المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف سيمون دو بوفوار

مقاطع من رواية "المثقفون" لسيمون دو بوفوار (3)

صورة
سيمون دي بوفوار   أجمل شلال رأيناه حتى الآن . قالت آن وهي تضحك : الأثير عندك هو ما تراه عيناك . قال دوبري : أسود وأبيض بكليته، وهنا يكمن جماله . بحثت عن ألوان أخرى ولم أجد أثرًا . وللمرة الأولى، أرى بأم عيني أن الأسود والأبيض متشابهان تمامًا . ثم قال لهنري : " عليك الخوض في الماء لبلوغ تلك الصخرة الضخمة هناك وسترى سواد البياض وبياض السواد ". قال هنري : أصدق ما تقوله . يمكن لنزهة على الرصيف أن تصير بالنسبة لدوبري مشروعًا يتطلب جرأة أكثر من استكشاف القطب الشمالي . وكان هنري وآن يضحكان معًا وفي أغلب الأحيان من تصرفات دوبروري . ذلك أنه لا يقيم أي فرق بين الإدراك والاستكشاف . ما من عين قبله تأملت شلالا . ما من إنسان قبله عرف الماء أو الأسود والأبيض . بالطبع لو تُرك هنري على سجيته، لما استطاع أن يلاحظ لعبة البخار والزبد بكل تفاصيلها، تحولاتها وتلاشياتها ودواماتها المنمنمة التي كان دوبروري يتفحصها وكأنه يريد أن يعرف مصير كل قطرة ماء . فكر هنري وهو ينظر إليه بحنان : " بإمكاننا فعلا أن نغضب منه لكن

مقاطع من رواية "المثقفون" لسيمون دو بوفوار (2)

صورة
سيمون دو بوفوار  Simone de Beauvoir Simone de Beauvoir Simone de Beauvoir كان يخال نفسه ذكوريًا  حين يملي على الآخرين نزواته . لكن الآخرين يطيعونه كمن يتجنب إثارة امرأة عصبية المزاج . كان يفترض به أن يرتاب في أمر هذه الطاعة أو ربما كان ارتاب بأمرها ... *** *** ***   على التمادي بدأت تزعجه حفلة الإطراءات هذه التي تظهر قشور الكتاب وتغفل لبه . انتهى الأمر بهنري إلى الاعتقاد أنه يدين بنجاحه إلى سوء فهم متكرر . ذلك أن لامبير اعتبر أن هنري أراد  عبر العمل الجماعي أن يمجد الفردية . وخلافًا له، اعتقد لاشوم أنه يدعو للتضحية بالفرد من أجل الجماعة . وأظهر الجميع الطابع التعليمي للرواية . ومع ذلك كانت كتابة هذه القصة في فترة انطلاق المقاومة مجرد صدفة . هدفه كان أن يصور بطلا في لحظة تاريخية محددة ويتطرق إلى العلاقة بين ماضيه والأزمة التي يجتازها . كذلك عني بأمور كثيرة لم يشر إليها أي من النقاد . هل كانت تلك غلطته أم غلطة القراء؟ أعجب الجمهور بكتاب مختلف تمامًا عن الرواية التي كان يعتقد هنري أنه وضعها في متناوله .  

مقاطع من رواية "المثقفون" لسيمون دو بوفوار (1)

صورة
غلاف الترجمة العربية للرواية لا شك أنني أفرطت في الشرب . لست أنا من خلق السماء والأرض . لا يطالبني أحد بشيء، ثم لماذا يكون الاهتمام بالآخرين شغلي الشاغل؟ يحسن بي أن أهتم بنفسي ولو قليلا . أسند خدي إلى الوسادة، أنا هنا، هذا أنا . أشعر بالسأم لأنني لا أجد ما أقوله عن نفسي، آه ... إذا سألني أحد من أنا أستطيع إبراز الملف المتعلق بشخصيتي . فلكي أبرع في مجال التحليل النفسي، عليَّ تحليل نفسي بالذات . وجدوا لديَّ بوضوح عقدة أوديب تعلل زواجي برجل يكبرني بعشرين سنة، وعدوانية جلية حيال أمي، وبعض الميول المثلية التي تخطيتها بالشكل الملائم . أدين لتربيتي الكاثوليكية بأنا مثالية طاغية للغاية : وهنا يكمن سبب طهرانيتي وضمور النرجسية لديَّ . أما التباس مشاعري حيال ابنتي فمصدره كراهيتي لأمي ولا مبالاتي بنفسي . قصتي من أكثر القصص كلاسيكية، ويسهل ضمن الأطر المعهودة . في نظر الكاثوليكيين، حالتي تافهة للغاية : توقفت عن الإيمان بالله عندما اكتشفت إغراءات الشهوة . وزاد زواجي بملحد في هلاكي . اجتماعيًا أنا وروبير من مثقفي اليسار . في وجهات النظر هذه شيء من الصحة . ها أنذا مصنفة إذا وقانعة بذلك

مقتبسات من كتاب الجنس الآخر لسيمون دي بوفوار

صورة
سيمون دي بوفوار Simone de Beauvoir (هذه مقتطفات من كتاب الجنس الآخر لسيمون دي بوفوار. )      إن الفئة المهيمنة تحاول أن تبقي المرأة في المكان الذي تخصصه لها وتستقي الحجج من الوضع الذي خلقته هذه الفئة نفسها، وهذا يذكرنا بقول (برناردشو) في الزنوج: "إن الأمريكي الأبيض يهبط بالزنجي إلى مستوى ماسح الأحذية، ليستنتج من ذلك أن الزنجي ليس صالحًا سوى لمسح الأحذية"    ***