الرجل والمئذنة
|
بقلم: أحمد ع. الحضري
تصعد قدماه درجات مئذنة قديمة نوعًا: سرعته ثابتة؛ صعد هذه المئذنة آلاف المرات حتى نسي شكلها، يفكر: تأخرت اليوم بضع دقائق عليَّ أن أصعد أسرع، يهرول كي يدرك وقت الأذان. لماذا كانت الظلمة تضايقه الآن؟ لأول مرة منذ سنوات بدا صعوده صعبًا، يسمع الأذان من جامع بعيد فيسرعُ لكنه لا يصل.
في رحلة الصعود الذي طال هذه المرة بشكلٍ غير منطقي، فكر في كل الاحتمالات: لعلَّ شيطانًا يتلاعب به، يصعد، ويصعد؛ لعله يحلم، يصعد؛ لعلي أهذي، يصعد، لعلي ...، يستريحُ قليلا ثم يصعد. الدرجات التي كان يصعدها في دقائق قليلة لا تريد الآن أن تنتهي.
لا يدري كم أذانًا سمع في رحلته للصعود، قبل أن يتساءل عن جدوى هذا العبث، يفكرُ لماذا أواصل صعودَ هذا الكابوس، فلأهربَ من هنا، لأول مرة يلعن عدم وجود نافذة، يقف. ثم يبدأ النزول: تستمر رحلة الهبوط إلى ما لا نهاية.
أكتوبر 2012
ككابوس عن العجز !
ردحذفكابوس فعلا
فعلا يا نيللي النص فيه حالة كابوسية واضحة ... بس مش واضح لي من التعليق قوي هل عجبك ولا لا ؟ ودا مهم أكيد أعرفه :)
حذف