الكاكاب : برشاقة حجر يطير

 


ينطبق مبدأ مماثل مع الطيور التي فقدت عادة الطيران والأجهزة اللازمة له. الطيور ليست كلها تطير، إلا أن الطيور تحمل على الأقل أثارًا لجهاز الطيران. طيور النعام والأمو تجري بسرعة ولكنها لا تطير أبدًا، إلا أن لديها بقايا أجنحة كميراث من أسلافها البعيدة التي كانت تطير. وفوق ذلك فإن بقايا أجنحة النعامة لم تفقد فائدتها بالكامل. هذه البقايا وإن كانت أصغر حجمًا من أن يطير بها النعام، إلا أنه يبدو أن لها بعض دور التوازن وتوجيه الحركة أثناء الجري، كما أنها تشارك في عروض اجتماعية وجنسية. أجنحة الكيوي بالغة الصغر حتى أنه لا يمكن رؤيتها خارج دثار الطائر من الريش الدقيق، إلا أن هناك بقايا من آثار من عظام الجناح. طيور الموة (Moas) فقدت أجنحتها بالكامل.

[...]

الكاكاب (Kakapo)، ببغاء نيوزيلندا الذي لا يطير، من الواضح أن أسلافه عاشت في زمن بالغ الحداثة حتى أن الكاكاب لا يزال يحاول الطيران على الرغم من أنه ينقصه الجهاز اللازم لنجاحه في ذلك. وحسب كلمات الخالد دوجلاس آدمز في كتابه "آخر فرصة للرؤية":

 "إنه طائر سمين للغاية، الطائر البالغ منه له حجم جيد يزن ما يقرب من ستة إلى سبعة أرطال، وجناحاه صالحان بالكاد لأن يتهزهز إذا خطر له أنه على وشك أن يتعثر فوق شيء -أما الطيران  فأمر غير وارد مطلقًا. على أنه مما يؤسف له أنه يبدو أن الكاكاب لا يقتصر أمره على أنه قد نسي كيف يطير، وإنما هو قد نسي أيضَا أنه قد نسي كيف يطير. من الواضح أن الكاكاب عندما ينزعج بشدة فإنه يجري أحيانًا ليعلو شجرة ويثب منها، ليطير كقطعة طوب، ويحط متكومًا بلا رشاقة فوق الأرض".

 

مقطع من كتاب:
أعظم استعراض فوق الأرض: أدلة التطور
تأليف: تشارلز دوكنز
ترجمة وتقديم: مصطفى إبراهيم فهمي
ج2

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات

قصائد من الشعر الأفريقي المعاصر

عن الكتاب الأحمر لكارل جوستاف يونغ (مقتطفات)