إنها تأسر عقلك (2)



Bill Brandt: Northumbrian Miner at His Evening Meal, 1937



عرض: Cass R. Sunstein
ترجمة: أحمد ع. الحضري
اقرأ أولا: إنها تأسر عقلك


 (بقية عرض كتاب: “الندرة: لماذا يعني كثيرًا جدًا امتلاك القليل جدًا" ( Scarcity: Why Having Too Little Means So Much ) )


     في إحدى التجارب، طلبوا من مجموعة من الأشخاص أن يتخيلوا أن سيارتهم كانت في حاجة إلى أن يتم إصلاحها، وأن عملية الإصلاح ستتكلف 300 دولار، وأنهم كان عليهم الاختيار بين إصلاحها في الحال أو الانتظار (على أمل أن السيارة قد تعمل لوقت أطول). ثم سأل المؤلفان: كيف ستجري مثل هذا الاختيار؟ هل سيكون قرارًا سهلا أو صعبًا في اتخاذه؟ بعد تلقي إجابات الأشخاص، سألهم المؤلفان سلسلة من الأسئلة من النوع الذي يظهر في اختبارات الذكاء التقليدية. لم يظهر أي فرق في الذكاء بين ميسوري الحال والفقراء. 
  
     في إصدارة ثانية من التجربة، طرح المؤلفان نفس المشكلة، لكن مع اختلاف وحيد: تكلفة الإصلاح كانت 3000 دولار بدلا من 300. هنا تبرز النتيجة الجديرة بالملاحظة: بعد مواجهة النسخة الثانية من المشكلة، أدى الفقراء بشكل أسوأ من ميسوري الحال بدرجة ملحوظة في نفس اختبار الذكاء. ما سبب هذا الفارق؟ الإجابة لا تكمن في كون المشكلة أكثر صعوبة من وجهة نظر حسابية. حين طرح المؤلفان مشاكل لا علاقة لها بالنقود [بديلا عن مشكلة إصلاح السيارة]، لم يسفر استخدام أرقام صغيرة وكبيرة عن وجود اختلاف بين الفقراء والأغنياء. ولم يحدث الفارق أيضًا نتيجة لنقص في التحفيز. حين قدم المؤلفان نقودًا للأشخاص ذوي الإجابات الصحيحة (وقد منح هذا الفقراء حافزًا قويًا بشكل خاص للأداء بشكل جيد) استمرت ال 3000 دولار في خلق فارق كبير بين الفقراء وميسوري الحال في أسئلة الذكاء العام. 
  
     عزا مالينيثور وشافير النتائح إلى حقيقة أنه بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون الكثير من المال، كان هناك تحدٍ حقيقيٌ في إيجاد طريقة يحصلون بها على مبلغ ال3000 دولار. ولمواجهة هذا التحدي، كان عليهم أن يفكروا بعمق، وهو ما يستنزفهم، ويجعل من الأصعب الأداء بشكل جيد في مهمة لاحقة. بعد استزاف الأشخاص بهذه الطريقة، يؤدون بشكل أسوأ في اختبارات الذكاء. (تذكر طلاب الصف السادس الذين تعلموا أقل بسبب الضوضاء الموجودة في الخلفية، والمشاركين المهوسين بالطعام في دراسة جامعة مانيسوتا؛ يمكننا أن نراهن أنهم لم يكونوا ليبلوا بشكل جيد في اختبارات الذكاء). وصل مالينيثور وشافير لنفس النتائج العامة مع مزارعي قصب السكر في الهند، حين وجدوا أنهم يؤدون بشكل أسوأ بكثير في اختبارات الذكاء قبل الحصاد، حين يكون لديهم القليل من النقود، ومنشغلون مسبقًا بكيفية تغطية نفقاتهم، منهم بعد الحصاد، حين تكون النقود وفيرة. وياللدهشة، كان أثر وفرة النقود معادلا لتسع أو عشر درجات زائدة في اختبارات الذكاء.
    
     يقلل استنزاف الباندويدث (سعة النطاق) قدرة الأفراد على التحكم في الذات. بعد أن يطلب منهم أن يحاولوا تذكر رقم مكون من ثماني خانات سيكون هناك احتمال أكبر أن يكون الأشخاص أكثر فظاظة في المواقف الاجتماعية الصعبة. الدرس العام هو أنه حين يكون اهتمام الأفراد غارق في أمور أخرى، سيكون هناك احتمال أكبر لاستسلامهم لانفعلاتهم. واضعين هذا الدرس في الاعتبار، يصر مالينيثور وشافير أن بعض الخصائص التي نرجعها إلى الشخصية الفردية (نقص التحفيز، عدم القدرة على التركيز) قد تكون في الحقيقة مشكلة سعة محدودة للباندويدث. المشكلة هي الندرة، لا الشخص. يشبه هذا حاسبًا آليًا يعمل ببطء نتيجة وجود عدد كبير من البرامج التي تدور في الخلفية. لا توجد مشكلة في الحاسب، أنت فقط بحاجة لإغلاق البرامج الأخرى.
  
     في هذا الضوء، من المفترض أن يكون من السهل أن نرى لماذا يعتقد مالينيثور وشافير أن الندرة تميل إلى انتاج مزيد من الندرة. على سبيل المثال، معظمنا عرضة ل "زيف التخطيط"(the planning fallacy)، والذي يعني أننا نكون متفائلين بشكل غير واقعي فيما يخص الوقت الذي سيستغرقه إكمال مشروع. لكن الأشخاض المشغولين معرضون له بشكل خاص، حيث أنهم يعتنون بمشاريعهم السابقة والحالية، ولهذا فهم "مشتتين ومضغوطين بشكل أكبر – طريق يؤدي إلى إساءة التخطيط بشكل مؤكد". من غير المحتمل أن يستغرق الفقراء الوقت الكافي لفهم التفاصيل الدقيقة المدونة في استمارات الرهن العقاري منخفضة التكلفة، حتى لو احتوت معلومات يحتاجون لفهمها. هم أيضًا أكثر عرضة للجوء إلى القروض محددة المدة، ذات التكاليف العالية، والتي يمكن أن تخلق نوعًا من الفخاخ يضطر فيه الأفراد إلى اللجوء إلى أخذ قروض محددة المدة لتسديد قروض محددة المدة. المشكلة الأساسية تتمثل في أنه عندما يكون الناس في "نفق" يركزون على مشكلتهم الحالية؛ "معرفة أنك ستكون جائعًا في الشهر القادم لا تسترعي انتباهك بنفس القدر الذي ينتج عن كونك جائعًا اليوم.” نتيجة سلوكية للندرة تتمثل في العيش "ع الحركرك" وهو ما يمنع التخطيط طويل المدى.
  
     هؤلاء الذين يعيشون في وفرة لديهم بشكل ما وسادة أمان، تسمح لهم بتجنب الاستنزاف. لو ووجه الأثرياء بصدمة اقتصادية كبيرة مجبرة إياهم على إنفاق مبلغ كبير من المال على أمور طارئة، فإن حيواتهم لا تنقلب رأسًا على عقب. فيما يتعلق بالنقود نفسها، فإن هذه النقطة بديهية، لكن مالينيثور وشافير يريدان لفت الانتباه إلى الأمور النفسية، والسلوكية. حين تحدث مفاجآت سيئة، هؤلاء الذين يعيشون في أحوال الوفرة (فيما يتصل بالمال أو الوقت) لا يحتاجون إلى تكريس قدر كبير من الطاقة الذهنية فيها.
   
     بما أننا عاجزون عن خلق حالة وفرة واسعة الانتشار ، هل يمكن فعل شيء ما لتقليل الآثار الضارة للندرة؟ يعتمد مالينيثور وشافير في تأسيس إجابة هذا السؤال على قصة لافتة. خلال الحرب العالمية الثانية، ووجه جيش الولايات المتحدة بسلسلة من حوادث التحطم الناتجة عن وجود عجلات الطائرة مرفوعة، حدثت حين قام الطيارون – وقت الهبوط – بسحب العجلات بدلا من القلابات (flaps). ملابسات هذه التحطمات كانت لغزًا. هل عانى الطيارون من نقص في التدريب، أم لامبالاه أم تعب؟ اتضح أن المشكلة كانت محصورة في طياري قاذفات القنابل من طراز: B-17، وB-25. في هاتين الطائرتين تحديدًا، كانت أداة التحكم في العجلات، وأداة التحكم في القلابات متماثلتين تقريبًا، ومتجاورتين. أخطاء الطيارين تبين أنها في الحقيقة أخطاء في تصميم مقصورة الطيار.تعديل بسيط في الأداتين كان كافيًا لإزالة المشكلة.
   
     يعتقد مالينيثور وشافير أن كثير من المشكلات تتفاقم من أمور تشبه أخطاء تصميم قمرة الطيار. وهما يريدان من المؤسسات والأفراد أن يجعلوا من البيئة الاجتماعية بيئة "واقية من الندرة". لفهم منظورهما من المفيد تأمل كلمات الاقتصادي إيستر دوفلو (Esther Duflo)، واحد من الخبراء الرواد المتخصصين في مسألة الفقر:
  
     نميل إلى أن نصبح متعالين على الفقراء بطريقة محددة للغاية، وهي أننا نميل إلى أن نفكر، "لماذا لا يتحملون المزيد من المسؤولية تجاه حيواتهم؟ وما ننساه هو أنك كلما صرتَ أغنى كلما قل حجم المسؤولية الذي تحتاج لتحمله فيما يخص حياتك الخاصة لأن كل شيء يتم الاعتناء به من أجلك. وكلما صرت أفقر كلما اضطررت إلى أن تكون مسؤولا عن كل شيء يخص حياتك .... توقف عن لوم الناس على كونهم لا يتحملون المسؤولية وابدأ في التفكير بدلا من ذلك في طرق لإمداد الفقير بالرفاهية التي نتمتع بها جميعًا، وهي أن الكثير من القرارات يتم اتخاذها من أجلنا. لو أننا لا نعمل شيئًا، إذن فنحن على المسار الصحيح. بالنسبة لمعظم الفقراء، لو أنهم لا يعملون شيئًا، إذن هم على المسار الخاطئ. *
   
     يحاول مالينيثور وشافير تحديد طرق لمساعدة الناس على الوصول إلى المسار الصحيح في حال أنهم لم يفعلوا شيئًا، أو على الأقل تقليل الضرر. واحدة من الإمكانيات أن نحعل حدوث بعض الأمور تلقائيًا، ومن ثم لا يضطر الأشخاص إلى التفكير فيها على الإطلاق. على سبيل المثال، عدد من العاملين مشغولين، ولا يأخذون الوقت من أجل الاشتراك في برامج المعاشات التقاعدية. في الولايات المتحدة، تبنى عدد من أرباب العمل مؤخرًا خطط الإدراج التلقائي، يشتركون للعاملين بأنفسهم (مع السماح لهم بالانسحاب). هناك دليل على أنه فيما يخص تحقيق زيادة في المدخرات، يمكن للإدراج التلقائي أن يكون له أثرٌ أكبر من وجود حوافز ضريبية كبيرة. فيما يتعلق بالتأمين الصحي، يلزم "أوباما كير " [مشروع قانون قدمه أوباما خاص بالتأمين الصحي] أرباب العمل الكبار (أولئك الذين لديهم أكثر من مائتي موظف) بإدراج الموظفين بشكل تلقائي. وفيما يخص التخطيط الاقتصادي بشكل عام يلح مالينيثور وشافير على أن الأفراد سوف يستفيدون بشكل كبير من خطوات صغيرة تجعل بعض المبادرات غير ضرورية (كالسداد التلقائي للفواتير على سبيل المثال).
  
     توجه آخر يتضمن رسائل تذكير بسيطة. يفشل كثير من الأشخاص في دفع الفواتير في الموعد (وهذا يفضي إلى دفع رسوم تأخير). آخرون ينسون حجز موعد مع الطبيب أو طبيب الأسنان (وهو ما يهدد بمشاكل صحية خطيرة). ويظل آخرون غير منتبهين حين تنتهي رخصة القيادة الخاصة بهم (وهو ما يحعلهم عرضة لعقوبات جنائية). تشير الدلائل إلى أنه في حال إرسال رسائل تذكيريه للأشخاص، عن طريق رسائل نصية ربما، سيتم تقليل مثل هذه المشاكل بشكل ملحوظ. في نفس السياق، قد يؤدي تقليل أعباء المعاملات الورقية، إلى زيادة جوهرية في المشاركة في البرامج الخاصة والعامة، بما فيها تلك البرامج المصممة لإعطاء الناس مساعدات مالية لمصاريف الكلية، ولتشجيع التدريب المهني. يعتقد مالينيثور وشافير أنهم لو ركزوا على العواقب النفسية المدمرة للندرة، سيكون الأفراد والمؤسسات قادرون على تحديد مجموعة من الإصلاحات الواعدة.
 
     في إطار الإمداد بعلاج موحد لهذه العواقب، قدم مالينيثور وشافير مساهمة مهمة، وجديدة، وخلاقة للغاية، لكن هناك سؤال حاضر حول ما إذا كان موضوعهما الحقيقي هو الضغط العصبي (stress) وليس الندرة. يمكننا أن نفكر أن الضغط العصبي هو النتيجة النفسية الأكثر أهمية للندرة،وهو يبرر كثير إن لم يكن كل نتائجهما. النقطة التي يشيران لها قد تكون سليمة، لكن الضغط العصبي قد يحدث بغياب الندرة، والندرة قد تشغل عقل الناس حتى لو لم يكونوا مضغوطين عصبيًا بشكل خاص. قد تشعر بالضغط العصبي لأن الناس يعاملونك بشكل سيء في العمل، وحتى لو كنت سعيدًا وخاليًا من الضغط العصبي، قد تهمل بعض الأمور المهمة بما أنك تركز وتعمل باقتناع في "نفقك" الخاص. (بعض الرياضيين المحترفين لا يشعرون بالكثير من الضغط العصبي خلال المواقف العصيبة، لكنهم بالتأكيد مهتمين بالمهمة التي بين أيديهم) ربما كان سيصير مفيدًا لمالينيثور وشافير تقديم نقاش مفصل لأثر الضغط العصبي في حد ذاته، والعلاقة بين هذه الأثار والنتائج التي وصلوا لها، لكنهما مصيبين في أن يقولا أن موضوعهما هو موضوع مختلف.
  
     مالينيثور وشافير مهمومين بتلك الأشكال من الندرة التي تنتج مثل هذا التركيز المكثف (وفي الحالات المتطرفة الهوس) الذي يجعل من الصعب أو حتى من المستحيل الاهتمام بالأمور الأخرى. وفقًا لتقديرهما، تقود الندرة إلى نوع من الحالات النفسية، التي لها عواقب سلوكية. هناك الكثير من الصحة في هذا التقدير، لكني أعتقد أن [طرحهما] قد يستفيد من المزيد من الصقل. الندرة في - حد ذاتها – ليست ضرورية لحدوث هذه الحالات النفسية، وفي بعض الحالات، هي ليست كافية لحدوثها.
 
     عقولنا تكون عادة مشغولة بمشاكل لا تُرى عادة كمشاكل ندرة. ربما يمكننا أن نقول أنه لو كان جون يحاول بشكل يائس أن يحصل على وقت وانتباه محبوبته جين، أن جون هو "مفتقر لجين". ربما يمكننا أن نقول عن أحدٍ ما يناضل ضد السرطان، ويمكنه أن يفكر في قليل من الأمور عدا ذلك، أن لديه "فقر صحة" . لكن ربما لا يكون من المفيد للغاية أن نطبق مصطلح "الندرة" على طيار يناضل ضد كبينة طيار سيئة الهندسة، أو على أم تشعر بالضيق نتيجة لأن ابنها يرسب في المدرسة، أو على روائية منغمسة بالكامل في مهمة إكمال كتابها، أوعلى ناشط سياسي لا يستطيع أن يتوقف في التفكير في مأساه مريعة حدثت في جزء من أجزاء العالم. يمكن للعقول أن تكون منشغلة مع عدم وجود الندرة.
 
     هل الندرة كافية لانتاج حالة "السقوط في النفق"؟ في حالات اليأس الحقيقي، كالعطش والجوع في حالاتهما القصوى، من المؤكد تقريبًا أنها كذلك. لكن بعض أشكال الندرة ليس لها هذا التأثير. العواقب النفسية التي تهم مالينيثور وشافير لا تحدث بالضروة لمجرد أن الناس فقراء أو مشغولين أو لأن لديهم أصدقاء قليلين. فما لم يكونوا عند الحد الأقصى للكفاف، الناس الذين لا يملكون نقودًا قادرون على التفكير في نطاق واسع من الأمور؛ عقولهم تحتاج ألا تكون مشغولة بحالتهم الاقتصادية. بالمثل أيضًا، الأشخاص الوحيدون، أو الذين يملكون أصدقاءً قليلين، ليس من الضروري أن يكونوا مشغولي البال بهذه الحقيقة. بعض الأشخاص يؤدون بشكل جيد منفردين. الربط بين الندرة – كواقع - و حالة "السقوط في النفق" يتنوع بتنوع الناس والمواقف.
  
      ومع ذلك فمالينيثور وشافير على حق في قولهما أنه في العديد من أشكالها، تميل الندرة إلى أن تؤدي إلى سلسلة من العواقب النفسية المؤسفة، وهذه العواقب لا يمكنها أن تعطل فقط أداء الأشخاص، لكنها تفسد أيضًا جودة حياتهم ذاتها. هما أيضًا على صواب في قولهما أن بعضًا من أكثر الآثار ضررًا للندرة يمكن أن يتم تقليصها بإصلاحات تبسط المهام وتستفيد بشكل أكبر من حلول الأداء التلقائي [لبعض المهام]. في العاصمة واشنطن يفكر صناع القرار كثيرًا في حدود سعة النطاق "الباندويدث" حين يقررون ما إذا كانوا سيستلمون مشروعًا جديدًا أم لا. ليس كثيرًا للغاية أن نطلب منهم أن يقوموا بنفس الشيء حين يقررون نوعية المشاريع التي سيفرضونها على بقيتنا.
_____

* Susan Parker, “Esther Duflo Explains Why She Believes Randomized Controlled Trials Are So Vital,” Center for Effective Philanthropy Blog, June 23, 2011. 

تعليقات

  1. أكثر من رائع، ثروة فكرية عظيمة
    اسامة غريب

    ردحذف
    الردود
    1. شكراا أستاذ أسامة على المرور والتعليق .. ومبسوط برأيك فعلا

      حذف

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوافذ

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات