المشاركات

الكلام بيضيق عليك وانت بتضيق ع الكلام

صورة
بول جوجان - بورتريه ذاتي (paul gauguin - self portrait بقلم: أحمد ع. الحضري زي الشيخ اللي كان بيدي دروس ف أكبر جامع ف بغداد، وفجأة لقى نفسه مش قادر يتكلم ... كان جزء منه عايز يكمِّل مع اللي يعرفه ويفهمه واتعود عليه، جزء منه فضل يصحى كل يوم الصبح عشان يعيش حياة الناس ويتكلم كلام الناس، ويحافظ على اللي بناه، على سمعته، وشهرته وشغله، وحب الناس اللي ممكن يختفي، لكن كان فيه جزء تاني مش قابل الوضع وعارف إنه مش مناسب وما بقاش بتاعه ولا يناسبه .. جزء منه كان سافر فعلا برة بغداد وابتدى الرحلة وهو ما كانش ينفع يتكلم ويدرِّس ويقول وهو نص بني آدم.. وما كانش ينفع رحلته تتحسب رحلة لو نصه بس اللي سافر .. كان لازم كله يسافر أو كله يقعد وعشان كدا الشرخ زاد جواه وانقسم اتنين ف مواجهة بعض .. اتنين كل واحد منهم ليه طريق وفكر .. واحد مادد جذورة والتاني فارد جناحاته... حاجة لازم تخليه يقف عن الكلام وعن كل حاجة لإنه في اللحظة دي ما كانش عارف هو نبات ولا طير، وكان لازم يقرر، أو المهم ما كانش القرار، لإنه قرر إنه يقعد، إنه يكمل في اللي يعرفه، بس القرار دا ما كانش له معنى ولا كان ممكن تنفيذه، لإنه كان سافر ف

كيف مزقت التكنولوجيا الحقيقة

صورة
(هذا المقال هو ترجمة من الأصل الإنجليزي المنشور في جريدة الجارديان بتاريخ 12 يوليو 2016 بعنوان: " How technology disrupted the truth ") بقلم: كاثرين فاينر ( Katharine Viner ) ترجمة: أحمد ع. الحضري الصورة لسيباستيان تيبو (Sébastien Thibault) نقلا عن الجارديان.  في صباح يوم اثنين في سبتمبر الماضي، استيقظت بريطانيا على قصة خبرية شائنة. ارتكب رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، وفقًا للديلي ميل، "فعلًا فاحشًا مع رأس خنزير ميت". أفادت الصحيفة أن " شهيرًا زامله في جامعة أوكسفورد يزعم اشتراك كاميرون في إحدى المرات في طقس قبول شائن جرى أثناء فاعلية لبيرس جافستون، تضمنت رأس خنزير ميت،". بيرس جافستون هو اسم نادي طعام منفلت في جامعة أكسفورد؛ زعم مؤلف القصة أن مصدره كان عضوًا في البرلمان، والذي ادعى أنه شاهد دليلًا مصورًا: "تلميحه غير المعتاد هو أن من سيغدوا لاحقًا رئيسًا للوزراء أولج جزءًا خاصًا من أجزاء جسمه داخل الحيوان.". القصة، المقتطفة من سيرة جديدة لكاميرون، أثارت ضجة على الفور. لقد كان الأمر مقززًا، وكانت فرصة عظيمة لإذلال رئيس وزراء نخبوي، وشعرت

مقاطع من كتاب ستيف جوبز لوالتر إيزاكسون

صورة
من الفصل الأول: بُني منزل آل جوبز والمباني الأخرى في حيهم بواسطة المقاول جوزيف إيكلار الذي بنت شركته ما يزيد عن 11 ألف منزل في العديد من مقاطعات كاليفورنيا في الفترة ما بين 1950 و 1974، قام إيكلار – مستمدًا إلهامه من رؤية فرانك لويد رايت لتوفير منازل عصرية بسيطة "لجميع" الأمريكيين- ببناء منازل رخيصة الثمن وتتميز بحوائط زجاجية تمتد من الأرض إلى السقف وتصميم الدور الأرضي المفتوح، وأسلوب التشييد بالأعمدة والعوارض المكشوفة، وأرضيات الألواح الخرسانية، والكثير من الأبواب الزجاجية المنزلقة. قال جوبز أثناء إحدى جولاتنا حول الحي: "لقد قام إيكلار بعمل عظيم. إن المنازل التي بناها تتميز بالأناقة ورخص الثمن والجودة، وقد مكنت الأشخاص ذوي الدخل المحدود من امتلاك منازل ذات تصميم بارع وذوق بسيط. وقد كانت تمتلك بعض المقومات المذهلة، مثل تدفئة الأرضيات بالحرارة الإشعاعية. إنك تغطي الأرضيات بالسجاد، ولكننا كنا نمتلك أرضيات دافئة رائعة عندما كنا أطفالًا".  قال جوبز إن تقديره للمنازل التي بناها إيكلار غرست فيه الشغف لصنع منتجات جيدة التصميم لتسويقها. قال جوبز مشيرًا إلى الأن

ستيف جوبز

صورة
بقلم: أحمد ع. الحضري يحكي  والتر إيزاكسون، صاحب الأسلوب السلس والممتع والمجهود الدؤوب الذي يظهر في مادته الثرية،  في بداية هذا الكتاب كيف تواصل معه ستيف جوبز، مشجعًا له على الكتابة عن حياته. يصف المؤلف تخوفه في أول الأمر من أن يحاول جوبز السيطرة على مادة الكتاب أو التدخل فيها، ثم يوضح بعد ذلك كيف  تجنب   جوبز فعليًا التدخل في محتوى الكتاب بأي شكل. جوبز الذي كان واعيًا باقتراب أجله، نتيجة لمرضه الخطير، كان مهتمًا بوجود كتاب يوثق لتجربته الشخصية والعملية:   غلاف الطبعة العربية الصادرة عن مكتبة جرير قال جوبز: "عندما كنت صغيرًا، لطالما ظننت أنني شخص مهتم بالآداب. ولكنني كنت أحب الإلكترونيات، ثم قرأت مقالًا قال فيه أحد علمائي المفضلين إدوين لاند من شركة بولارويد، شيئًا عن أهمية الأشخاص الذين يقفون في مفترق الطرق بين الآداب والعلوم، وقررت أن هذا هو ما أريد أن أفعله. كان الأمر يبدو كما لو أنه يطرح موضوعًا لسيرته الذاتية (وفي هذه اللحظة، على الأقل، أصبح موضوعًا صالحًا)، حيث إن الإبداع الذي ينتج عن الدمج بين العلوم والآداب في شخصية قوية كان هو الموضوع الذي جذبني إلى سيرة كل من فران

الأفكار والتاريخ (مقتطف)

صورة
جون هرمان راندال ترجمة: جورج طعمة وهكذا تجد الأفراد جيلا بعد جيل يكيفون أبنية العهود السابقة لتطابق حاجاتهم ورغائبهم، فتارة يحتفظون بها كاملة دون أي تحوير مكتفين بمجرد تغيير استعمالها. وتارة يضيفون أحجارًا جديدة وأشكالا جديدة. وأحيانًا أخرى يهدمونها ويعيدون بناءها بالمواد القديمة. ومع ذلك تستمر الحياة لتكرر في حيوية جديدة، ومن غير اكتراث لما كان من قبل، دورة الولادة والأمل والفشل والموت، في ظل إمبراطور أو أمير، أو بابا،، أو ملك أو دكتاتور. حقًا إن روما هي المدينة الخالدة: خالدة بقصورها وأبنيتها القديمة، خالدة بأشواقها وآمالها الجديدة، وكأنها جديرة بأن تكون رمزًا للإنسانية التي اعتبرتها لمدة طويلة مركزها.  وما تاريخ الإنسانية سوى تاريخ جهود وأبنية تتناولها يد الإنسان بالتعديل المستمر فتتسع لتآلف التيارات الجديدة للحياة. وهو أيضًا قصة جدران قديمة شاخت فعملت فيها معاول التهديم ثم أعيد بناؤها بأشكال جديدة. وقصة البرابرة القساة وما جنته أيديهم المدنسة على الأبنية الأثرية الشامخة من تشويه وتخريب، وقصة الكنائس القديمة التي حافظ عليها المؤمنون بورع وتقى، والقصور التي دمر

لماذا؟

صورة
ألبير كامو ترجمة: مجاهد عبد المنعم مجاهد ليست هناك إلا مشكلة فلسفية هامة واحدة ألا وهي مشكلة الانتحار. فالحكم عما إذا كانت الحياة جديرة بأن تعاش أم لا، إنما يرتفع إلى الجواب على المسألة الأساسية في الفلسفة وتأتي كل مسألة أخرى بعد ذلك [...] فإذا سألت نفسي كيف يمكنني أن أحكم بأن هذا السؤال أكثر أهمية من غيرها، فإنني أجيب بأن المرء يحكم عن طريق الأفعال التي تستتبع منه. عمري ما شاهدت إنسانًا ينتحرُ من أجل البحث الأنطولوجي. وإن جالليو الذي ذكر حقيقة علمية ذات أهمية كبيرة، نبذها بمنتهى السهولة حالما تعرضت حياته للخطر. وبمعنى ما من المعاني، حسنًا فعل. وما كانت هذه الحقيقة تستحق عناء المخاطرة. فسواء كانت الأرض هي التي تدور حول الشمس أو الشمس هي التي تدور حول الأرض فهي مسألة من قبيل عدم الاكتراث العميق. بل يمكننا أن نقول إنها مسألة عقيمة. ومن جهة أخرى أرى، أناسًا كثيرين يموتون بسبب أن الحياة عندهم تستحق أن تعاش. وأرى آخرين يذهبون ضحية القتل بسبب الأفكار أو الأوهام التي تزودهم بسبب كاف للحياة (وما يقال عنه سبب كاف للحياة هو سبب رائع للموت) ولهذا فإنني أخلص إلى أن معنى الحياة

ما يمكن للرواية وحدها أن تكشفه (مقتطفات)

صورة
ميلان كونديرا ترجمة: بدر الدين عرودكي تصاحب الرواية الإنسان على الدوام وبإخلاص منذ بداية الأزمنة الحديثة. لقد سيطر "هوى المعرفة" (هذا الهوى الذي يعتبره هوسرل جوهر الروحانية الأوروبية) آنئذ على الإنسان كيما يدرس الحياة المحسوسة للإنسان ويحميه ضد "نسيان الكائن"، حتى يضع "عالم الحياة" تحت إنارة مستمرة. بهذا المعنى إنما أفهم وأشارك عناد هرمان بروخ عندما كان يكرر بلا هوادة: اكتشاف ما يمكن للرواية وحدها أن تكشفه، هو ذا ما يؤلف مبرر وجود الرواية. إن الرواية التي لا تكشف جزءًا من الوجود لا يزال مجهولا هي رواية لا أخلاقية. إن المعرفة هي أخلاقية الرواية الوحيدة.  *** *** *** إن روح الرواية هي روح التعقيد. كل رواية تقول للقارئ: "إن الأشياء أكثر تعقيدًا مما تظن". إنها الحقيقة الأبدية للرواية، لكنها لا تُسمِعُ نفسها إلا بصعوبة في لغط الأجوبة البسيطة والسريعة التي تسبق السؤال وتستبعده. في نظر روح عصرنا: إما أن تكون أنا كارنينا على حق، أو أن يكون زوجها على حق، وتبدو حكمة سرفانتس القديمة التي تحدثنا عن صعوبة المعرفة وعن الحقيقة التي ل