لم أذهب إلى أي مكان: مقطع من رواية الهدنة
الخميس
21 فبراير
بينما
أنا عائد من المكتب هذا المساء، استوقفني رجل مخمور في الشارع. لم يطلق احتجاجات
ضد الحكومة، ولم يقل إننا، أنا وهو، أخوان؛ ولم يتطرق إلى أي موضوع من الموضوعات
العديدة التي يتطرق إليها السكارى عادة، في العالم بأسره. كان سكيرًا غريبًا، في
عينيه بريق خاص. أمسكني من ذراعي وقال لي وهو يكاد يستند إليَّ: "أتعرف ما
الذي أصابك؟ إنك لا تذهب إلى أي مكان". وفي تلك اللحظة، مرَّ بجانبنا شخص
آخر، فنظر إليَّ نظرة بشوشة تشير إلى التفهم، بل ووجه غمزة تضامن أيضًا. لكنني
أعاني القلق منذ أربع ساعات، وأشعر أنني لم أذهب فعلا، إلى أي مكان، وأنني لم أدرك
ذلك إلا الآن فقط.
*** *** ***
غلاف الكتاب |
أشعر أحيانًا بالتعاسة لمجرد أني لا أعرف ما هو الشيء الذي أحن إليه"، دمدمت بلانكا بذلك وهي توزع علينا قطع الدراق المحفوظة في الرُّب.
من رواية:
الهدنة
ماريو بينيديتي
ترجمة:
صالح علماني
تعليقات
إرسال تعليق
أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء