مقتطفات من حلمي سالم
(المتصوِّف)
محترفُ حصارتٍ
لو مرّت سَنَةٌ من غير حصارٍ أرتابُ
وأسألُ: هل صِرتُ دجينًا لا يُقلقُ أحدًا؟
محترفُ حصارتٍ
من أيلولَ إلى تل الزعتر والفكهاني وطرابلس ورام الله،
جسدي جُهِّز لملاءمة الأقفاصِ
وروحي تنضحُ بتراجيديا السائرِ للحتفْ
أنا محترفُ حصارتٍ
لو مرّت سَنَةٌ من غير حصارٍ أرتابُ
وأسأل: هل صرتُ الراضي بالحسناتِ
القانع بالسقفْ؟
وثباتُ شفاهكمُ الغضة رمزُ الخلفْ
محترفُ حصارتٍ
لو مرّت سَنَةٌ من غير حصارٍ أرتابُ
وأسأل: هل ما عدتُ الواقفَ في حافةِ خطرٍ
وشفا جرفْ؟
دائرة الموتِ مجالي الحيوي ُّ
وعينُ الفوهةِ لديَّ هي الشطحُ الصوفيُّ
ولحظاتُ الكشف.
[ديوان الغرام المسلح -2005]
*** *** ***
(مقطع من قصيدة: المتنبي)
فهل كنتُ أجمِّل نفسي أم كنتُ أداهنُ سلطاني؟
أفرطتُ فقلتُ: الرشفةُ أحلى من توحيد الرب.
وقترتُ فقلتُ: أولئك نفرٌ يحتفلون بعيدِ الثورةِ،
وأؤلئكَ نفرٌ يحتفلون بعيدِ الأضحى،
فبأية حالٍ عاد العيدان؟
الحانةُ ملأى بمسراتٍ، وظباءٍ مغلولاتٍ، وظباءٍ حُرَّاتٍ،
مالي ليسَ يحركني ميسُ الغيدِ؟
وهل كان الخطأ تراجيديًّا إذ قلتُ لمصرَ:
نواطيرك نامت والثعلبُ صار طليقًا؟
وهنا بدنُ البشرية:
دانٍ وبعيدٌ ومحبٌّ وبغيضٌ
لكني سأظل الرجل العربيَّ
غريبُ محيا وغريبُ يدٍ وغريبُ لسانٍ.
تلك مفارقتي:
أسخرُ من عبدٍ منكودٍ مصحوبٍ بعصاه،
ومستوري أني أسخر من نفسي:
عبدًا كنت لأحلامي،
عبدًا كنتُ لشهوةِ مُلكٍ،
عبدًا كنتُ لترمسةٍ سوداء بصدري.
نحنُ سواءٌ في الموت:
هنالك رجلُ قتل بجملة أن الأرض مكوَّرة،
وأنا رجل قُتل بجملةِ أن الليل
وأن الخيل
وأن البيداء
وأن الرمحَ.
[ديوان الغرام المسلح -2005]
*** *** ***
(المعاهدة)
كان البحرُ مفاجأة، والكف على الكف مفاجأة، والسفر على جنح الليل مفاجأة، أما الموتُ: فكان معاهدة مسبقة بين القاتل والمقتول.
[عيد ميلاد سيدة النبع -2005]
*** *** ***
(يرثُونَ الأرض)
كان النهدُ مصادفةً، وحنينُ المرأة لرسوم الإصبع في الرملِ مصادفةً، ورداءة أدوات الطهي مصادفةً، والعتب على الأكراد وهم يرثون الأرض مصادفةً، لكن هديل العزلة كان القدرَ المقدورَ، وفرحَ المقرورينَ بمجدِ الصدفة، كان ضرورةَ جسدين.
[عيد ميلاد سيدة النبع -2005]
___________________
اقرأ أيضًا:
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء