يتيم في بورسعيد/ فؤاد حداد

غلاف الجزء الأول من الأعمال الكاملة التي نشرت في مصر



هذه القصيدة هي إحدى قصائد ديوان "بقوة الفلاحين وبقوة العمال" للشاعر الكبير فؤاد حداد ، نشر الديوان عام 1968 ويضم قصائد كتبت بين عامي 1953 و1967، أما القصيدة فكتبت في الغالب تعليقًا على عدوان 1956.





بعد الرصاص ما سكت كان الرصاص بيفوح
الجو حابس آلامه والحجر مجروح
الأوله آه على عيل يتيم بينوح
والثانية آه فين أبوه وامه وفين هيروح

والتالتة آه كان لنا في الشمس بيت وسطوح
ياقلبي دقت إيدين على بابك المفتوح
عيل يتيم على تل من الحجر بينوح
ويبص لك بعيون أوسع من الأجفان

ويبص للأرض يلقى الشىء ولا يلمه
الطوبة دى كانت البيت اللى بيضمه
والهدمة دى لسة فيها ريحة من أمه
والرملة دى قايدة من عرقه ومن دمه
كل المآسى اللى فوق الأرض بتهمه
عيل يتيم على أطلال البلد سهران

جعان ولا بيشتكى من الجوع ولا يقول آه
بردان ولا بيشتكى من البرد مهما سقاه
بيسأل اليتيم كام عيل ف سنه لقاه
حتى الحجر انتفض من نظرته لشقاه
وقف ولف المدينة كلها ورآه
رأى الحنان ف عيون الشعب كله حنان

رأى القلوب ف عيون المعركة ثابتة
رأى الآمال على أطلال البلد نابتة
رأى الحمام حط جنبه والتفت لفتة
لا الأولة آه ولا التانية ولا التالتة
مسح اليتيم دمعته واتحطم العدوان



تعليقات

  1. فؤاد حداد هو أمير شعراء العامية... بلا منازع...

    كلماته دائما تعانق القلب فيبكي في أحضانها طويلا...

    ردحذف
  2. عندك كل الحق ... هو واحد من أرقى الشعراء وأخصبهم بلا شك

    ردحذف

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوافذ

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات