سيرة علي الزيبق المصري .. 1

غلاف الجزء الثاني من السيرة


بقلم: أحمد ع. الحضري

منذ طفولته كانت المكيدة هي لعبته الأثيرة، لم يصبر على التعلم على يد شيخ الكتاب لأن عقله وتكوينه كانا في مكانٍ آخر، ولأن العصر على ما يبدو "هو" عصر المكيدة والخداع والأخذ بالذراع صار أنموذجًا للبطل الذي يملك مقومات الشجاعة والقوة والمكر والخداع معًا.
    
تبدأ السيرة بمكائده على شيخه، لتنتقل إلى مكائده على صلاح الكلبي، إلى أن أخذ منه مقدمية الدرك، ثم حكاياته المتنوعة والممتعة مع دليلة المحتالة، وما تخللها من رحلات ومغامرات إلى الشام وبغداد وبلاد الروم. 

كاتب/ كتاب سيرة الزيبق بارعون في شد الانتباه والانتقال الممتع من مغامرة إلى مغامرة، الحبكة هي البطل، وليس اللغة لأن اللغة معتادة لا لعب فيها، لغة فصحى بسيطة تقترب وتتمازج بالعامية، متحررة في أغلب الأحيان من السجع بمعنى عدم انقيادها له كشكل لزخرفة الكلام دون أن يعني ذلك خلوها التام من السجع؛ فهو موجود بطبيعة الحال لكنه سجع سلس غير مفتعل ولا مبالغ به ويمكن أحيانا ألا تنتبه له في قراءة صامتة.

في المقدمة الثرية والممتعة للدكتور محمد رجب النجار - رحمه الله - الذي حقق النسخة التي أتحدث عنها فاجأني شخصيًا أن كثير من شخصيات السيرة الرئيسة هي شخصيات حقيقية عاشت في عصور مختلفة أخذها الوعي الشعبي من عصورها ليجمعها في سيرة واحدة وسياق واحد؛ فدليلة المحتالة مثلا - البطل الضد الرئيس في هذه السيرة- هي شخصية حقيقية؛ وكما يقول المحقق فقد: "أورد المسعودي أخبارها ضمن أشهر المحتالين والمكارين من اللصوص، وسماها دالة المحتالة وذلك في حوادث 282 ه أيام الخليفة المقتصد". أما علي الزيبق "فقد ذكر ابن الأثير في كامله، في حوادث سنة 444هـ، 1052م أن الزيبق تمكن بمساعدة شاطر آخر يدعى ابن الطقطقي من قيادة (ثورة) الشطار والعيارين، والاستيلاء على السلطة في بغداد نفسها وقام بجباية أسواقها لصالح العامة (الكامل في التاريخ )". ثم يأتي أحمد الدنف أستاذ علي الزيبق وأستاذ الشطار وكبيرهم في السيرة، والذي تحدث ابن إياس في بدائع الزهور عن مقتله.


الكتاب: سيرة علي الزيبق المصري/ تحقيق محمد رجب النجار.- القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2005.-2ج.- سلسلة الدراسات الشعبية. 

اقرأ أيضًا: 
سيرة علي الزيبق المصري .. 2

سيرة علي الزيبق المصري .. 3

 

تعليقات

  1. مش هشتريه :)

    ابقى اتكلم عن الفردوس المفقود بقى كمان بعد كده
    عشان مش هشتريه رااخر

    ردحذف
  2. عزيزي إبراهيم أظنك لن تجدها الآن أصلا إن حاولت شراءها ... أظنها نفدت .. :) أظن الجفاء متبادل في هذه الحالة ... شكراا على المرور المبهج

    ردحذف
  3. عشان الحق والعدل والحرية بس، لو تعرف حد عاوزها قول لي
    .
    موجودة ـ للأسف ـ في عمر بوك ستور
    .
    جنب الفردوس المفقود

    وكتاب ياسر قطامش
    .
    :)
    وخلفية المدونة مش عاجباني على فكرة

    ردحذف
  4. مش بقولك مرورك مبهج .. أضحكتني أضحكك الله وأسعدك ... كويسة المعلومة دي يا إبراهيم أظن فيه ناس هاتكون حابة تشتريها :)

    ردحذف
  5. شوقتني اقراها يا أحمد.. حشتريها إن شاء الله.. للأسف مفيش اهتمام كاف بالتراث الشعبي عندنا، ولو كانت سيرة على الزيبق موجودة بالزخم ده في الغرب- وأكيد ليها نظائر مشابهة في التراث العالمي- كانت اتعالجت عشرات المرات في روايات وأعمال درامية.. شكراً على الاهتمام بالسيرة دي، وأتمني تلقي الضوء على حاجات مشابهة إن أمكن.

    ردحذف
  6. التراث الشعبي متنوع للغاية وثري وفعلا الغرب كان مهتم حتى بتراثنا أكتر منا سعات، ألف ليلة وليلة مثال جيد، اكتشافها وعدد الأعمال القوية اللي اتعمل من وحيها عندهم أكتر، شكراا عارف على المرور وعلى التعليق المميز

    ردحذف

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

ألبرت أينشتاين وميليفا ماريتش: قصة حب (اقتباس)

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات