لم تكن هنــــاك


(1)
عينٌ خالية من النوافذ تخلو إلى ذاتها وهي تبكي


(2)
رجلٌ خالٍ من الحكايات يملأ صحراواته بقصصهم، يسرق من وجوههم الأحداث ..كي يحيا
 رجلٌ بلا وجه، لا تتلون عيونه مع انفعالاتهم أو مع مشاعره، لكنه هناك دائمًا، يراهم كما لا يرون أنفسهم.
رجلُ مليءٌ بالحواديت يمر على صفحات وجوههم البيضاء كي يلونها بخياله.
رجلٌ يرى امرأة وحيدة، في خياله هي دومًا جميلة، مثيرة، لذلك ربما لا ينظر لها كثيرًا!
(3)
امرأةٌ وحيدةُ وقبيحة متربة، تجلس دائمًا في ركنها القصي تحتمي من البرد، تحـاول أن تختفي من المدينة في المدينة
امرأة غير موجودة، تجلس دائمًا هناك، لا يتخيلها أحد، لا يفكرون فيها حتى وهم يتكلمون عن القبيحين، المتمردين، المنبوذين، فهي هامش الهامش، الصفحة بعد الأخيرة من صفحاتهم .
(4)
شارع مزدحم بالمارة يمر به الجميع مسرعين سوى العشاق والمتعبين ومن لا يجدون من يرجعون إليه!
شارعٌ مزدحم خالٍ من الجميع إلا رجلا بلا وجه .. وامرأة لا تقف هناك! 



ارتجالتي في جلسة جماعة المغامير الارتجالية يوم 31 مارس 2011
أحمد الحضري

تعليقات

  1. يمكن قراءة قصيدة النوافذ لبودلير التي كانت باعث الارتجال هذه المرة وقصائد أخرى له على هذا الرابط:
    http://www.elaph.com/ElaphFiles/2004/9/12697.htm

    ردحذف
  2. أحيانا يا أحمد ما تكون الحياة على الهامش رفاهية وخمول أما الوقوف بالقرب من منتصف الصورة فهو المواجهة والكفاح والحالين هما إختياران يوفق البعض فيهما والبعض يتعب مع إختياره . . أشكرك على الشعر الجميل وتقبل تحياتي . . .

    ردحذف
  3. شكرا عبد العاطي .. سعيد بمرورك وسعيد أنه أعجبك

    ردحذف

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

ألبرت أينشتاين وميليفا ماريتش: قصة حب (اقتباس)

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات