الآخر مثلي
[1]
في مشهد المرآه في فيلم face off يقف الخصمان وجهًا لوجه وقد وصل الارتباك إلى ذروته؛ كلٌّ منهما يواجه المرآه التي تحمل صورته وصورة عدوه موحدتين أمامه، في هذه اللحظة من الصراع كان التشابه بينهما أكبر من أي اختلاف ولهذا ربما استمر الصراع.
[2]
إذا تذكرنا الأزمات التي أثارتها رواية وليمة لأعشاب البحر، ومن بعدها الروايات الثلاثة، والمظاهرات التي خرجت تطالب بمصادرتها بعد تطوع أعضاء في مجلس الشعب بتقديم استجوابات عنها، يمكن أن نتذكر في المقابل أزمة رواية عزازيل والسعي إلى مصادرة كتاب شفرة دافنشي في بعض الدول العربية منها مصر.
وإذا تذكرنا الأزمات التي أثارتها بعض الأفلام المصرية كالمهاجر ليوسف شاهين مثلا، ومن قبلها أفلام عدة أثارت استياء لعرضها ما رآه البعض إساءة للإسلاميين، يمكن أن نتذكر في المقابل الأزمة التي أثارها فيلم بحب السيما وهو فيلم من الأفلام الجميلة (المؤلف والمخرج مسيحيين بالمناسبة) الذي لم أر به إساءة للمسيحية بأي شكل.
[3]
لا أتفهم طريقة معالجة المشاكل الحادثة من إسلام فتاة مسيحية أو تنصر فتاة مسلمة، وأستاء بشكل ما من اتفاق أطراف متنوعة على تجاهل حريات التعبير والعقيدة، والتعامل مع المسألة وكأنها خلاف بين عائلتين يمكن حله بحلول مؤقتة.
وألاحظ ما في هذه القضايا من مزيج غريب من الدين، ومفاهيم عتيقة للشرف والعار، وإلا فلماذا تثار الأزمات حول المتحولات عن دينهن، دون وجود أزمة أذكرها أثيرت حول المتحولين.
[4]
مقتنعٌ أن شيئا في مصر لن يحل إلا إذا حافظنا على الحريات الأساسية (حرية العقيدة، والتعبير، ...) لجميع الأفراد، وعدم الاستجابة لأي ضغط يسلب حرية أي فرد أيًا كان فكره. أما الحاكم القوي الذي يطالب به البعض فلن يحل شيئًا ما لم يتم علاج المرض نفسه، لا أعراضه. الحاكم القوي الآن يتسلح بالمعرفة والفكر قبل التهديد والوعيد، وبالحكمة قبل البندقية والسجون. ولن يكون مقبولا حتى في أقصى حالات الفوضى أن يحكمنا حاكم يفكر بأساليب قرون مضت.
اللايك دا لايكي
ردحذفط
فيه حاجات ببقى مبسوط إن اننا نتفق فيها أنا وانت :)شكرا يا طارق على الاهتمام
ردحذف