حديث الجسد (اقتباس)
Singerie: The Dance By: Christophe Huet (1739) في كافة العروض التي يقدمها الإنسان نرى صورة حية تتأمل كل ثقافة فيها الثقافة الأخرى، ومحورها دائمًا الجسد الإنساني في كافة تفاعلاته مع الآخر التي تؤثر على ردود أفعاله. فما الذي تحاكيه راقصة الاستربتيز إلا الرغبة ذاتها؟ ولكنها ليست رغبتها هي وإنما رغبة الآخر في جسدها، وما الذي يحاكيه الكاهن في قداسه إلا علاقة بالعالم الأعلى تتطلب مشاركة الأتباع، وحتى لاعب الكرة الذي يبحث عن النصر ليرضي من يساندونه من المشجعين. وبوصف آخر يقول راي أن الأجساد الاستعراضية لا معنى لوجودها إلا من خلال وعيون الآخر. وفن الإيماء يقوم على تبديل التأثيرات الطبيعية (كاللذة، الخوف، الرغبة، الاشمئزاز، وغيرها)، وهي تأثيرات خام غير متوقعة وبالتالي نقية، بغيرها من التأثيرات المعتمدة والتي تشكلها عادات ثقافة ما. [...] وبالفعل يمكننا أن نرى في هذا الفن [...] كافة ما يعبر عنه الإنسان من أحاسيس وصراعات داخلية وأفكار ونوازع. فأبسط حركة من الوجه حتى وإن تم تجميدها من خلال قناع أو تضخيمها وتثبيتها من خلال ماكياج ما، تستلزم بالضرورة القيام بالحركة العضلية التي تتوافق معها وتتمكن