الكلام بيضيق عليك وانت بتضيق ع الكلام

بول جوجان - بورتريه ذاتي
(paul gauguin - self portrait

بقلم: أحمد ع. الحضري

زي الشيخ اللي كان بيدي دروس ف أكبر جامع ف بغداد، وفجأة لقى نفسه مش قادر يتكلم ... كان جزء منه عايز يكمِّل مع اللي يعرفه ويفهمه واتعود عليه، جزء منه فضل يصحى كل يوم الصبح عشان يعيش حياة الناس ويتكلم كلام الناس، ويحافظ على اللي بناه، على سمعته، وشهرته وشغله، وحب الناس اللي ممكن يختفي، لكن كان فيه جزء تاني مش قابل الوضع وعارف إنه مش مناسب وما بقاش بتاعه ولا يناسبه .. جزء منه كان سافر فعلا برة بغداد وابتدى الرحلة وهو ما كانش ينفع يتكلم ويدرِّس ويقول وهو نص بني آدم.. وما كانش ينفع رحلته تتحسب رحلة لو نصه بس اللي سافر .. كان لازم كله يسافر أو كله يقعد وعشان كدا الشرخ زاد جواه وانقسم اتنين ف مواجهة بعض .. اتنين كل واحد منهم ليه طريق وفكر .. واحد مادد جذورة والتاني فارد جناحاته... حاجة لازم تخليه يقف عن الكلام وعن كل حاجة لإنه في اللحظة دي ما كانش عارف هو نبات ولا طير، وكان لازم يقرر، أو المهم ما كانش القرار، لإنه قرر إنه يقعد، إنه يكمل في اللي يعرفه، بس القرار دا ما كانش له معنى ولا كان ممكن تنفيذه، لإنه كان سافر فعلا، شوية وفهم كدا، وبعد شوية كان بيخطي برة بغداد.


تعليقات

  1. معلم كبير،، وبجد بافتقد كتاباتك جداً
    خالص تحياتي وعميق احترامي وتقديري لإبداعك
    :)
    * ويا ريت ما تغيبش علينا تاني

    ردحذف
    الردود
    1. تسلم يا باشا، أسعدني كلامك بجد، وياريت أرجع أنتظم تاني

      حذف
  2. بديع يا أحمد...
    العنوان لوحده حكاية...
    يدوم الإبداع يا صديق.

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا مروة، ويدوم مرورك وتعليقاتك الجميلة

      حذف

إرسال تعليق

أفيدوني بانتقاداتكم وإطراءاتكم، أسعد بجميع الآراء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

ألبرت أينشتاين وميليفا ماريتش: قصة حب (اقتباس)

قصائد من الشعر الأفريقي المعاصر