قفص الحريم (مقتطفات)

غلاف الطبعة الإنجليزية


وهناك تعبيير آخر هو "إن شاء الله" ولكنه أصبح يختلف عن معناه الحرفي. وبسبب الاستعمال المتكرر للكلمة أصبح الكثير من الناس لا يستخدمونها بالمعنى الإيجابي لها. وهناك مثال يوضح الارتباط بينه وبين الوقت عند المصريين، فذات مرة طلبت من سائق التاكسي أن ينتظرني حتى أنتهي من إجراء تعامل بنكي، فرد أنه سيعود إلى بعد عشر دقائق إن شاء الله، ولكن كانت هذه طريقة مهذبة ليقول إنه لن يعود. عند التخطيط لعقد اجتماع في العالم العربي فإن غير العرب لا يهتمون بموقف العرب من الوقت. يتساءل بعض منا نحن الغربيين في إحباط إن كان الاجتماع سيبدأ في الموعد المحدد، وتكون الإجابة نعم إن شاء الله، ولكن قد يعني ذلك أنه لن يبدأ في الموعد المحدد، وعندما يستخدم محفوظ هذه التعبيرات في رواياته فإننا نفهم المعنى المقصود في تلك الثقافة بدلا من المعنى الحرفي.

*** *** ***

ويثير اقتباس مكلوري من جلوريا شتاينم محنة الزوج المعتدي على زوجته: "تتطلب الذكورة العنف أو التهديد غير الواعي بالعنف للمحافظة على نفسها … ويكون أخطر موقف بالنسبة للمرأة ليس رجلا غريبًا لا تعرفه يسير في الشارع أو حتى العدو في وقت الحرب ولكن الزوج أوالحبيب حيث تكون المرأة بمفردها معه"

ترى مكلوري "أن العنف العائلي بالنسبة للمرأة يؤكد الخوف الذي يقترب من البارانويا، الخوف من أنها ليست آمنة في أي مكان ومن جانب أي شخص" غالبا ما يكون الموقف في هذه الحالة هو تهديد الرجل المهيمن للمرأة فتخضع المرأة له وترفض تدخل الأطراف الخارجية في محاولة لإخفاء الاعتداء عليها. في الولايات المتحدة، العنف العائلي جريمة، وتذكرنا مكلروي أن "لكل امرأة الحق المطلق في ألا تتعرض للضرب" ولكن المجتمع يقلل من أهمية الشجار الذي يحدث بين الرجل وزوجته.

من كتاب:
نجيب محفوظ: قفص الحريم
باميلا ألجريتو دييوليو
ترجمة: محمد الجندي
مراجعة محمد عنان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

فن الكم = Quantum art

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات