حلبة الكميت (مقتبسات)

Thomas C. Fedro



حكي عن عبد الملك بن مروان أنه قال للأخطل أراك تكثر وصف الخمر نظمًا ونثرًا وأولها مرار وآخرها خمار، قال إن بينهما ساعة لا أبيعها بملكك وأنشد:

إذا ما نديمي علني ثم علني … ثلاث زجاجات لهن هدير
خرجت أجر الذيل تيها كأنني... عليك أمير المؤمنين أمير  
  
*** *** ***

وقيل لبعضهم ما آنسك بحب الشراب، فقال لأنه يقدح في بدني بنوره وفي قلبي بسروره. وقيل لدهقان ما الذي حبب إليك شرب الراح فقال لأني رأيت الكأس يدخل والهم يخرج ومن هنا أخذ بعضهم فقال:
  
إذا ما صُب في الكاسات خمر رأيت بها شموسًا في بروج
وإن جليت على الندمان يومًا تزاحمت الهموم على الخروج

وقال جالينوس: الراح صديق الروح، وقال بعض الحكماء الراح خميرة الفرح، وصابون الترح، مصحة للبدن مطيبة للنفس تفتح لها العروق أفواهها كما تفتح الفراخ أفواهها للطعام وقال كسرى الراح صابون الهم ومن هنا أخذ الشيخ بدر الدين الشتكي فقال:

وكنت إذا الحوادق دنستني فزعت إلى المدامة والنديم
لأغسل بالكؤوس الهم عني لأن الخمر صابون الهموم

وقال أرسطاطاليس: الراح كمياء الفرح؛ ومن هنا أخذ ابن الوكيل، فقال:

قيراط خمر على قيراط من حزن … يعود في الحال أفراحًا وينقلب

وقال آخر: الراح درياق الهم، أخذه ابن الوكيل أيضًا، فقال:
 
 إن الذي جعل الهموم عقاربًا جعل المدام حقيقة درياقها

*** *** ***

وقال سيف الدين المشد:
عمرت في الدن حينًا فاكتست نبلا وفضلا
تترك الشيخ صبيًا وتعيد الكهل طفلا


مقاطع من كتاب: حلبة الكميت: في الأدب والنوادر والفكاهات المتعلقة بالخمريات

تأليف: شمس الدين محمد بن الحسن النواجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

ألبرت أينشتاين وميليفا ماريتش: قصة حب (اقتباس)

قصائد من الشعر الأفريقي المعاصر