الجوانب العامة في البنية الذهنية: مقتطفات عن الأحلام لكارل جوستاف يونغ
يونغ يتصدر غلاف مجلة تايم بتاريخ 14 فبراير 1955 |
هنا يمكن من دون شك أن يطرح سؤال:
ما فائدة ذلك للحالم إذا كان لا يفهم الحلم؟
عليَّ أن أعلق على ذلك بأن الفهم
ليس عملية عقلية حصرًا، لأن الإنسان كما تظهر التجربة، قد يكون متأثرًا، ومقتنعًا
فعليًا وبأشد الطرق نجاعة، بأمور لا تعد وليس لديه فهم عقلي لها. ولستُ أحتاج إلا
إلى تذكير قرائي بفاعلية الرموز الدينية.
*** *** ***
كما نميلُ إلى أن نفترض أن العالم
هو كما نراه، فإننا بسذاجة نفترضُ أن الناس هم كما نتخيلهم. وفي الحالة الثانية،
لسوء الحظ، لا يوجد اختبار علمي من شأنه أن يثبت التباين بين الإدراك والواقع. ومع
احتمال أن يكون الخداع الفاحش هنا أكبر من إدراكنا العالم المادي، فإننا نستمر بسذاجة
في إسقاطنا بنيتنا الذهنية على إخوتنا البشر. وعلى هذا المنوال يخلق كل شخص لنفسه
سلسلة من العلاقات الخيالية إلى هذا الحد أو ذلك قائمة أساسًا على الإسقاط. وتوجد
عند العصابيين حالات يقدم فيها الإسقاط الأخيولي الوسيلة الوحيدة للعلاقة الشخصية.
والشخص الذي أدركه في الأكثر من خلال
إسقاطاتي هو ال"إيماغو" Imago
[صورة الآخر المتكونة مثاليًا]، أو إذا لم يكن صورة فهو حامل صورة أو رموز. وكل
محتويات اللاشعور يتم إسقاطها باستمرار على محيطنا، ولا نكون قادرين على أن نميز
الخصائص الحقيقية للأشياء إلا عندما نتبين أن بعض خصائص الأشياء هي إسقاطات أو
صور. إلا أننا إذا لم ندرك أن صفة في الشيء هي إسقاط، فلن نستطيع أن نفعل شيئًا
إلا أن نقتنع بسذاجة أنها تنتمي حقًا إلى الشيء. وتعج العلاقات الإنسانية كلها بهذه
الإسقاطات؛ ومن لا يرى ذلك في حياته الشخصية لا يحتاج إلا أن يجذب انتباهه إلى
البنية النفسية للصحافة في إبّان حرب. برشة ملح، لا نرى أخطاءنا غير المعترف بها
إلا في عدونا. والأمثلة الممتازة على ذلك نجدها في النزاعات الشخصية كلها. وإذا لم
تتملكنا درجة غير عادية من الإدراك الذاتي فلن نرى من خلال إسقاطاتنا بل يجب أن
نرضخ لها، لأن الذهن في حالته الطبيعية يفترض مقدمًا وجود هذه الإسقاطات. فهو
الطبيعي وقد أعطى شيئًا للاشعور ليسقطه. وفي شخص بدائي نسبيًا يخلق هذا علاقة
مميزة بالشيء دعاها ليفي – برول Levi-Bruhl
على نحو مناسب "الهوية الصوفية" أو "المشاركة الصوفية" وهكذا
فإن أي شخص طبيعي في زمننا، ليس تأمليًا فوق العادي، يرتبط بنظام إسقاطات كلي، وما
دام كل شيء يسير على ما يرام، فإنه غير مدرك أبدًا الصفة الإكراهية، أي
"السحرية" أو "الصوفية" في هذه العلاقات. ولكن إذا دب اضطراب
بارانويائي، تحولت العلاقات اللاشعورية إلى روابط إكراهية كثيرة، تكتسي عادة
بالمادة اللاشعورية التي شكلت محتوى هذه الإسقاطات في الحالة العادية. وما دام
الليبيدو يستخدم هذه الإسقطات جسورًا مع العالم مقبولة وملائمة، فإنها ستهون
الحياة بطريقة إيجابية. ولكن ما يكاد الليبيدو يريد أن يستهل عملًا على دربٍ آخر،
ويبدأ لهذا الغرض يسير القهقري على امتداد جسور الإسقاط السابقة، حتى تعمل على أشد
التعويقات التي يمكن تصورها، لأنها تمنع بفاعلية أي انفصال حقيقي عن الشيء السابق.
وعندئذٍ نشهد الظاهرة المتميزة لشخص يحاول أن يقلل قيمة الشيء السابق قدر الإمكان
لكي يفصل الليبيدو الذي يخصه عنه. ولكن بما أن الهوية السابقة ناجمة عن إسقاط
المحتويات اللاشعورية، فإن الانفصال التام والنهائي لا يمكن أن يحدث إلا عندما
تعاد "الإيماغو" التي انعكست في الشيء مع معناها، إلى الذات. وتتحقق
الإعادة من خلال الاعتراف الشعوري بالمحتوى الذي تم إسقاطه، أي بالإقرار
ب"القيمة الرمزية للشيء"
* وتكرار هذه الإسقاطات يقيني
يقينيّة أنها لا تُدرك طبيعتها الحقيقية. إن الأمر كذلك، ويكاد لا يدهش أن الساذج
يرى بدهيًا من البداية أنه حين يحلم بالسيد "س" فإن هذه الصورة الحلمية
متماثلة مع السيد "س" الحقيقي. وياله من افتراض يتوافق تمامًا مع الموقف
الشعوري العادي غير النقدي، الذي لا يميز بين الشيء بذاته والفكرة التي لدى المرء
عنه. ولكن لا نكران أن الصورة الحلمية، إذا نظرنا إليها نقديًا وجدنا انه ليست لها
إلا صلة خارجية ومحدودة بالشيء. إنها في الواقع شبكة عوامل نفسية سوّت نفسها –ولو
تحت تأثير بعض المثيرات الخارجية- ولهذا تتألف على الأكثر من عوامل ذاتية خاصة
بالذات وغالبًا ما تكون صلتها بالشيء الواقعي ضئيلة جدًا. ونحن نفهم الشخص الآخر
بالطريقة ذاتها كما نفهم أنفسنا – أو نسعى إلى فهمها. وما لا نفهمه في أنفسنا لا نفهمه
في الشخص الآخر كذلك. وهكذا هناك ما يكفي لضمان ان تكون صورته ذاتية على الأكثر.
وكما نعلم، حتى الصداقة الحميمة لا تضمن المعرفة الموضوعية.
* والآن إذا بدأ أحدهم، كما تبدأ
المدرسة الفرويدية، بفهم أن المحتوى الظاهر للحلم "غير حقيقي" أو
"رمزي" وفسر أنه على الرغم من أن الحلم يتحدث عن برج كنيسة فهو يعني في
الحقيقة العضو الذكري فإنه لا تبقى إلا خطوة واحدة للقول إن الحلم يتحدث غالبًا عن
الحالة الجنسية ولكنه لا يعنيها دائمًا، وكذلك أن الحلم يتحدث غالبًا عن الأب
ولكنه في الحقيقة يعني الحالم ذاته. وصورنا تشكل أذهاننا، وإذا أعادت أحلامنا
إنتاج بعض الأفكار فهذه الأفكار هي قبل كل شيء أفكارنا، التي يتناسج في بنيتها
كياننا كله. وهي عوامل خارجية، بل عن أشد التحفيزات صميمية في النفس. وعمل الحلم
بكامله ذاتي أساسًا، والحلم مسرح فيه الحالم هو ذاته المشهد، والممثل، والملقن، والمنتج،
والمؤلف، والجمهور، والناقد. وهذه الحقيقة البسيطة تشكل أساس تصورنا لمعنى الحلم
الذي دعوته التفسير على المستوى الذاتي. وهذا التفسير، كما يتضمن المصطلح، يفهم أن
كل الأشكال في الحلم هي ملامح مشخصة لشخصية الحالم.
* [...] كما أن صورة الشيء تتكون ذاتيًا من جهة، فهي
مشروطة موضوعيًا من جهة أخرى. فعندما أعيد إنتاجها في نفسي، فأنا أنتج شيئًا يتحدد
ذاتيًا بقدر ما يتحدد موضوعيًا. ولكي نقرر أي جانب يهيمن في أية حالة معلومة، فيجب
أولا إظهار هل يعاد إنتاج الصورة لأهميتها الذاتية أم الموضوعية. لذا لو حلمت بشخص
تربطني به مصلحة حيوية، فالتفسير على المستوى الموضوعي سيكون بالتأكيد أقرب إلى
الحقيقة من الآخر. ولكنني إذا حلمت بشخص ليس مهمًا عندي في الواقع، فإن التفسير
على المستوى الذاتي سيكون أقرب إلى الحقيقة. ومهما يكن فمن الممكن – وهذا هو متكرر
الحدوث في الممارسة- أن يربط الحالم هذا الشخص غير المهم مباشرة بشخص يربطه به
انفعال قوي أو عاطفة شديدة. فيما مضى كان من شأن المرء أن يقول: لقد دُفع الشخص
غير المهم إلى الأمام في الحلم قصدًا، لإخفاء إيلام الشخص الآخر. وفي تلك الحالة
سأسلك سبيل الطبيعة وأقول: في الحلم حل الشخص غير المهم الذي هو السيد
"س" بوضوح محل التذكر الإنفعالي الشديد، ومن ثم فالتفسير على المستوى
الذاتي سيكون أقرب للحقيقة. ولا يُنكر أن التبديل الذي حققه الحلم يشير إلى كبت التذكر المؤلم. ولكن إذا كان من الممكن دفع هذا التذكر جانبًا بسهولة شديدة فلا
يمكن أن يكون كل ذلك مهمًا. ويبدي التبديل أن هذه العاطفة الشخصية تُظهر أنها
فاقدة الشخصية. لذا أستطيع أن أترفع عنها ولا أعود إلى الحالة الشخصية، الانفعالية
مرة أخرى بالإقلال من قيمة إفقاد الشخصية الذي يحققه الحلم على أنه
"كبت". وأعتقد أنني أقوم بعمل أصح إذا نظرت إلى أن إحلال شخص غير مهم
محل الشخص المؤلم هو نزع للشخصية من العاطفة الشخصية السابقة. وفي هذه الحالة، فإن
العاطفة، أو ما يناظرها من جماع اللبيدو، قد أصبحت غير شخصية، متحررة من الارتباط
الشخصي بالموضوع، وأستطيع الآن أن أحيل النزاع الحقيقي السابق على المستوى الذاتي
وأحاول أن أفهم إلى أي حد هونزاع ذاتي حصرًا.
*** *** ***
بصرف
النظر عن الصعوبة محض الأخلاقية هناك عدد من العقبات الفكرية أيضًا. وكثيرًا ما
جرى الاعتراض بأن التفسير على المستوى الذاتي مشكلة فلسفية وتطبيق هذا المبدأ يطل
على رؤية للعالم ولذا فهو لا يبقى علميًا. ولا يدهشني أن يفضي علم النفس إلى
الفلسفة، لأن التفكير الكامن في أساس الفلسفة برغم كل شيء نشاط نفسي هو، بحد ذاته،
الدراسة المناسبة لعلم النفس. وأعتقد دائمًا أن علم النفس يحيط بكامل النفس ويتضمن
الفلسفة واللاهوت إلى جانب أشياء كثيرة. لأن ما تقوم عليه الفلسفات كلها والأديان
جميعها هو حقائق الروح البشرية، التي يمكن في نهاية الأمر أن تكون لها سلطة الحكم
بالصحيح وغير الصحيح.
* ولا يهم كثيرًا بالنسبة إلى علمنا
النفسي هل قاربت مشكلاتنا مجالًا أو آخر. فعلينا أن نتعامل أولا وقبل كل شيء مع
الضرورات العملية. وإذا صارت رؤية المريض للعالم مشكلة نفسية، فعلينا أن نعالجها
بغض النظر عن مسألة هل يتعلق بعلم النفس أم لا. وعلى نحو مماثل فإن المسائل
الدينية هي أولا مسائل سيكولوجية بمقدار ما يتعلق الأمر بنا. وإنه لعيب يؤسف له أن
يكون على علم النفس الطبي أن يبقى، على وجه العموم، بعيدًا عن هذه المشكلات، وهذا
ليس واضحًا في مجال أكثر مما هو واضح في معالجة الذهانات ذات المنشأ النفسي التي
لديها فرص للشفاء في أي مجال غير الطب الأكاديمي. وعلى الرغم من أنني طبيب، وعلى
مبدأ أن الكلب لا يلتهم الكلب، ولديَّ جميع الأسباب لعدم انتقاد مهنة الطب، فعليّ
أن أعترف أن الأطباء ليسوا على الدوام أفضل الحراس لفن الطبابة النفسية. وكثيرًا
ما وجدت أن علماء النفس الطبيين يحاولون أن يزاولوا فنهم بالطريقة الرتيبة التي
لقنتهم إياها الطبيعة الخاصة لدراساتهم. وتتوقف دراسة الطب من جهة على تخزين عدد
هائل من الحقائق في الذهن، تلك الحقائق التي يتم استظهارها غيبًا من دون معرفة
أسسها، ومن جهة أخرى على تعلم البراعات العملية، التي يجب اكتسابها على مبدأ
"لا تفكر، اعمل!" وبما أن الأمر كذلك، فإن رجل الطب له فرصة أقل من كل
أصحاب المهن في تنمية وظيفة التفكير. لذا لا عجب أن الأطباء المدربين سيكولوجيًا
يجدون أشد الصعوبة في متابعة تأملاتي، إذا تابعوها على الإطلاق. لقد عودوا أنفسهم
تفريق الوصفات والتطبيق الآلي للمناهج التي لم يستنبطوها بأنفسهم. هذا الميل هو
أقل ما يمكن تصوره صلاحًا لعلم النفس الطبي، لأنه يتمسك بأذيال نظريات وتقنيات
نقلية ومعيقة لنماء الفكر المستقل. وقد وجدت أنه حتى التمييزات الأولية، كالتمييز
بين المستوى الذاتي والمستوى الموضوعي، والأنا والذات، والعلامة والرمز، والسببية
والنهائية، وما إلى ذلك من التمييزات التي لها أقصى الأهمية في المعالجة العلمية،
ترهق قدراتهم الفكرية. وقد يفسر هذا ولاءهم العنيد للآراء التي فات أوانها وتحتاج
إلى التنقيح منذ أمد طويل. أما أن هذا ليس مجرد رأيي الذاتي فواضح من الاستبعادية
التعصبية والفئوية وأحادية الجانب في بعض الجماعات السيكولوجية. ويعلم كل امرء أن
هذا الموقف هو عرَض من أعراض الشك القائم على التعويض المفرط. ولكن في هذه الحال،
من يطبّق المعايير السيكولوجية على نفسه؟
* إن تفسير الأحلام بأنها تحقيق
رغبات، أو "تدابير" نهائية تساعد على المجاهدة من أجل السلطة، أضيق من أن ينصف الطبيعة
الأساسية للأحلام ويقصر عن ذلك. والحلم كأي عنصر في البنية النفسية، نتاج النفس
الكلية، ومن ثم قد نتوقع أن نجد في الأحلام كل شيء كان في أي زمان ذا أهمية في
حياة البشر. وكما أن الحياة الإنسانية لا تحد بهذه الغريزة الأساسية أو تلك، بل
تنشيء نفسها من عدد وافر من الغرائز والحاجات والرغبات، والشروط الجسدية والنفسية
وهلم جرا، فإن الحلم لا يمكن أن يفسَّر بهذا العنصر فيه أو ذلك، مهما بدا على هذا
التفسير من البساطة المشفوعة بالحيلة. ويمكن أن نتيقن أنه غير صحيح، لأنه لن تكون
نظرية بسيطة في الغريزة قادرة على الإحاطة بالنفس الإنسانية، التي هي ذلك الشيء
القوي والسري والغامض، ولا بممثلها من حيث النتيجة، وهو الحلم. وللقيام بأي أمر من
قبيل إنصاف الأحلام، نحتاج إلى عُدَّة تفسيرية منسلكة معًا بمجهود ومأخوذة من فروع
العلوم الإنسانية كلها.
* لقد اتهمني النقاد صراحة في بعض
الأحيان بالنزعة الفلسفية أو حتى "اللاهوتية" لظنهم أنني أريد أن أفسر
كل شيء "فلسفيًا" وأن آرائي الفلسفية "ميتافيزيقية" إلا أنني
أستخدم مادة فلسفية ودينية وتاريخية معينة بقصد إيضاح الحقائق السيكولوجية؛ فلو
استخدمت، مثلًا، مفهوم الله أو مفهومًا للطاقة يساويه ميتافيزيقية، فإنني أقوم
بذلك لأنهما صورتان وُجدتا في النفس البشرية منذ البداية. وأجد أن عليَّ أن أؤكد
مرارًا وتكرارًا أن النظام الأخلاقي لم ينزل إلى حضن الإنسان من الخارج، ولم تنزل
كذلك فكرة الله، أو أية ديانة، من السماء مباشرة، إن جاز التعبير، بل كان الإنسان
يحتوى على كل ذلك جينيًا في نفسه، ولذلك يستطيع أن ينتجه كله من نفسه. لهذا من
العبث الاعتقاد أننا لا نحتاج إلا إلى التنوير لتبديد الأشباح. إذ تنتمي الأفكار
عن النظام الأخلاقي وعن الله إلى الطبقة السفلية التي لا تزول من الروح. وذلكم هو
السبب في أنه لا بد لأي علم نفسي مخلص، لم تُعْشِ بصره تصورات التنوير الزاهية، من
أن يتفاهم مع هذه الحقائق، فلا يمكن التبرؤ منها وقتلها بتهكم. في الفيزياء نستطيع
أن نعمل من دون صورة الله ولكنها في علم النفس حقيقية محددة يجب أخذها في الاعتبار
كما يجب أن نحسب حسابًا ل "العاطفة" و"الغريزة"
و"الأم" وهلم جرا. ولأن الناس مشوبون دائمًا وأبدًا بالموضوع والإيماغو
فإنهم لا يستطيعون التمييز بين "الله" و"صورة الله"؛ ولذا
يظنون عندما يتحدث المرء عن "صورة الله" فإنما يتحدث عن الله مقدمًا
تفسيرات "لاهوتية". وليس لعلم النفس بوصفه علمًا، أن يطالب بتشخصيص
"صورة الله" ولكن الوقائع بما هي عليه، توجب عليه أن يحسب حسابًا لوجود
صورة الله. وعلى النحو ذاته هو يأخذ الغريزة في الاعتبار ولكنه لا يحسب نفسه
مقتدرًا على القول ما هي "الغريزة" حقًا. والعامل السيكولوجي المشار
إليه بهذا الخصوص واضح لكل شخص. تمامًا كما هو بعيد عن الوضوح ما هو ذلك العامل
ذاته. وواضح أن صورة الله تنسجم مع شبكة واضحة من الوقائع السيكولوجية، وعلى هذا
النحو؛ فالكمية هي التي يمكننا أن نتعامل معها؛ ولكن ما هو الله في ذاته يظل
سؤالًا خارج مقدرة علم النفس كله. وأنا آسف لاضطراري إلى تكرار حقائق أولية كهذه.
مقاطع من: مقال: الجوانب العامة في البنية الذهنية
مقاطع من: مقال: الجوانب العامة في البنية الذهنية
من كتاب: الأحلام
كارل جوستاف يونغ
ترجمة: محمود منقذ الهاشمي
دار الحوار، 2013
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء