مقاطع من رواية "المثقفون" لسيمون دو بوفوار (3)
سيمون دي بوفوار أجمل شلال رأيناه حتى الآن . قالت آن وهي تضحك : الأثير عندك هو ما تراه عيناك . قال دوبري : أسود وأبيض بكليته، وهنا يكمن جماله . بحثت عن ألوان أخرى ولم أجد أثرًا . وللمرة الأولى، أرى بأم عيني أن الأسود والأبيض متشابهان تمامًا . ثم قال لهنري : " عليك الخوض في الماء لبلوغ تلك الصخرة الضخمة هناك وسترى سواد البياض وبياض السواد ". قال هنري : أصدق ما تقوله . يمكن لنزهة على الرصيف أن تصير بالنسبة لدوبري مشروعًا يتطلب جرأة أكثر من استكشاف القطب الشمالي . وكان هنري وآن يضحكان معًا وفي أغلب الأحيان من تصرفات دوبروري . ذلك أنه لا يقيم أي فرق بين الإدراك والاستكشاف . ما من عين قبله تأملت شلالا . ما من إنسان قبله عرف الماء أو الأسود والأبيض . بالطبع لو تُرك هنري على سجيته، لما استطاع أن يلاحظ لعبة البخار والزبد بكل تفاصيلها، تحولاتها وتلاشياتها ودواماتها المنمنمة التي كان دوبروري يتفحصها وكأنه يريد أن يعرف مصير كل قطرة ماء . فكر هنري وهو ينظر إليه بحنان : " بإمكاننا فعلا أن نغضب منه لكن