مقتطف من كتاب نقطة مقابل نقطة
مقتطف من كتاب نقطة مقابل نقطة/ ألدوس هكسلي؛ ترجمة نظمي لوقا.- القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ 1985. وأردفت "إنك تبذل جهدًا كبيرًا " هذا تلطفٌ منك؛ فقال محتجًا: "من البلاهة أن تتكلمي بهذه الصورة فأنت تعلمين كم أحبك" فابتسمت وربتت خده قائلة: "نعم أعلم أنك تحبني عندما يكون لديك متسع من الوقت، وفي هذه الحالة تعرب عن حبك باللاسلكي عبر المحيط الأطلنطي" فقال " كلا ليس هذا صحيحًا" ولكنه يعلم في سريرته أنه صحيح فقد ظل طول حياته يسير وحده في خلاء خاص به ولم يسمح لأحد على الإطلاق بدخوله: لا لأمه، ولا لأصدقائه، ولا لعشيقاته. وحتى وهو يمسك بها على هذا النحو ويضمها إليه عن كثب إنما يفعل ذلك باللاسلكي كما قالت ليتصل بها عبر المحيط الأطلنطي؛ فرددت عبارته متهكمة في حنان: "هذا ليس صحيحًا. ولكنك يا عزيزي المسكين لم يكن في وسعك أن تخدع طفلًا؛ فأنت لا تدري كيف تكذب بصورة مقنعة، لأنك أمين أكثر مما ينبغي. وهذا سبب من أسباب حبي لك. فليتك تدري إلى أي حدٍ أنت شفاف"