بهجة الشعر (اقتباس)
بقلم: ديلان توماس
وجربت يدي الغرة، كل شكل شعري تقريبًا، فكيف يمكنني أن أتعلم سر الصنعة إذا لم أحاول أن أقوم بالعمل بنفسي! تعلمت أن الأساليب الرديئة تأتي بسهولة، أما أسرار الصنعة الجيدة التي تساعدك في قول ما تظن أنك ترغب في قوله بأكثر الطرق المؤثرة ذات المعنى، فما زلت أتعلمها –في صحبة جادة عليك بتسمية هذه الوسائل بأسماء مختلفة: حيل تكتيكية مثلا، أو تجارب في فن نظم الشعر ... إلخ.
*** *** ***
أنا أستخدم كل شيء لأجعل قصائدي تعمل وتسير في الاتجاه الذي أريده لها، وسائل قديمة أو جديدة، تورية، كلمات منحوتة أو مركبة، تناقض ظاهري، إشارات تلميحية، جناس، استعمال الألفاظ استعمالا خاطئًا، العامية، التناغم السجعي، القوافي اللينة، التناغم المطلق المفاجئ، كل حيلة أو وسيلة موجودة في اللغة يمكنك أن تستخدمها إذا أردت، على الشعراء أن يمتعوا أنفسهم أحيانًا، تحريف ولف الكلمات، واختراع ونحت كلمات جديدة .. كلها أجزاء من عملية الفرح التي هي جزء من العمل المؤلم الإرادي.
*** *** ***
أما سؤالك الخامس الذي يقول -وليساعدني الله- ما هو تعريفي للشعر!
أنا شخصيًا لا أقرأ الشعر لأي هدف سوى المتعة. أقرأ القصائد التي أحبها، وهذا يعني بالطبع، أنه يجب أن أقرأ الكثير من القصائد التي لا أحبها لأجد القصائد التي أحبها، وعندما أجدها أقول: ها هي .. وأقرأها لنفسي من أجل المتعة.
اقرأ القصائد التي تحب قراءتها، لا تهتم إذا كانت قصائد مهمة أو خالدة أو ما إلى ذلك ., ما هو الشعر في النهاية؟
إذا أردت تعريفًا للشعر فقل: "الشعر هو ما يجعلني أضحك، أبكي، أتثاءب، يجعل أظافر قدميَّ تتلألأ -يجعلني أرغب في عمل هذا أو ذاك أو لا شيء" ودع التعريف يسير بهذا الشكل.
كل ما يهم في الشعر هو المتعة التي تحسها بقراءته مهما كان مأساويًا، كل ما يهم هو تلك الحركة الخالدة المنبعثة منه، التيار التحتي الشاسع للحزن والحماقة والتفاخر والعظمة والجهل الإنساني .. مهما كانت قيمة القصيدة متواضعة.
يمكنك أن تمزق القصيدة أجزاء لترى -فنيًا- سر حيويتها، وتقول لنفسك حين تلقي الكلمات أمامك- حروف العلة، الحروف الساكنة، التتابع الموسيقي، السجع- نعم، هذا هو الذي جعل القصيدة تحركني، إنها الصياغة الماهرة، ولكنك عدت من حيث بدأت، عدت باللغز ... إنك تحركت بالكلمات، والصنعة الماهرة تترك دائمًا فجوات وثغرات أثناء صياغة القصيدة تسمح لشيء ما ليس فيها كي يزحف ويحبو ويومض ويرعد داخلها.
بهجة الشعر ووظيفته كانت وما تزال الاحتفال بالإنسان الذي هو أيضًا الاحتفال بالله.
مقطع من مقال:ملاحظات حول فن الشعر، لديلان توماس
عن كتاب: عن جنون إزرا باوند وآخرين/ مجموعة من الكتاب
ترجمة: أحمد عمر شاهين
سندباد للنشر والتوزيع، 2001
بهجة الشعر ووظيفته كانت وما تزال الاحتفال بالإنسان الذي هو أيضًا الاحتفال بالله.
مقطع من مقال:ملاحظات حول فن الشعر، لديلان توماس
عن كتاب: عن جنون إزرا باوند وآخرين/ مجموعة من الكتاب
ترجمة: أحمد عمر شاهين
سندباد للنشر والتوزيع، 2001
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء