برد

loneliness  by  Lanre Buraimoh مال إلى الانفراد، إذا رأي اثنين يتحدثان نأى، إذا أفسح الخطى وأوشك على الاقتراب من أحدهم يتجاوزه بسرعة فكأنه يلحق بالوحدة.! (مقتطف من:  هاتف المغيب ل جمال الغيطاني)

رواية: شطح المدينة الروائي: جمال الغيطاني اعتمدتُ على طبعة الهيئة العامة للكتاب للأعمال الكاملة، ج 6 (1996) وللرواية طبعات أحدث صادرة عن دار الشروق المصرية بقلم أحمد ع. الحضري      في فصولها الأولى تبدأ الرواية كرصد لرحلة عادية بعين مسافر يزور مدينة لأول مرة لحضور مؤتمر؛ فتصف بعين السائح المدينة ومبانيها، وتعطي نبذًا عن تاريخها، وعمارتها، وتتتبع الجامعة بتقاليدها، وطقوسها، وأزيائها، وأساتذتها. وهو وصفٌ بارعٌ ممتعٌ يهتم بتفاصيل الصورة، فيصف حتى الغرف والنقوش، مما يخلق مشهدًا بصريًا جاذبًا على طول الرواية، يتخلله وصفٌ للتاريخ الحي لهذه الأماكن: حقائق، خرافات، أشخاص، تواريخ، أسئلة...

 (مقطع مقتبس من كتاب التجليات لجمال الغيطاني) "اعلموا أن الأصل في الأشياء التفرقة، لا أذاقكم الله ربي مرارة الفرقة، يحن الإنسان إلى بلد أو مكان خلاف ما عرف وألف، ويبذل الجهد والنفس الوعر الأشق ظنًا منه أن سيلقى الراحة التي يفتقد، ويحقق الأمل الذي عجز عن الوصول إليه، ويبلغ المأرب الذي سعى دومًا إليه، حتى إذا سافر أو هاجر أو انتقل وأصبح البعيد قريبًا، والقريبُ بعيدًا حن إلى الوطن الأول والموضع الأصلي، ورأى فيه ما لم يره أثناء كونه حاضرًا معاشًا، عندئذٍ يحن ويهفو ويتذكر فيأسو، وربما ضاق الإنسان بزمن معين حتى إذا ولى وصار ماضيًا مفتقدًا حن إليه، فالحنين لا يكون إلا لماضٍ أدبر، وقد قاسيت هذا كله، حتى أنني أهفو أحيانًا إلى لحظات من زمن سجني وتقييد حريتي، وأستعيدها فأبتسم وأنا في جمع وصحبة"