فتاة الحلم الماضي

-1 -
قد توقظك الأحلام .. وقد تجعلك مغيبًا عن العالم ... لكن في بعض الأحيان قد يبدو الغرق في اللا وعي والبعد عن العالم لسويعات أملا في حد ذاته ...
 أستيقظ من النوم .. أتذكر الحلم الذي راودني... أتمنى أن أنام مرة أخرى لأجد حلمي ينتظرني فأعيشه حتى أغرق فيه ... أو ربما أرغب أن يكون حلمي مسلسلا على حلقات متصلة ... فكرة مضحكة لكني أراها ممتعة ..
تخيل أن تستيقظ من النوم لتتذكر الحلقة الأخيرة من حلمك ... وتفكر فيما يمكن أن تفعله في الحلقة القادمة .. أو ربما تلوم نفسك أوشبيهك الذي تراه في النوم لأنه لم يفعل الصواب من وجهة نظرك ...
حلمت اليوم بفتاة ..لم تكن جميلة ... لكنها كانت مميزة ... في البداية تحدثنا في أشياء لا أتذكرها الآن ثم أخذنا في اللعب بدأت هي في قذف الحجارة الضخمة وكأنها تلعب بالكرة ... فيما انشغلت أنا بتفادي الحجارة التي تلقيها بمهارة وبسرعة أعجبتني أثناء الحلم ... تقذف الحجارة الضخمة واحدًا تلو الآخر مرة بيديها ومرة تقذفها بركلة من قدمها ...
فجأة توقفت وجاءت نحوي ... أخبرتها أني غير قادر على رفع هذة الحجارة الضخمة ... ضحكت ونظرت لي بسخرية .... ضايقني هذا قليلا أثناء الحلم ...لكننا ذهبنا بعد ذلك معا... ثم تيقظت .
فكرت بعد أن أستيقظت في الحلم ... قلت في نفسي ربما كان يجب أن أحمل الحجارة لماذا لم أجرب على الأقل ... لماذا أتقيد بالواقع حتى في عالم الخيال ...أثق الآن أني كنت قادرا على رفع هذه الحجارة ... ألم أطر مرة في أحد الأحلام الماضية ؟

-2-
عجيب أن تعجبك فتاة في الحلم ... والأعجب أن تتعلق بها
فجأة أحس بالشوق تجاه فتاة الحلم الماضي... أتمنى لقاءها مرة أخر ... لا أعلم ... الأمر كله يبدو أقرب للجنون .. أو لعلها مقدمات هلوسة ... فتاة من أحد الأحلام لا أتذكر من ملامحها إلا كونها غير بارعة الجمال ...فجأة أجدنى متعلقا بها ..
فجأة أحس حيالها طعم الشوق الذي ربما لم أحسه تجاة فتاة من لحم ودم ..

-3-
ها أنا أراقصك أخيرًا ... تتعالى الموسيقى ويتعالى معها إيقاع الرقصة.. نرقص ببراعة ورشاقة ... أدور وتدورين ... أبسم فتضحكين ... ندور ... نقفز .. نفقد الإحساس بمن حولنا ....يتعالى إيقاع موسيقى قلبينا ... فيصبح كل شئ غير مهم ... كل شئ باستثناء تلك الرقصة المجنونة .
نرقص .. نرقص .. تتشابك أيدينا ... فتحتدم الرقصة ... تغمزين لي ... أضحك ... تكاد النشوة تقتلني ....أخيرا أصبحنا معا ... أخيرا أشعر انك لي وحدي .... وأني ملكك وحدك ... أفيق ... تتبدل النشوة حزنًا ... يجتاحنى الحنين .... يقتلني الشوق إليك ياذات العيون الحنونة.
...
...
أحمدع. الحضري
الإثنين 28-04-2003

تعليقات

  1. مزيج يثير الاعجاب من الجمال والجودة والرؤية المختلفة.. سعدت جدا بالنص.. ولكني لن أخفي عليك كنت أتوقع نصا شبيها منك منذ فترة بعيدة
    أهلا بك عضوا مضيفا في عالم القصة القصيرة الساحر.. فعلا انت مكسب ليه
    وليموت الشعراء بغيظهم
    ههههههههههه
    أنا باهدي النفوس ومقصدش خالص اني أخليهم يغيروا .. طبعا فاهمني

    ردحذف
  2. العمل ده عالى جدا وكويس جدا

    على فكرة انا احلامة مسلسل
    دا بجد

    المهم
    انا تقريبا لفيت ع البلوج كده
    انت مغرم بالموسيقى اللى بتتعمد تعنلها فى اغلب شغلك واللى انا شايفى انها بتقيد العمل بدرجة كبيرة ودا واضح جدا فى قصيدة وتذهبين

    عمومافى انتظار الافضل والافضل

    تحياتى

    ردحذف
  3. استيقظت من النوم على موضوعك هذا
    كان نوما غريبا
    استيقظت أكثر من سبع مرات خلال ساعتين
    وبكل مرة أنام لأكمل ما بدأت
    كان غريبا كحلم
    وكنت راضية عن غرابته
    وعندما قرأتُ ما كتبتَ .. أردت أن أقول :
    إنني - في واقع لحظتي الآنية - أقر بأني على استعداد أن أكمل حياتي في حلم مُنْتقى .... شريطة ألا أستيقظ حتى الأجل فلا فارق عندي بين حلم متصل لا تمس أقدامه أرض الواقع ... لكني أعيشه بكل حسي
    وبين واقع تأمل فيه كثيرا مما يأبى الكينونة .. فتأمل أكثر في عالم لا تدري عنه شيئا عن يقين

    ..
    ...

    كنت أنتوي أن أوضح لماذا اشترطت في حلمي الاتصال .. لكني قرأت فتاة حلمك ثانية فوجدت الرد في :
    -
    قد توقظك الأحلام .. وقد تجعلك مغيبًا عن العالم ... لكن في بعض الأحيان قد يبدو الغرق في اللا وعي والبعد عن العالم لسويعات أملا في حد ذاته ...

    : ثم

    أفيق ... تتبدل النشوة حزنًا ... يجتاحنى الحنين .... يقتلني الشوق إليك ياذات العيون الحنونة

    أحسب أن كل حلم يملؤنا بشعور رائع - أيا كان - يكسرنا الاستيقاظ منه،خاصة ونحن لا نملك مفتاح الولوج إليه
    لكن برغم ذلك لا يملك شيء سوى الحلم طعم المفاجأة المدهشة بحق

    ***

    قاسية ومدهشة .. تلك هي الأحلام الـ.. المميزة

    ***

    عن نصك
    لست ناقدة كما تعلم

    لكن بداية سعيدة أنا بتقليبك في مكنوناتك القديمة وإخراجها
    لا أدري لماذا شعرت أن الأمر تطلب منك شجاعة شدييييدة كيما توافق نفسك على إخراجه

    ...

    النص أشعرني بأنه صفحة من مذكراتك أكثر منه نصا كتب لأجل القراء
    هذا - بالمناسبة -ليس قدحا في النص ، خاصة وأنا لا ألتفت لتصنيف النص بقدر التفاتي لمتعتي منه

    أشعرني بما ذكرتُ جمل أفلتت في النص كانت كأنما كُتبت كي لا تنسى الذاكرة تلك التفاصيل عندما تعود لقراءة تلك السطور

    تلك السطور لم تزعجني .. بالعكس .. أشعرتني بشيء من متعة خبيثة في التلصص عل مذكرات الآخرين تك التي لا يراها أحد

    فقط هي أشعرتني بأني لست أمام نص محترف

    ..

    أعجبني تسلسل النص

    ومازال يدعم - عندي - فكرة المذكرات بذالك البعد الزمني بين المقطوعات الذي يتطلبه ما تحكي فيها .. وعدم الالتزام بشكل محدد لبداية المقطوعة أو خاتمتها

    ...

    تركت للنهاية أكثر ما أعجبني .. عنصر الفلسفة .. أو فلنقل التفكير .. واختلاف المدخل لتلك الأفكار

    لااااااامفر لقارئك عزيزي من التفكير
    هذا راااائع
    جميل ... لا أملك القول أكثر

    ***

    عذرا جدا جدا جدا على الإطالة
    أشكرك على هذا النص الصباحي

    لا تبخل علينا بما مازال في جعبتك
    في انتظارك

    دينا

    ردحذف
  4. كيف أرد على تعليق مثل تعليقك يا دينا؟؟ لا أدري حقا ... تعليق مدهش... أنا أيضا لم ألتفت لتصنيف هذا النص... بصراحة لا ألتفت لتصنيف أي نص نثري أكتبه ..
    أحاول الكتابة بأكبر قدر من الحرية ... أحاول التحرر من قواعد الأنواع الأدبية، والإمساك باللحظة الشعورية.. ربما لأنني أؤمن بجماليات الكتابة النثرية العادية كما أؤمن بجماليات القصة والمسرح والرواية .. ولا يعيبها أن يقال عنها (نثر) دون محاولة للتجميل ودون محاولة نسبها للشعر ... لأنها أرقى من الشعر أحيانا
    أحب الكتابة النثرية بشدة ... صدقي أو لا لكنني أفضلها على الكتابة الشعرية في أوقات كثيرة ... مشكلتي معها هي نفس مشكلتي مع الشعر .. أنني أنتظرها طويلا وهي لا تأتي
    في الغالب لا أذهب لها.. أعلم أن هذا خطأ أحيانا لكنني لا أستطيع إلا هذا ...

    لعلك لا تعلمين أنني أعدت كتابة هذا النص كقصيدة عامية (في الحلم) ...
    شكرا جزيلا على تواجدك وعلى التعليق

    ردحذف
  5. وليد شكرا على تعليقك .. هل تعلم هذا النص فعلا مكتوب منذ فترة بعيدة .. سعدت بتعليقك
    ***

    الأخت عين ضيقة ..
    شكرا على التعليق المفيد وتحياتي لك ...

    ردحذف
  6. بسم الله

    حقا احببت فتاة احلامك
    ولدى طموح فى ان القاها

    النص جمل وواعى جدا

    حقيقي الله عليك يا احمد

    فريدة

    ردحذف
  7. أدهشتني شعرا
    و ها أنت تمتعني نثرا
    تحية لقلم أحترمه كثيرا

    ردحذف
  8. لن اقول ان النص لم يعجبني

    اعجبني اكثر ردك على دينا حول النصوص النثرية والتصنيفات

    اين انت من زمن يا استاذي

    قول الكلام دا عالجروب ها؟

    طبعا رد دينا نص مواز

    تستحق كدا 3 تحيات

    على النص

    وعلى رد دينا

    وعلى ردك

    كل الود

    ردحذف
  9. محمد تحياتي لك وشكرا على المرور وعلى التعليق
    ...
    هدى أشكرك بشدة ... وبالمناسبة أذكر أني قلت هذا المعنى في "الجروب" من قبل...
    :-)

    ردحذف

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوافذ

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

قصائد من الشعر الأفريقي المعاصر