مَن مُبلغٍ مصرَ عنّا ما نكابده


 
بشارة الخوري أو الأخطل الصغير هو شاعرٌ لبنانيٌ شهير ولد في عام 1885 وتوفي عام 1968م، نحفظُ له جميعًا قصائدَه الرائعة في الهوى، خصوصا المغنى منها، وهي قصائد غناها كبار المغنين، مثل: فيروز، فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب...، ومنها: يا عاقد الحاجبين، عش أنت، يبكي ويضحكُ لا حزنًا ولا فرحًا...، أورد له هنا مقاطع ليست الأفضل فنيًا بين قصائده -متوسطة المستوى، لكنها تكتسبُ طرافتها في رأيي من تقارب المناسبات التي كتبت فيها مع الوضع المصري الحالي، القصيدة الأولى وهي قصيدة الدستور أوردها هنا كاملة، بالإضافة إلى مقطعين من قصيدة سعد التي كتبها في رثاء الزعيم الراحل سعد زغلول (1858 - 1927) .



(الدستور)

إن الدَّساتيرَ
لا تعطي أعنتها
إلا الأعاصير
من جنٍّ ومن بشرِ

مِنْ هابطٍ،
كقضاءِ الله
مكتسحٍ
أو
صاعدٍ
 كفمِ البركانِ
منفجرِ



(سعد )

رجالُ مصرٍ شفيعي إن عتبتكمُ
أن المحبَّ لديكم ليس يُتَّهمُ
إني أخاف عليكم في تحزبكم
أن تنصروا الخصمَ وهو الخصم والحكم
تخاصمون على ضعفٍ وخصمكمُ
وهو القوي عليكم ليس يختصمُ
توحدّوا باسم مصر في تجهمها
وطالعوا ثغر مصرٍ كيف يبتسمُ
سعدٌ أرادكمُ حلفًا فلا قُسمتْ
أجزاؤكمْ - حبُ مصرٍ ليس ينقسمُ
سيروا - لكل أخي دنيا لبانتُه-
حتى إذا ما ربحتمْ مصرَ فاقتسموا

...
من مُبلغٍ مصرَ عنا ما نكابدُهُ
إن العروبة فيما بيننا ذممُ
ركنانِ للضادِ لم تُفصمْ عرىً لهما
همُ نحنُ إن رزئت يومًا ونحنُ همُ

تعليقات

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

ألبرت أينشتاين وميليفا ماريتش: قصة حب (اقتباس)

الغراب في التراث الشعبي: مقتبسات