|
|
المهم البني آدم مننا بيعيش وبيمشي في الدنيا دي، عشان بس يحس بحد أدنى من التحكم في مصيره، يعني سواء هدفك الفلوس أو النجاح أو غيره بتعمل كل دا عشان تحقق نمط حياة مستقر وروتين يوم تبقى متحكم فيه. بتحوش عشان الحوجة ما تتضطركش تهد حياتك أو تعيد بناها على نمط جديد مضطرب. بس ممكن بني آدم يكون تعب كل حياته عشان يرتاح، يصحى يلاقي دولة زي روسيا قررت تحتل المكان اللي هو عايش فيه، أو طرأ أي أمر سياسي محلي، دا غير الأحداث والكوارث المحلية أو الشخصية. فتحس بالهشاشة، انت كإنسان ممكن تصحى فجأة تلاقي بيت القش اللي بنيته وكنت متخيله مستقر وآمن بيتهد فوق راسك، وما فيش حاجة تقدر تعملها عشان ترجع الوضع المألوف. لما بيتكرر دا ما قدامكش لما تعجز عن تكييف العالم، إلا إنك تعيد تعريف نفسك وتصورك عن اللي حواليك، وتبتدي تقبل إن مافيش أمان، وإن التغيير هيحصل، وإن حتى تصوراتك وقيمك اللي كانت بتسهل لك تقبل العالم بتتهز. بتدرك إن الظلم موجود ومش هينهزم بالضرورة، بل وارد جدا يستمر ويتوغل، وما بيبقاش قدامك غير إنك تقبل هشاشتك، وتدرك إن صعب ما تبقاش كائن هش بالمعنى دا، وتقبل الظلم اللي ف الأشياء كجزء من واقعك، مش قبول الرضا والاستحسان بس قبول التسليم والاستسلام. حاسس دا مش ضد الاستمرار في محاولة تغيير العالم، وتعديله، بس ممكن يخليك بتعمل دا بعقلية ونفسية مختلفة. فؤاد حداد بيقول في مقطع قصيدة في ديوان أيام العجب والموت:
أقبل الظلم اللي ف الأشياء
والليالي بخدها المدهون
والحياة والناس وحتى في نفسي
وأقرا في الجرنان كلام تاني
وأنتقل في الماضي واستغرب
وأبكي على المستقبل الفاني
وأحمل الظلمة على عيني
وأنتبه من نومي وأسمع نعي
الزميل جودة سعيد الديب
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء