، لأنك ستجد أنك في نهاية الأمر تقضي عليها وقتًا كبيرًا دون إنتاجية حقيقية. الفكرة أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست شرًا مطلقًا، ويمكنها أن تكون مفيدة جدًا وفعالة، لو أنك ببساطة توقفت عن استخدامها في مهام لا تناسبها. حين تريد متابعة الأخبار توجه إلى الصحف والمجلات أو إلى الخدمات التي تجمع وتنسق الأخبار من مصادر مختلفة. حين تودُّ أن تذكر نفسك بأمر ما استخدم ملاحظات جوجل (google keep)، أو إيفرنوت (evernote)، أوجوجل كالندر (google calendar). حين تريد التحدث مع الأصدقاء ومتابعة ما يقولونه ويفعلونه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا المقال سأعرف ببعض الخدمات المفيدة في متابعة الصحف والمجلات. 

المواقع والوكالات الإخبارية:


أبسط طريقة لمتابعة المجلات والجرائد هي ببساطة الدخول على مواقع المجلات والجرائد. إن اكتفيت بتسجيل إعجابك لصفحاتها على فيسبوك أو متابعة حسابها على تويتر، ستفقد كثيرًا من المواد الثرية والمفيدة لصالح بعض المواد الأكثر شيوعًا في دائرتك. أضف المواقع التي تهمك إلى قائمة مفضلاتك أو أضف اختصارًا (shortcut) لها على سطح مكتبك. ثبت التطبيق الخاص بها على هاتفك. يمكنك على الهاتف استخدام المتصفح في إضافة الموقع إلى الشاشة الرئيسية (add to home screen). ستجد عند فعل ذلك أن بعض هذه المواقع يفتح على شكل تطبيق (web app mode) (جرب مثلا هذه الطريقة مع تويتر أو إنستجرام في متصفح كروم).

جامعو الأخبار (news aggregator )

يوجد على الإنترنت عدد كبير من الخدمات التي تسهل عملية تجميع الأخبار والمقالات وقراءتها. تختلف طريقة عمل هذه الخدمات وبالتالي تختلف طبيعة المنتج النهائي الذي تقدمه. هناك مثلًا جوجول نيوز، ويمكنك استخدامه من خلال موقع الخدمة على الإنترنت. في أول زيارة لك ستقوم باختيار اللغة التي تريد القراءة بها، والموضوعات التي تهمك، ثم ستكون مستعدًا للعودة يوميًا بعد ذلك لمتابعة الجديد بسلاسة.

الخدمة موجودة أيضًا كتطبيق (app) متاح لمستخدمي أندرويد (Android) وآبل (Ios). جربت التطبيق على أندرويد، وهو سهل في الاستخدام، وسريع في التحميل، ومفيد جدًا. يمكنك في أي وقت إضافة أي موضوع جديد يهمك، فقط ابحث عنه وأضفه إلى الأقسام. التحكم في الأقسام وترتيبها متاح، لكنك لا تتحكم في مصادر الأخبار. هذه الخدمة تتيح لك متابعة أهم الأخبار بشكل سريع. 




هناك خدمة أخرى تقدمها جوجول وهي (google Newsstand )، وهي تتيح لك من خلال المكتبة (library)  إضافة الموضوعات التي تهمك بشكل مشابه لجوجول نيوز، لكنها تمكنك كذلك من إضافة مجلات تريد أن تتابعها، سواء كانت مجانية أو مدفوعة ترغب في الإشتراك بها. النقطة التي تحتاج إلى إيضاح أن الموضوعات التي تشترك فيها تعمل بشكل مشابه لجوجل نيوز، بمعنى أن التحكم في المجلات والمواقع التي تظهر داخلها، تظل عملية آلية، وبالتالي تظهر أخبار ومقالات من بعض المجلات التي لم تشترك فيها، والمجلات التي اشتركت فيها لن تكون لها بالضرورة أولوية الظهور. لكن يمكنك الدخول على المجلات ومتابعتها في أقسامها المنفصلة. وتتيح المكتبة طريقة سلسة لعرض أهم مقالات الموضوعات والمجلات التي اشتركت بها من خلال الملخص (digest). أيضًا في بداية فتح هذا التطبيق يظهر قسم: "لك" (for you) الذي يختار أخبارًا متنوعة، معتمدًا على الموضوعات والمصادر الموجودة في مكتبتك، بالإضافة لأخبار مختارة مرتبطة بالمنطقة التي تعيش فيها، ومجالات الاهتمامات التي أظهرها نمط استخدامك اليومي. من اللطيف في هذه الخدمة إمكانية إضافة مقال ما إلى قائمة القراءة لاحقًا (read later)، وحينها يكون الخبر متاحًا لك لتقرأه وقتما تحب، على نفس الجهاز او جهاز مختلف تستخدمه، وإمكانية قراءته لاحقًا دون وجود الإنترنت لو أنك تستخدم تطبيق الهاتف. (تم إلغاء هذه الخدمة في وقت لاحق على كتابة المقال ودمجها مع جوجول نيوز)



أيضًا هناك تطبيق (smart news) وهو متاح على كل من أندرويد وأبل، وهو سهل وسلس في استخدامه، لكنه يصلح لمتابعة الأخبار الإنجليزية فقط، وهو متاح فقط كتطبيق للهاتف. مثل أخبار جوجول يمكن التحكم في الأقسام وترتيبها لكن لا يمكن التحكم في محتوى الأقسام، لكن يمكن إضافة مجلات أو جرائد بعينها كأقسام إن أردت. 



في المقابل يختلف فيدلي (Feedly) قليلًا عن هذه النماذج حيث أنه يمكنك من إضافة الموضوعات التي تتابعها وترتيبها، ويمكن كذلك من التحكم في المجلات والمواقع والجرائد وحتى المدونات التي ترغب في إضافتها داخل كل موضوع. أثناء إضافة الموضوعات يقترح عليك مجموعة من المصادر الشهيرة، لكن لديك دائمًا إمكانية إضافة أي موقع يهمك، طالما يدعم الموقع خدمة (RSS). كونك المتحكم في كل شيء يسهل لك مثلًا إضافة أكثر من لغة ومزجها في نفس التسلسل. الخدمة متاحة كتطبيق على كل من أندرويد وأبل، ومتاحة كذلك للاستخدام من أي جهاز كمبيوتر عادي. 



هناك خدمات أخرى كثيرة عربية وأجنبية، لكن هذه هي الخدمات التي وقع عليها اختياري بعد تجربة عدد كبير من الخدمات. 

أدوات أخرى مساعدة: 

بوكيت (pocket):


أثناء تصفح المواقع والمجلات، كثيرًا ما تقابلنا مواد مميزة، نرغب في الاحتفاظ بها لوقت لاحق، إما لأننا لم نتم قراءتها بعد أو لأننا بعد قراءتها نريد الاحتفاظ بها لغرض ما. الاحتفاظ بها في قائمة المفضلات (Bookmarks) ليس بالضرورة هو الحل الأمثل. لو أنك تستخدم متصفح فايرفوكس فإن هذه الخدمة متاحة بشكل تلقائي في المتصفح. ولو أنك تستخدم أي متصفح آخر يمكنك إضافة الامتداد بسهولة. الخدمة تتيح الاحتفاظ بالمادة لوقت لاحق، مع إضافة كلمات مفتاحية لتسهل استرجاعها بشكل منفرد أو ضمن مجموعة مقالات مثيلة. الخدمة متاحة كتطبيق على الهاتف أيضًا. وفي حالة استخدام تطبيق الهاتف يمكنك الاستماع إلى المقالة التي احتفظت بها بدلًا من قراءتها. خدمة الاستماع إلى المقالات متاحة لعدد من اللغات المتنوعة لكنها ليست متاحة باللغة العربية بعد. حتى بعد الانتهاء من قراءة أو الاستماع إلى المادة يمكنك إما مسحها أو إضافتها للأرشيف إن كنت تظن أنك قد تستفيد منها لاحقًا. الخدمة تتيح تظليل بعد العبارات أو الفقرات، أو كتابة تعليقات. الخدمة تقترح عليك قراءة مقالات جديدة شائعة بناء على المواد التي قام مستخدمو الخدمة بحفظها. 


إنستابيبر (instapaper):
خدمة منافسة لبوكيت، تضم نفس الإمكانات، ورغم أني أستخدم بوكيت بشكل أساسي لكني أفضل إنستابيبر في حالة رغبتي في كتابة ملاحظات طويلة على مقال، لأن طريقة كتابة الملاحظات على تطبيق الهاتف في إنستابيبر أفضل. 

في النهاية، قمت في هذه المقالة بأمر مختلف قليلًا عما اعتدت فعله في هذه المدونة، ولا أظن أنني سأكرر منحى مشابهًا مرة أخرى. لكني لاحظت من جهة الفائدة التي عادت عليَّ من استخدام هذه الخدمات المتنوعة، ومن ناحية أخرى أدرك أن الطريقة التي نستخدم بها شبكة الإنترنت وخدماتها صارت ذات أثر كبير للغاية على حيواتنا، وقد يؤدي استخدام التقنيات الحديثة بشكل أفضل إلى زيادة الإنتاجية، وتحسين جودة حيواتنا. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

مقتطفات عن أينشتاين

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)