الهوية والتنوع (اقتباس)
(الهند المنفتحة أم الهند المنغلقة؟ / بقلم: سانجاي سوبرحمانيام؛ ترجمة: خليل كلفت؛ مراجعة: بشير السباعي)
وقد درس المأسوف عليه دينيس لومبار بطريقة ملائمة جدًا بنية إندونسيا في كتاب يحمل عنوانًا له دلالته : le carrefour javanais (1988) [تقاطع طرق جاوة]. وهو يعرض فيه تكوين ثقافة وفقًا لعملية تراكب: على هذا النحو نجد في جاوة طبقة من التغريب سطحية نسبيًا (نتيجة للوجود الاستعمار الهولندي) ، ثم طبقة مختلطة من التأثيرات الصينية والإسلامية، وعند مستوى ثالث طبقة من التأثير "الهندوسي"، أو على الأقل الهندي، وهكذا، وهكذا إلخ.. غير أن "أصوليًا" جاويًا، سيكون مضطرًا، عند البحث عن جذوره الأصلية الحقيقية، إلى أن يتوغل بعيدًا جدًا من أجل العثور على شيء له دلالته يكون أصيلا تمامًا من الجزيرة. فهل يمكن القول، بالتالي، إن جاوة غير موجودة، لأن كل شيء نشأ في مكان آخر؟ أم ينبغي القول على العكس، إن الخصوصية الجاوية موجودة على وجه التحديد في الطريقة التي تمتزج بها العناصر المختلفة فيها.
(ثقافة وانتقال/ بقلم: مارك أوجي؛ ترجمة: هويدا إسماعيل؛ مراجعة: أمينة رشدي)
في كتابه السلالة والتاريخ (Race et Histoire) يلفت ليفي شتراوس النظر إلى أن معجزة النهضة كانت نتيجة أن أوروبا في هذا العصر استطاعت في وقت قصير جدًا أن تجمع أكثر الإسهامات في التقدم تنوعًا من دول العالم النائية من أفريقيا إلى الصين. ومن وجهة نظر أخرى نحن نعرف أن قصور نهر اللوار وهي خلاصة الذوق الفرنسي الرفيع تدين بالكثير للمهندسين المعماريين الإيطاليين. فلا يجب إذًا أن يكون هناك أي تناقض بين الداخل والخارج وذلك لأن كل تراث ثقافي يتغذى بما يأخذه ويتبادله مع الآخرين. إن تنقلات الرجال والتقاليد والأساليب الفنية والأشياء كلها تعتبر جزءًا لا يتجزء عن التراث. ويمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك واعتبار أن الثقافة التي لا تتبادل مع غيرها ثقافة مهددة بالموت؛ لأن الثقافات مثل اللغات الحية أو الميتة، ولا تحيا إلا إذا تمت ممارستها، وتعرضت منذ ذلك الوقت إلى الحتمية المباركة للتبادل.
المقطعان من:
جامعة كل المعارف
إشراف: إيف ميشو
الجزء السادس: ما الثقافة؟
المشروع القومي للترجمة، 1018
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء