ضو - ضاء
في الصباح يرقص الضوء عاريًا على كوب الماء الموضوع أمام النافذة مكونًا تشكيلات متنوعة، الماء إذ يهتز يتلألأ ويتلون في رقصته الثنائية مع الضوء، وعلى المنضدة يرسمان معًا لوحةً تجريدية مؤثرة. كنت في سريري لا أزال حينها، تكاسلت حينًا من الوقت ثم نهضت، كي أتجهز للخروج.
الطقوس المعتادة تبدأ، لا أحفل بها كثيرًا، تمرُّ بسرعة لتعويض تكاسلي السابق، أكون قد اغتسلت، وغيرت ملابسي، وأغلقت الباب خلفي خلال وقت قياسي.
***
الفجر تجربة مملة، الشروق والغروب حائطٌ عميقٌ متسخٌ اعتدناه، كم تمنيتُ تحطيمه، كم شرعتُ في تحطيمه، كم انكسرت وأنا أحاول ذلك.
الشمسُ ضوضاء الشكل، الشمس عمى، الشمسُ عيونٌ تطلُّ من السماء، تقتحمنا، تتلصص علينا.
حين تبدأ الشمس في الارتفاع، يمتد الملل إلى أن يصير مثلي، ثم يطولُ ليغدو أطول من بناية.
***
في الظهيرة يرتدي الحرُّ رؤوسَنا، أسيرُ متعبًا إلى أن أصل، الماءُ أولُ ما أزور، قبل أن ألقي أي تحية أو نظرة، أرشف رشفات من الماء البارد ثم أبدأ الدوران.
هل يستحق الأمر عناء المحاولة، عناء الألم، أليس الأفضل لنا كنوع أن ننقرض.
***
في مكتبي من النافذة المجاورة لي أسترق كل برهة نظرة إلى الشمس وهي تغوص خلف البنايات.
المغفلون من أمثالكم مازالوا يصدقون الشموس.
الفارغون من أمثالي لا يحبونها، ولا يصدقونها.
***
في طريق عودتي، تتلألأ أضواء المصابيح منيرة الشوارع بإضاءة ساطعة، ألفُ شمسٍ تضيءُ، كأن الليل صار نهارًا ثانيًا، أختار أكثرها إظلامًا كي أمشى فيه.
أحمد الحضري
21 يناير 2011
عجبتني قوي
ردحذفوآلمتني
تجربة مبتكرة
تتماس مع شعر النثر
تحياتي
ط
كنت لسه هقول لك ليه محدش بيعلق عندك، لقيت الأستاذ (ط) سبقني
ردحذفالمهم
أنا حاسس إن النص ده تحوير وتحويل للارتجالة اللي إنتا كنت كاتبها عن الشمس :)
.
حلو فعلاً قوي
.
و ممممممممممممم
اللوك الجديد موفق جدًا
تسلم
طارق: بأن رأيك مهم، أشكرك وسعيد بمرورك.. وياريت دايما تعلق حتى على اللي مش عاجبك :)
ردحذفإبراهيم : البعض يكتفي بالمرور ، والبعض يكتفي باللايك :)
ردحذفهو فعلا النص دا معتمد على ارتجالة شمس متسخة اللي كان لاعتبارات وقت الارتجالة مش مكتمل في رأيي فأعدت البناء ... مبسوط إنه عجبك
"هل يستحق الأمر عناء المحاولة، عناء الألم، أليس الأفضل لنا كنوع أن ننقرض. "
ردحذفجميل
ردحذف