المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف علم النفس

الخوف ونظرية التطور (مقتطفات)

صورة
دايفيد باس تبدي الجرذان رهابًا مذهلا من الجديد، أو نفورًا قويًا من الأطعمة الجديدة (غير المألوفة). توزع الجرذان بشكل نموذجي الأطعمة الجديدة وغير المألوفة في عينات جد صغيرة. وعندما تفعل ذلك فإنها تأكل الأطعمة الجديدة كل على حدة – ولا يحدث أبدًا أن تأكلها مع بعضها. ومن خلال الإبقاء على صغر عينات الطعام الجديد وفصلها عن بعضها بعضًا يكون لدى الجرذان فرصة كي تتعلم ما الذي يجعلها تمرض، وهو ما يجنبها الإفراط في استهلاك السموم التي قد تحمل خطر الموت. ومن الطريف أن الجرذ الذي يأكل طعامًا مألوفًا وآخر جديدًا في الوجبة نفسها ويمرض على إثرها، فإنه يتجنب بعد ذلك الطعام الجديد وحدة. ويبدو كأنه يفترض أن الطعام المألوف سليم، وأن الطعام الجديد هو مصدر المرض.  وهكذا يمتلك الجرذ طاقمًا من الآليات المتطورة لحل المشكلات التكيفية الخاصة بانتقاء الطعام.  *** *** *** أصبح الطعام واستهلاكه من المجازات شائعة الاستعمال. حيث تصبح القصص الطويلة "صعبة الابتلاع" والنثر المتقعر "صعب الهضم"، وضربة الحظ السعيدة "حلوة"، والكتاب الجديد "مثمر" والخيبة ال

الجوانب العامة في البنية الذهنية: مقتطفات عن الأحلام لكارل جوستاف يونغ

صورة
يونغ يتصدر غلاف مجلة تايم بتاريخ 14 فبراير 1955 هنا يمكن من دون شك أن يطرح سؤال: ما فائدة ذلك للحالم إذا كان لا يفهم الحلم؟ عليَّ أن أعلق على ذلك بأن الفهم ليس عملية عقلية حصرًا، لأن الإنسان كما تظهر التجربة، قد يكون متأثرًا، ومقتنعًا فعليًا وبأشد الطرق نجاعة، بأمور لا تعد وليس لديه فهم عقلي لها. ولستُ أحتاج إلا إلى تذكير قرائي بفاعلية الرموز الدينية. *** *** *** كما نميلُ إلى أن نفترض أن العالم هو كما نراه، فإننا بسذاجة نفترضُ أن الناس هم كما نتخيلهم. وفي الحالة الثانية، لسوء الحظ، لا يوجد اختبار علمي من شأنه أن يثبت التباين بين الإدراك والواقع. ومع احتمال أن يكون الخداع الفاحش هنا أكبر من إدراكنا العالم المادي، فإننا نستمر بسذاجة في إسقاطنا بنيتنا الذهنية على إخوتنا البشر. وعلى هذا المنوال يخلق كل شخص لنفسه سلسلة من العلاقات الخيالية إلى هذا الحد أو ذلك قائمة أساسًا على الإسقاط. وتوجد عند العصابيين حالات يقدم فيها الإسقاط الأخيولي الوسيلة الوحيدة للعلاقة الشخصية. والشخص الذي أدركه في  الأكثر من خلال إسقاطاتي هو ال"إيماغو" Imago [صورة الآخر المتكونة مثالي

فقدان الروح: مقطع من كتاب الإنسان ورموزه لكارل غ. يونغ

صورة
  Dr. Jekyll And Mr. Hyde (1932) بقلم: كارل جوستاف يونج ترجمة: عبد الكريم ناصيف (*)      الوعي هو أحد المكتسبات الحديثة جدًا التي حصل عليها الإنسان من الطبيعة وهو ما يزال في الطور "التجريبي". إنه هش، تهدده أخطار محددة ومن السهل إلحاق الأذى به. وكما لاحظ علماء الأنثروبولوجيا (الدراسات البشرية) فإن أحد الاضرابات الذهنية الأكثر انتشارًا بين البدائيين هو ذاك الذي ندعوه ب "فقدان الروح" وذلك يعني – كما يدل الاسم- تمزقًا ملحوظًا في الوعي (أو على نحو أكثر دقة، انفصامًا)      فأناس كهؤلاء، يختلف مستوى تطور وعيهم عن وعينا، لا ينظرون إلى "الروح" والنفس على أنها واحدة، بل إن الكثير من البدائيين يزعمون أن للإنسان "روح غابة" بالإضافة إلى روحه وأن روح الغابة هذه تتجسد على شكل حيوان بري أو شجرة يكون الإنسان معها نوعًا من التماثل النفسي، وهذا هو ما دعاه عالم الأعراق البشرية الفرنسي المتميز لوسيان ليفي برول ب "المشاركة الروحية". وعلى الرغم من أنه تراجع فيما بعد عن هذا المصطلح بضغط من النقد المضاد إلا أنني أعتقد أن نقاده كانوا مخطئين. فالحقيقة السيكول

العيد الخمسيني للهستريا

صورة
مقتطف بتصرف من كتاب: تاريخ السريالية لموريس نادو؛ ترجمة نتيجة الحلاق؛ مراجعة عيسى عصفور.        في 1928 احتفل السرياليون بالعيد الخمسيني للهستريا. هذا المرض الغريب الذي انتشر فجأة حوالي عام 1878 استحق ما وصفه به بروتون وأراغون بأنه أكبر اكتشاف شعري في القرن التاسع عشر، كيف كان هذا المرض يبدو فعلا؟ كان يظهر كموقف عقلي مرضي، لا يتعلق بأي خلل عضوي، ينتج أحيانا عن قدرة الإيحاء، ويختفي للسبب ذاته ... وكان هذا المرض نقطة انطلاق لاكتشافات واحد من أكثر تلامذة شاركوت موهبة وهو فرويد، وأدخله السرياليون في حقلهم بصفته ظاهرة لمواقف عاطفية مثيرة للغاية، وأبعدوه من الحقل المرضي حيث كان سجينًا ليجعلوا منه وسيلة تعبير سامية.  Max Ernst - Ocell de Foc

ألفريد آدلر (Alfred W. Adler)

صورة
Alfred W. Adler بقلم: عادل نجيب بشري     هذا المقال من مقدمة الطبعة الثانية للترجمة العربية لكتاب ألفريد أدلر المسمى "الطبيعة البشرية"(Understanding human nature)، والذي صدر عام 2009 عن المركز القومي للترجمة بمصر .      يعتبر آدلر واحدًا من الثلاثة العظام – مع كل من سيجموند فرويد وكارل جوستاف يونج- الذين كان لهم فضل تأسيس علم النفس الحديث.      وقد ولد ألفريد أدلر في عام 1870 في إحدى ضواحي مدينة فيينا عاصمة النمسا، لأب يهودي يعمل في تجارة الحبوب، وكان ترتيبه الثاني في عائلة من ستة أطفال، وعندما كان آدلر في الثالثة من عمره توفي أخوه الأصغر – بسبب الدفتريا- في الفراش المجاور له، وقد عاني هو نفسه من الكساح وغيره، كما أنه أصيب – في الرابعة من عمره – إصابه خطيرة بداء الرئة Pneumonia كادت ان تودي بحياته، وكان لكل هذا أكبر الأثر فيه فقبل بلوغه سن الخامسة كان قد اتخذ قراره بأن يصبح طبيبا بشريًا حتى يتمكن من محاربة الموت على حد تعبيره.

مرض الجبال

مقطع من كتاب:  علم النفس التحليلي/ كارل جوستاف يونغ؛ ترجمة نهاد خياطة.- (القاهرة: مكتبة الأسرة، 2003) جاءني مرة رجل يحتل منصبا بارزًا في العالم كان به قلق وفقدان أمن، ويعاني أحيانا من إغماء ينتج عنه غثيان ومن ثقلٍ في الرأس وضيق في التنفس؛ هذه الأوصاف تنطبق على أعراض "مرض الجبال" وكان الرجل أصاب في حياته نجاحًا منقطع النظير، إذ استطاع بفضل جده وطموحه ومواهبه أن يرتفع فوق نشأته المتواضعة بما هو ابن لفلاح فقير. ثم أخذ يصعد السلم درجة درجة حتى وصل إلى مركز هام أتاح له فرصة الحصول على مزيد من ارتقاء في السلم الاجتماعي. وقد وصل بالفعل إلى مكانة في الحياة كان يستطيع منها أن يبدأ منها صعوده إلى الدرجات العليا عندما ألم به العصاب على حين فجأة. وعند هذه النقطة لم يتمالك من إبداء أنواع من التعجب الذي يبدأ عادة بمثل هذه الكلمات " في هذا الوقت بالذات، عندما بدأتُ ..." لقد كان ظهور جميع أعراض "مرض الجبال" عليه مما يتناسب مع وضعه الخاص الذي وجد نفسه فيه. وعندما جاء لاستشارتي كان معه حلمان رآهما في الليلة السابقة.

انبعاث الروح

"هذه هي مقدمة الطبعة الإنجليزية من كتاب علم النفس التحليلي لعالم النفس المشهور كارل جوستاف يونج، وكاتب هذه المقدمة هو كاري ف. باينير، وقد نقلتها عن الترجمة العربية لنهاد خياطة في الطبعة الصادرة عن مكتبة الأسرة عام 2003."      في العقد الماضي من هذا القرن، ظهرت بوادر كثيرة من مصادر مختلفة تشير إلى أن العالم الغربي يقف على شفا انبعاث روحي جديد، أو على تحول أساسي في موقفه من قيم الحياة. فبعد حقبة طويلة من التوسع الخارجي، عدنا لكي ننظر في أعماق نفوسنا مرة ثانية. هناك اتفاق عام على الظاهرات التي تحيط بهذا الانتقال المتعاظم في الاهتمام من الوقائع بما هي كذلك إلى معناها وقيمتها بالنسبة إلينا بما نحن أفراد، لكن ما إن نبدأ بتحليل التوقعات التي تحتضنها مختلف الجماعات التي يزخر بها عالمنا عن التحول المرتقب حتى ينتهي الاتفاق، وتقوم بدلا منه آراء تختلف وقوى تتصارع.