عن التنوع
1
في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا على الدوام الأكثر تفوقا في الفيزياء بشكل عام، والفيزياء النووية بشكل خاص، ولكن سياسات ألمانيا النازية بقيادة هتلر ضد اليهود أدت إلى هروب العديد من العلماء الأكثر براعة في هذا المجال من ألمانيا؛ مما أدى ربما لسقوط المشروع النازي بأكمله فيما بعد عن طريق تحقيق أمريكا للسبق في صناعة القنبلة النووية مستفيدة في هذا الإطار بكل هدايا هتلر الثمينة التي أرسلها من علماء. بل كان لخطاب أينشتين لروزفلت الذي يحذره فيه من إمكانية وجود مشروع ألماني لتطوير القنبلة النووية أكبر الأثر في قيام مشروع مانهاتن لتطوير القنبلة النووية الأمريكية Manhattan Project.
ويمكن في هذا الإطار ذكر ما نقل عن هتلر من قوله " لو أن تسريح العلماء اليهود يعني إبادة العلم الألماني المعاصر، إذن فلابد أن نتأهب للبقاء دون علم لبضعة سنوات". المشروع الألماني بأكمله سقط نهائيا مخلفًا عارًا لا يمحى للتجربة النازية، وألمًا ودمارًا كبيرين لألمانيا ككل نتيجة للتعصب.
2
لطالما اعتمدت أمريكا في هذه الفترات من تاريخها على تشجيع استيراد الكفاءات والعقول الماهرة من كل أنحاء العالم، ولطالما حققت هذه السياسة لأمريكا فوائد غير منكورة، وسبقًا لدول العالم كلها في كثير من المجالات والتي من أهمها البحث العلمي، قائمة العلماء الأجانب أو العلماء الأمريكان الذين ولدوا بجنسيات غير أمريكية ستطول جدًا إذا حاولنا حصرها، ويمكن أن نضيف أيضًا قوائم مشابهة في المجالات المختلفة.
3
التناقض في فترة الحرب العالمية الثانية بين التوجهين الألماني والأمريكي حدد بشكل كبير أو على الأقل ساعد على حسم نتيجة حرب من أهم حروب التاريخ، ورسم طريقًا بعينه لتاريخ العالم بعد هذه الحرب. لذلك يجب ألا نتعامل مع أي شكل من أشكال التعصب باستخفاف أو بتهاون سواء كان تعصبًا دينيًا أو تعصبًا علمانيًا لأن التنوع دائمًا هو ضرورة وليس اختيارًا.
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء