قصائد من كفافيس


غلاف الترجمة العربية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة


قصائد: كفافيس
ترجمة رفعت سلام


(الذي أعلن .. الرفض العظيم)

بالنسبة للبعض، يجيءُ اليوم
الذي يكون عليهم فيه أن يعلنوا "نعم" العظيمة
أو "لا" العظيمة.
والواضح من الوهلة الأولى أن من تكمن
"نعم" جاهزة بداخله، ويقولها،
فإنه يمضي على طريق الشرف بيقينٍ راسخ.
أما من يرفض فلا يعتريه ندم.
وإذا أعيدد سؤاله،
فسيظل يقول لا.
غير أن هذه ال "لا" -تلك ال "لا" الصائبة-
ستهزمه طول حياته كلها.

***
(النوافذ)

في هذه الغرفِ المعتمة
حيث بددتُ أيَّامًا فارغة،
أدورُ هنا وهناك
محاولا العثور على النوافذ.
فعندما تفتح نافذة سيحل العزاء.
لكن لا وجود لأيَّة نافذة
أو - على الأقل- لا يمكنني العثور عليها.
وقد يكون من الأفضل ألا أعثر عليها.
وربما يتكشف الضوء عن طغيانٍ آخر.
فمن يدري أية أشياء جديدة سيكشفها لنا؟

***

(الطرواديون)

مساعينا هي مساعي أناس منذورين للكارثة؛
مساعينا شبيهة بمساعي الطرواديين.
فما إن نبدأ بشيء،
باستجماع ثقة ضئيلة،
بازديادنا جرأة واستبشارًا،

حتى يحدث - دائمًا - شيءٌ ما يوقفنا:
يقفزُ أخيل من الخندق منتصبًا أمامنا
ويرهبنا بصياحه العنيف.

مساعينا شبيهة بمساعي الطرواديين.
نظن أننا سنغير حظوظنا
بأن نكون ثابتي العزم وشجعانًا،
ولهذا نمضي في الخارج متحفزين للقتال.

ولكن ما إن تقع الطامة الكبري،
حتى يتلاشى عزمنا وجرأتنا؛
تتداعى روحنا، وتنهار،
ونعدو حول الجدران
بحثًا عن إنقاذِ أنفسنا بالفرار.

مع أننا واثقون من الفشل.
وعاليا هناك، فوق الجدران، بدأت التراتيل الجنائزية.
يندبون الذكرى، وعبير أيامنا.
يبكي بريام وهيكوبي علينا بمرارة.

***

(إميليانوس موناي السكندري)
(628-655م)

بالكلمات، بوجهي، بتصرفاتي
سأصنعُ لنفسي ثوبًا ممتازًا من دروع؛
وبهذه الطريقة سأواجه الأشرار
دون أي خوفٍ أو ضعف.

سيحاولون إيذائي.
لكن ما من أحد - من بين من اقتربوا مني جميعًا-
سيعرفُ مواضع جراحي، ومكامن ضعفي،
تحت الأكاذيب التي ستغطيني.

هكذا تباهى إميليانوس موناي
ويتساءل المرء  ما إذا كان قد صنع ذلك الثوب من دروع.
وعلى أية حال، فلم يلبسه طويلا.
ففي سن السابعة والعشرين، توفي في سيسلي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل العالم حقيقي، أم أنه مجرد وهم أو هلوسة؟

ما هو الفن الطليعي؟ (Avant Garde)

ألبرت أينشتاين وميليفا ماريتش: قصة حب (اقتباس)

قصائد من الشعر الأفريقي المعاصر