المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف النقد

مقتطفات من كتاب موت الناقد

صورة
غلاف الطبعة الإنجليزية من كتاب موت الناقد تأليف: رونان ماكدونالد ترجمة: فخري صالح (من: المقدمة) بهذا المعنى، يبدو أن زمن الناقد، بوصفه الحكم الفيصل الذي يحدد ذائقة الجمهور ويقرر ما يستهلكه ذلك الجمهور على الصعيد الثقافي، قد ولى. كما أن موضع الناقد في حقول الفنون المختلفة أصبح أضعف بكثير مما كان عليه في الخمسينيات والستينيات. ما زال هناك بالطبع نقاد موهوبون واسعو المعرفة، في المسرح والفن والسينما، وكثيرٌ منهم يكتب في الصحف والمجلات، وبعضهم يعمل في الجامعات ويصدر أعمالًا أكاديمية قيّمة.  هناك أيضًا وسائل عديدة يصعب حصرها تهتم بنشر النقد في الإعلام الورقي المطبوع والفضاء الافتراضي. لكن دور الناقد تقلص بعد الذروة التي وصلها نقاد مثل كينث تاينان Kenneth Tynan، أو كليمينت غرينبريغ Clement Greenberg، أو بولين كيلي Pauline Kael. لربما يكون الناقد قد مات لأن جدنا الطاعن في السن تايم Time في رواية جود الغامض Jude the Obscure يقول لنا: "إننا كثيرون". فعندما ترتفع أصوات نقدية كثيرة فإن من غير المستغرب ألا يسمع منها إلا القليل وسط الضجيج.  يحتل الناقد، دون أي شك،

قيمة النقد: مقاطع من الفصل الأول من كتاب موت الناقد

صورة
بالنسبة لبارت، فإن النظر بشيء من التقديس إلى قصد المؤلف هو أمرٌ حديث نسبيًا وهو ظاهرة ما بعد تنويرية، علينا أن نتجاوزها. إن كل اعتراض على مقاربة نقدية ما بالقول "ليس هذا ما عناه المؤلف" يسعى إلى الحد، بصورة غير مشروعة، من خصوبة اللغة والتعددية الممكنة للمعاني في عمل أدبي بعينه. كانت مقالة بارت – وهي ما زالت متطلبًا إجباريًا لطلبة الدراسات الجامعية الدنيا- دعوة صارخة للحرية والتحرر. إنها ترحب ب"موت المؤلف" لتبشر ب "ولادة القارئ". ***  *** *** لقد ارتفعت بعض الأصوات المستاءة من عدم مصداقية كتاب المدونات، وعدم معرفتنا بأسماء المدونين، وغياب المراقبة التحريرية، ما يمكن هؤلاء المدونين من التشنيع على المؤلفين والإساءة إليهم والافتراء عليهم، دون رادع، شئنا أم أبينا. لكن في إمكان كتاب المدونات الدفاع عن أنفسهم بالقول إن الحجم الهائل لمادة المدونات، وتنوعها وشمولها، يمكن أن يقلل من أهمية تلك الكتابات المتحيزة التي تستند إلى الآراء الشخصية. كما أن الآثار الإيجابية ل"غياب أسماء الكتاب" من الشبكة العنكبوتية تعني أن عالم المدونات يسعى إلى

التواجد والتعاقب: مقاطع من كتاب: "الزمن والرواية"

صورة
مواجهة = encounter By: m. c. escher وقد عبر وايتهد عن ذلك بقوله: "في الماضي كانت الفترة الزمنية التي يستغرقها أي تغيير مهم أطول كثيرًا من عمر الكائن البشري، ولذلك ربت الإنسانية نفسها على التكيف لأوضاع ثابتة. أما اليوم فإن هذه الفترة الزمنية أصبحت أقصر كثيرًا من عمر الفرد، فأصبح لزامًا علينا أن نعد الأفراد لمواجهة أوضاع متجددة." هذه الشهية التي لا تقنع أبدًا هي التي تكسب الزمن ألقه بالنسبة لنا على مستوى الحياة اليومية،  فكلما حصلنا أو استطعنا أن نحصِّل أردنا المزيد، وكلما زادت سرعة تحصيلنا لما نريد زاد وعينا بالتغير وحركة الزمن (هذا ليس مرادفًا بالضرورة للتحسن أو التقدم) إن محور الوجود في هذا العصر هو السرعة، وهي العلاقة بين المسافة والزمن. ومن الجدير بالملاحظة أن كلمة " Speed "  التي تعني السرعة كانت تعني في الأصل النجاح. والحضارة الغربية تقيس النجاح اليوم بالزيادة في معدل الحركة للوصول إلى نقطة مكانية ما أو هدف ما نضعه نصب أعيننا. ويقدر الإنجاز بمدلولات الزمن الذي استغرقناه للوصول إلى غاياتنا، لأن الوقت له ثمنه، ونحن ليس لدينا وقت للانتظار في عالم